موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كتاب الأجوبة العربية في شرح النصائح اليوسفية

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

ويعرف هذا الكتاب أيضاً باسم: شرح روحية الشيخ على الكردى

 

 


لهذا الشخص، ثم لا تكن عجولاً في أمرك، فإن المستعجل قريب من العطب

ومنها أيضًا: أن يكون في علم الله أنه لا تقضى تلك الحاجة؛ إلا بهذا المجموع وسؤال شخص واحد منهم، فلا يكون إلا بما سبق به العلم، فأوصاه بذلك لعلمه أن تكون الإجابة من هذا القبيل، فما ترك شيئًا من المحتملات؛ إلا ودله على ما فيه المصلحة في حقه، لأنه أوصى عامًا قومًا مجهولين عنده.

وأما قوله: (لهذا الشخص، ثم لا تكن عجولاً في أمرك، فإن المستعجل قريب من العطب) يريد قوله صلى الله عليه وسلم: «إن الله يستجيب للعبد، ما لم يقل العبد: لم يستجب لي»، فهذا معنى العطب، فإنه إذا قال: «لم يستجب لي» فإن الله لا يستجيب له بعد ذلك، وذلك لأنه أساء الأدب، [وكذب] الله تعالى في قوله: ﴿أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَ دَعَانِ﴾ [البقرة: 186]، فالإجابة لابد منها, وسأبين موضعها وحدها, [وبقضاء] م سأل فيه كيف هو, أما قوله ﴿أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ﴾ فإن الداعي إذ دعاه لابد أن يدعوه باسم من أسمائه؛ فيقول - مثلاً - : (يا الله) أو م كان من الأسماء أو الكلام، إما باللسان أو بالقلب، أعني كلام النفس، فلابد أن يقول الله: (لبيك) أي: إجابة لك دعاء من دعاه، ودعاه فيما دعاه، فلابد من هذه الإجابة، أي: قد سمعت دعائك فيما تريد وما تسأل فيه، فيذكر العبد عقيب هذا الدعاء ما يدعو فيه من الحوائج. ولاشك أن علم الله بالمقادير والأوقات والأحوال لا يتبدل، فإن كان الله قد سبق في علمه قبوله وإجابته لما دعاه فيه، فلا يخلو إما أن يكون عن زمان قريب أو بعيد، أو موقوف على حال خاص من هذا الداعي، أو من أمر آخر لابد من ذلك، فتكون الإجابة من التعجيل والإبطاء بحسب ذلك، أي: بحسب وقوع ذلك، كما حُكي في قصة موسى صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: ﴿قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا﴾[يونس: 89]، وكان بين دعائه في ذلك، وظهور ما دعي فيه ووقوعه أربعون سنة، فكان ينتظر بذلك ما سبق به العلم من الزمان، أو من الحال، أو من المجموع، فإذا كان في حكم الله أن المسئول فيه لا يقع؛ فلابد مما يقوم مقامه من تكفير خطايا عنه، لو كشف له عن ذلك لآثر ذلك على قضاء حاجته، ورأى أنها أولى، وأن الله قد رفق به واعتنى، حيث عوضه هذ بدلاً فيما سأل فيه، أو رفع له بها درجات لم يكن يصل إليها لو قضى حاجته فيما سأل فيه، بحيث أيضًا لو كشف الله له عن ذلك لاختار هذه الدرجات على قضاء حاجته، فعلى كل حال لا يخيب سؤاله من الخير، هذا كله ما لم يقل: «لم يستجب لي» فإذا قال: لم يستجب لي، لم يحصل له شيء من هذا كله، فإن عمله قوله لم يستجب لي، والنبي ﷺ يقول: «إنم هي أعمالكم ترد عليكم»، وليس له عمل هنا إلا سوء ظنه بربه، فهو الذي أرداه كم قال الله تعالى في حق قوم ظنوا أن الله لا يعلـم كثيرًا ممـا يعملون  فقال لهم: ﴿وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُم مِّنَ الخَاسِرِينَ﴾[فصلت: 23]، نسأل الله العصمة من مثل هذا.

  ثم قال: (ولا تلح على شيخك أصلاً في أمر من الأمور في حقك، فإنه أعرف بالمصلحة في حقك منك، ولا تقل له شيئً بلسانك، ولا تشافهه فيه، بل إذا كان في نفسك أمر تريد أن تراجع الشيخ فيه، فاذكره للشيخ فيما بينك وبين نفسك، فإنه لا يخفى عليه شيء من حالك).

