موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كتاب حقائق عن التصوف

للشيخ عبد القادر عيسى الحسيني الشاذلي

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


3 - مشروعيته

معنى كان إلها، وكان معبودا؟ ويعتريه عند ذلك خواطر تفتح عليه باب الفكر، وربما يرد عليه من وساوس الشيطان ما هو كفر وبدعة، ومهما كان كارها لذلك، ومتشمّر لإماطته عن القلب لم يضره ذلك.

وهذه الوساوس منقسمة إلى قسمين:

أ - ما يعلم قطعا أن الله تعالى منزه عنه، ولكن الشيطان يلقي ذلك في قلبه، ويجريه على خاطره، فشرطه أن لا يبالي به، ويفزع إلى ذكر الله تعالى، ويبتهل إليه ليدفعه عنه، كما قال تعالى: {وإِمّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ اَلشَّيْطانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِالله إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [الأعراف: ٢٠٠]. وقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ اِتَّقَوْا إِذا مَسَّهُمْ طائِفٌ مِنَ اَلشَّيْطانِ تَذَكَّرُوا فَإِذ هُمْ مُبْصِرُونَ} [الأعراف: ٢٠١].

ب - ما يشك فيه، فينبغي أن يعرض ذلك على شيخه، بل كلّ ما يجد في قلبه من الأحوال، من فترة أو نشاط، أو التفات إلى علقة، أو صدق في إرادة، فينبغي أن يظهر ذلك لشيخه، وأن يستره عن غيره، فلا يطلع عليه أحدا) (١).

٣ - مشروعيتها:

ليست الخلوة ابتداعا من الصوفية، وإنما هي امتثال لأمر الله تعالى في كتابه العزيز، وتأسّ واقتداء برسول الله صلّى الله عليه وسلّم؛ فقد كان يخلو بغار حراء يتعبد الليالي ذوات العدد قبل أن ينزع إلى أهله، حتى جاءه الحق، وهو في غار حراء. وبهذا تكون قد ثبتت مشروعيتها.

__________

(١) الإحياء للغزالي ج ٣/ص ٦٦.



  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!