موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كتاب حقائق عن التصوف

للشيخ عبد القادر عيسى الحسيني الشاذلي

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


التحذير من ترك الذكر ** | ** أما في كتاب الله الكريم ** | ** وأما في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم

التحذير من ترك الذكر

لقد حذر الله تعالى عباده من ترك ذكره في كتابه الكريم وعلى لسان رسوله صلّى الله عليه وسلّم، كما حذر العارفون بالله من المربين المرشدين مريديهم من ترك الذكر كذلك.

أما في كتاب الله الكريم:

فقد قال تعالى: {ومَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ اَلرَّحْمنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (٣ (٦) وإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ اَلسَّبِيلِ ويَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ} [الزخرف: ٣٦ - ٣٧].

وقال تعالى: {واُذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وخِيفَةً ودُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ والْآصالِ ولا تَكُنْ مِنَ الْغافِلِينَ} [الأعراف: ٢٠٥].

وقال في ذم المنافقين: ولا يَذْكُرُونَ الله إِلّا قَلِيلًا} [النساء: ١٤٢].

وأما في سنة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:

فقد روي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ما من قوم يقومون من مجلس لا يذكرون فيه الله إلا قاموا عن مثل جيفة حمار، وكان عليهم حسرة يوم القيامة (١).

وعن عن أبي هريرة رضي الله عنه أيضا قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من قعد مقعدا لم يذكر الله فيه كان عليه من الله ترة، ومن اضطجع مضطجعا ل يذكر الله فيه كان عليه من الله ترة، وما مشى أحد ممشى

__________

(١) أخرجه أبو داود والحاكم وقال: صحيح على شرط مسلم. كما في الترغيب والترهيب ج ٢/ص ٤١٠.

لا يذكر الله فيه إلا كان عليه من الله ترة (١).

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أيضا قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ما جلس قوم مجلسا لم يذكروا الله فيه، ولم يصلّوا على نبيهم، إلا كان عليهم ترة فإن شاء عذّبهم، وإن شاء غفر لهم (٢).

وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ليس يتحسر أهل الجنة إلا على ساعة مرت بهم لم يذكروا الله فيها (٣).

وأما ما ورد من أقوال العارفين:

فقد قال سهل: (ما أعلم معصية أقبح من ترك ذكر هذا الرب).

وقال أبو الحسن الشاذلي رضي الله عنه: (من علامة النفاق ثقل الذكر على اللسان، فتب إلى الله تعالى يخفّ الذكر على لسانك) (٤).

كأنه اقتبس ذلك من وصف الله تعالى للمنافقين: {إِنَّ الْمُنافِقِينَ يُخادِعُونَ الله وهُوَ خادِعُهُمْ وإِذا قامُوا إِلَى اَلصَّلاةِ قامُوا كُسالى يُراؤُنَ اَلنّاسَ ولا يَذْكُرُونَ الله إِلّا قَلِيلًا} [النساء: ١٤٢].

وقيل: (لكل شيء عقوبة، وعقوبة العارف انقطاعه عن الذكر).

فعلى العاقل أن ينتبه من غفلته، وأن يسعى جادا في إيقاظ قلبه بذكر ربه، متصفا بصفة المؤمنين الذاكرين الله كثيرا، بعيدا عن صفة المنافقين الذي لا يذكرون الله إلا قليلا.

__________

(١) رواه أبو داود في سننه، والإمام أحمد وابن أبي الدنيا والنسائي وابن حبان في صحيحه واللفظ لأبي داود. والترة: النقص والتبعة والحسرة والندامة.

(٢) رواه الترمذي في كتاب الدعوات وقال: حديث حسن، وأبو داود في سننه.

(٣) أخرجه الطبراني ورواه البيهقي بأسانيد أحدها جيد.

(٤) روضة الناظرين ص ٤٤.



  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!