موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كتاب الأجوبة العربية في شرح النصائح اليوسفية

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

ويعرف هذا الكتاب أيضاً باسم: شرح روحية الشيخ على الكردى

 

 


فاقبل ذلك

وهكذا كل نداء وقع في القرآن، وفي كلام الناس، ولهذا قيد بعض المشايخ في تفسير الإشارة أنها نداء على رأس البعد، إذ قد تكون نداء على رأس القرب، إذا وقعت من الشخص لجليسه، إذا كان ثَم ثالث لا يريد المشير تعريفه بما يشير إلى جليسه الآخر.

وقوله: (فاقبل ذلك) يعني ما أوصاه به، فإن كان فيه فمعناه أثبت عليه ودُم، وإن لم يكن فيه فمعناه على ما تلفظ به.

ثم قوله بعد ذلك في شرطه في القبول: (إن كنت محبًا صادقًا) فهو المراد (أو مريدًا صافيًا) وهو مريد، فإن المراد أول ما يرزقه الله الحب، فيكون محبً فيلتذ بجميع ما يدعوه محبوبه إليه، إذا كان صادقًا في حبه إياه، (أو مريدً صافيًا) وهو الذي يجد المنع، فيتحمل ما يدعى إليه بالمجاهدة والمكابدة، لما شق عليه ذلك، وهذا يقع الشرط في مبايعة الإمام على السمع والطاعة، في المنشط والمكره، أي: فيما تستحليه النفوس، فتنشط لعمله إذا أمرها به الإمام، أو فيما تمجه النفوس، ويثقل عليها وتكرهه، ومع الكراهة تفعله، والله يقول: ﴿وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَن فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً﴾[الرعد: 15] كما كان له تعالى، فهو بل خلاف طوعًا وم كان من أجله فمنه ما يكون طوعًا، ومنه ما يكون كرهًا، ويحمله على فعله المكروه عنده، إما رغبة أو رهبة، دنيا وآخرة، فإن فعل ذلك تعظيمًا للأمر، فذلك محب عارف، فإنه لو لم يخف ولا يزجر لم يبادر إلى فعل [يشق] عليه فعله.

وأما التعظيم فخارج عن الخوف والرجاء، وهو قول النبي ﷺ في حق صهيب لما أثنى عليه «نعم العبد صهيب لو لم يخف الله لم يعصه»، وهو [غير ما ذهبت] إليه من الفعل الشاق لما يجده الإنسان في نفسه، من تعظيم ما أمره به مع ارتفاع الخوف عنه من جهة ما، والرجاء فيما عنده.

وأما قوله: (فإذا أنابك أمر في دنياك أو دينك، فاقصد شيخك، وشيخ شيخك، وإخوة شيخك، وتوسل إلى الله سبحانه وتعالى بهم في ذلك) فهو قول أبي يزيد البسطامي أو غيره من المشايخ الكبار، قال يومًا لبعض مريديه: إذا كانت لك إلى الله حاجة، فاقسم عليه بي. وذلك لعلمه بذلك المريد فإنه يعتقد في شيخه هذه المكانة عند الله، مما لا يعتقده في غيره، وعرف الشيخ أن الهمم والصدق في الأمور، إذا كان قويًا أثر، وسواء كان ذلك المسئول به على المكانة التي يعتقدها فيه هذا السائل به، أو دون ذلك، فإن الإجابة لابد منها مما يعطيه الصدق ونفوذ الهمة من الأثر، ولهذا يفعل السحر الذي [تفعله] النساء في الأمور، ما لا ينفع من الرجال أكثرهم، وما ذاك إل لأخذهم بالقبول، وتصديقهم بأن ذلك لا يكون ولابد، فيظهر الفعل عن صدقهن وهمتهن، وعزمهن وقطعهن به، لا عن العمل.

وقد قررنا اعتقاد المريد الصادق في الشيخ كيف هو، فصدقه يرفع عنه ما نابه إذ توسل بمن ذكره في ذكره، في ذلك الأمر الذي نابه، وقد يكون من المجموع أعني من همته، ومكانة الشيخ، فيكون بمنزلة شفعاء [كثرت] في أمر واحد، [فقبل] المشفوع عنده شفاعة كل واحد فيه، ولو انفرد، وقد يصادف زائدًا على الهمة، والمتوسل به في ذلك عند ذكره ربه في دعائه، أن يدعو باسم يعطي [بالخاصة] الإجابة، فيما دعا فيه من حيث لا يشعر.

وأما قوله في حق الشيخ (حيًا كان أو ميتًا) فما قطع يعني نظره عنك، يقول: أن همة الأنبياء فيمن [بعث] إليهم أن يهتدوا بها، فلا يزال نظرهم إليهم، وكذلك الورثة وهم الشيوخ، لا يقطعون نظرهم عن المريدين الذين تحت تربيتهم، فإنهم له كالأمة للرسول المؤمنة، منها التي يشافهها رسولها بالخطاب فيأخذونه على غلبة ظن، كما يأخذه الشخص عن ناقل عن الشيخ، فإن المشافهة لا تقوم مقام النقل، وأنها تفيد العلم فيعمل على بصيرة، ولهذا متبعوا الرسول الذين أخذوا عنه، وإن كان ميتًا على الكشف، أو عن من أخذ عنه ذلك الرسول من الأرواح [الطاهرة]، أو عن الله وهو الأصل المرجوع إليه، فيدعو هذا الآخذ على بصيرة إلى الله، أي: على علم اقتضاه العين، وأعطاه ذلك الإتباع بما شافهه به، أو بما نقل إليه على وجه يصح عنده ذلك النقل، فيأخذه بالقبول ويقطع به، فذلك أيضًا من متبعيه، وهو قوله: ﴿أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي﴾ [يوسف: 108]. وأما قوله: (فكذلك أيضًا) أقصد يعني في ذلك الأمر الذين نابك مريدي الشيخ إخوتك، (فإنهم يقصدون الشيخ في حقك، ويتوسلون إلى الله) يريد ذلك أمورً منها: أن تعتقد في المريدين إخوتك أنهم صادقون، فتزيل عن نفسك ما يخطر لك في حقهم من التهمة، حتى لا ترى لنفسك مزية عليهم، فتستعين بهم على ما تريد، فإن الله تعالى يقول: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى البِرِّ وَالتَّقْوَى﴾[المائدة: 2]، فإن الإنسان إذا كان بهذه المثابة مع أقرانه، لم يكن بنفسه لهم احتقار، ولا نقص وهذه حسنة معجلة له إخوان على سرر متقابلين.

ومنها أيضًا: أنه قد يكون في المريدين من هو أعلى منه عند الله تعالى، أو عند الشيخ بحيث أن يكون قبوله من ذلك أسرع من قبوله من صاحب النائبة، فإن الله تعالى إذا سمع فيه سؤال هذا المريد المقرب عنده قضى حاجته فيه وزيادة، وإذا أراد الله له بصاحبه عناية، فيعصمه من أجله فيما يبقى من عمره.


 

 

البحث في نص الكتاب


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!