موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الحكم العطائية

للشيخ أبو الفضل تاج الدين أحمد ابن عطاء الله السكندري

مع الشرح للشيخ عبد المجيد الشرنوبي الأزهري

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

العجب كل العجب ممن يهرب ممن لا انفكاك له عنه، ويطلب ما لا بقاء له معه (فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور.


العَجَبُ كُلُّ العَجَبِ مِمَّنْ يَهْرُبُ مِمَّنْ لا انْفِكاكَ لَهُ عَنْهُ، وَيَطْلُبُ ما لا بَقاءَ لَهُ مَعَهُ (فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُور.


أي العجب الكامل من العبد الذي يهرُب - بضم الراء من باب نصر - أي يتباعد من ربه الذي لا انفكاك له عنه بأن لا يفعل ما يقربه إليه مع توارد إحسانه عليه ويطلب ما لا بقاء له معه وهو الدنيا وكل شيء سوى الله بأن يقبل على شهواته ويتبع شيطانه وهواه . وما ألطف ما قيل لمن هو من هذا القبيل: .

تفنى اللذائذ يا من نال شهوته من المعاصي وبيقى الإثم والعار .

تبقى عواقب سوء لا انفكاك لها لا خير في لذة من بعدها النار .

وهذا إنما يكون من عمى البصيرة التي هي عين القلب حيث استبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير وآثر الفاني على الباقي . فإنها أي القصة والشأن وجملة لا تعمى الأبصار خبر مفسر لها . وفي الآية إشارة إلى أن عمى الأبصار بالنسبة لعمى البصائر كالأعمى فإن عمى الأبصار إنما يحجب عن المحسوسات الخارجية وأما عمى البصائر أي عيون القلوب فإنه يحجب عن المعاني القلبية والعلوم الربانية.



  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!