موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كتاب حقائق عن التصوف

للشيخ عبد القادر عيسى الحسيني الشاذلي

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


آداب الذكر المنفرد

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: سبعة يظلهم الله تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله ... وذكر منهم: ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه (١).

آداب الذكر المنفرد:

وينبغي أن يكون الذاكر على أكمل الصفات، فإن كان جالسا في موضع استقبل القبلة متذللا متخشعا بسكينة ووقار، مطرقا برأسه، ولو ذكر على غير هذه الأحوال جاز ولا كراهة في حقه، ولكن إن كان بغير عذر كان تاركا للأفضل. وينبغي أن يكون الموضع الذي يذكر فيه خاليا نظيفا، فإنه أعظم في احترام الذكر والمذكور، ولهذا مدح الذكر في المساجد والمواضع الشريفة. وينبغي أن يكون فمه نظيفا، وإن كان به تغيّر أزاله بالسواك.

إذا كانت هذه النظافة الحسية قد ندبنا إليها فإن نظافة القلب الذي هو محل نظر الرب تبارك وتعالى أولى بالاعتبار، فلا بد من تنقيته من أدرانه؛ كالحقد والكبر، والبخل والرياء، والعلائق الدنيوية والأغيار والشواغل، حتى يتأهل لمجالسة الحق فل يزال في الفيض الأقدس مقيما.

والذكر محبوب في جميع الأحوال، والمراد من الذكر حضور القلب، فينبغي أن يلاحظ الذاكر ذلك ويتدبر معاني ما يذكر.

فإن كان يستغفر فعليه أن يلاحظ بقلبه طلب المغفرة والعفو من الله تعالى، وإن كان يصلي على النبي صلّى الله عليه وسلّم فعليه أن يستحضر عظمة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم

__________

(١) أخرجه البخاري في صحيحه في كتاب أبواب صلاة الجماعة، وأخرجه مسلم في كتاب الزكاة.



  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!