أما قوله: (ولا تلح على شيخك أصلاً في أمر من الأمور) إذا [ساءت]، فإنه أعرف بالمصلحة منك (في حقك) يقول ذلك، كما وقع للفتى الذي رمى نفسه في التنور المسجر، وكان سببه الإلحاح على الشيء وقد تقدمت الحكاية، ولول ما سبقت العناية بما كان قد دعا به الشيخ قبل ذلك ولا احترق،وكان من أهل النار، فإن بعض الصحابة قدمه رسول الله ﷺ [في] سرية على قوم، فخرج عليهم فأضرم نارًا، وقال لهم: ألم يأمركم رسول الله ﷺ بالسمع والطاعة لي؟ فقالوا: بلى، فقال لهم: ألقو نفوسكم في هذه النار، فقالوا: إنا أسلمنا كي ننجوا من النار، فوالله ل نسمع، فلم بلغ ذلك رسول الله ﷺ قال: »أما إنهم لو ألقوا نفوسهم في النار ما خرجوا منها»، وقال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِكَثْرَةِ سُؤَالِهِمْ وَاخْتِلَافِهِمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ»، وقال الله تعالى: ﴿يَ أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ﴾[المائدة: 101]، وقول الصحابة: نهينا أن نسأل رسول الله ﷺ - يعني ابتداءً - فكيف أن نُلِح في السؤال طلبًا للجواب، فسكوت المسئول جواب لمن عقل، ول سيما الشيوخ ورثة الأنبياء، فإنهم أعرف بالمصالح وبأوقات الكلام منك، فإياك أن تسأل الشيخ السؤال، ثم تطلب الجواب، فتكرر عليه ذلك، وإنما اِعرض عليه م وقع لك في نفسك وفي خاطرك، وفي رؤيا تراها، فإذا فرغت من ذلك، ورأيت الشيخ يسكت عنك به، فلا ترد على ذلك، وقم إلى شغلك، هذا هو الأدب النافع، فإن الشيخ لو عرف أن إجابته إياك في ذلك لك خير فيه فعل، فسكوته هو عين المصلحة في حقك ذلك الوقت. أما قوله: (ول تقل له شيئًا بلسانك، ولا تشافهه بذلك) هذه طريقة التعليم إلى الوصول، لتأثر الهمم من المريدين في الشيوخ وغيرهم، والصدق في ذلك، فإن المريد إذا صدق حرك الشيخ بصدقه، وهذا معروف في الطريق، ولقد كان لي صاحب في خدمة شيخ لن نخدمه، وكان الشيخ غائبًا، فجاءني ذلك الأخ، وسألني في أمر وقع له في القرآن، فانتهرته وقلت له: فأي فرق بينك وبين العامة، إذا كنت في هذه المثابة تأخذ العلم عن الرجال، ألم يقل أبو يزيد: أخذتم علمكم ميتًا عن ميت، وأخذنا علمنا عن الحي الذي ل يموت، هلا صدقت مع ربك فاستندت إليه في هذه المسألة، حتى تأخذها ذوقًا من الله بل واسطة، والله لو كان الشيخ حاضرًا لجعلته يؤدبك، ألا ترى الشيخ رضي الله عنه ما يحيلنا إلا على الله في كل ما يخطر لنا من العلم، فقال المريد: صدقت، وتاب وانصرف عني، فلما كان من الغد جاءني، وقبل راحتي، وقال: جزاك الله عني خيرًا من صاحب، وأخ كريم، انفردت الليلة مع الله في تلك المسألة، فنفث في روعي الجواب عنها، وهو كذا وكذا، وذكر الجواب، وكان جوابًا حسنًا سادًا، فقلت: أليس هذا أحسن، فقال: بلى، ومع هذا فما سكت عنه لما حضر الشيخ ذكرت له ذلك، قال: نِعم ما فعلت، وهجره الشيخ [على ذلك] مدة.

وأما قوله: (بل إذا كان في نفسك أمر تريد تراجع الشيخ فيه، فاذكره للشيخ فيم بينك وبين نفسك، فإنه لا يخفى عليه شيء من ذلك العلم).


 

 

البحث في نص الكتاب


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!