موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كتاب الأجوبة العربية في شرح النصائح اليوسفية

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

ويعرف هذا الكتاب أيضاً باسم: شرح روحية الشيخ على الكردى

 

 


نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ

وهذا للمريد أنفع في الجواب من الجواب، الذي يأخذه عن الله من غير واسطة هذ الشيخ المتوهم، فإن الحق تجليه في الشيوخ أعظم من تجليه في [المريدين]، فمسألة المريد الذي استغنى بالله عن أبي يزيد في زعمه، فلما قال له الناصح العارف: لأن ترى أبا يزيد مرة، خيرًا لك من أن ترى الله ألف مرة، لعلمه بأن الله تعالى م يتجلى لكل أحد إلا على قدر صفاء مرآته وشكلها، وعَلِم أن مرآة أبي يزيد أكمل، وكذلك كان، فلم رآه ذلك المريد، مات هيبة، فلما دُفن قيل لأبي يزيد قصته، فقال: كان يراه على قدره، والآن رآه فينا على قدرنا، فلم يطق، فهلك.

كان رسول الله ﷺ يأخذ الوحي عن الله في مرآة جبريل صلى الله عليه وسلم شيخه، وهو قوله تعالى: ﴿نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ﴾ [الشعراء: 193،194]، وقوله: ﴿إِنَّ عَلَيْنَ جَمْعَهُوَقُرْآنَهُ* فَإِذَا قَرَأْنَاهُ﴾[القيامة: 18،19]، [فنسب] القراءة إليه تعالى، كما قال على لسان عبده المصلي (سمع الله لمن حمده) ﴿وَمَ رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى﴾ [الأنفال: 17]، كذلك ما قرأت حين قرأت، ولكن الله قرأ، ورسول الله ﷺ يسمع التلاوة من جبريل، والقاريء هو الله، فإنه يقول ﴿فَإِذَا قَرَأْنَاهُ﴾ فأضاف القراءة إليه تعالى، وكذلك تجلي الحق في الشيوخ للمريدين، هو أتم في الأخذ عنه من تجليه للمريد وحده من حيث هو. وأما قوله: (وتوسل إلى الشيخ) يريد ذلك الشيخ المتوهم الذي أنشأه صدقك، ولذلك قال بعد هذا: (فيما بينك وبين نفسك)، ثم قال لك في توسلك إليه: أن يكون بالله، ثم بسيدنا محمد ﷺ، ثم بالملائكة والأنبياء، ثم بشيخه، ثم بالصالح من عباد الله، يقول: توسل لذلك الشيخ الذي في خيالك، الذي هو ظل شيخك الخارج بالله، أي: اجعل الله واسطة بينك وبينه [فيما تطلبه منه]، ثم إنه لما عرف أن الله تعالى يتجلى على قدر كل طائفة، ولهذا يرجع الأمر كله إليه، ويُصح العقائد كله عليه، وإذ كان هذا توسل بالله تعالى يتوسل بالله الذي في علم سيدنا محمد ﷺ منه، فإنه الشخص الكامل من هذا النوع الإنساني، ثم بالملائكة، فإنه باسمه النور ظهر فيهم، وبالنور تظهر الأشياء للبصائر والأبصار، ويعني بالملائكة هنا، الأرواح المخلوقة من أنفاس سيدنا محمد ﷺ، فلهذا قَدَم سيدنا محمدًا ﷺ في الذكر، ولو أراد العالِين من الملائكة المهيمين، لقدمهم على سيدنا محمد ﷺ هذا إن كان هذا الشيخ ممن يقول بذلك، وإن كان ممن يقول بفضل الكامل في هذا النوع الإنساني على المَلَك، ول أكمل من سيدنا محمد ﷺ في هذا النوع البشري، ولهذا قدمه على الملائكة، والأولى بهذ الشيخ حمل كلامه على الوجه الأول، فإن الإنسان ينبغي له أن يحمل كلام صاحبه على أتم الوجوه، حتى يوفيه حقه، فإن كان ذلك كذلك فقد [أنصفه]، وإن كان دون ذلك فقد أعطى المقام حقه في العبارة عنه، وهذه الطريقة أولى، ثم بالأنبياء بعد الملائكة، وهم أولو العلم فقدم الملائكة، وعلمنا أن قوله: ﴿وَأُوْلُوا العِلْمِ﴾ في قوله تعالى ﴿شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُوْلُو العِلْمِ﴾[آل عمران: 18]، منا أن الملائكة كلهم أهل علم بالله، وإنما قال في حقنا أولو العلم منا، فإنه يريد أهل الكشف والتجلي، وأصحاب البراهين النظرية العقلية، لا يريد المقلدين، فإنهم وإن صادفوا العلم فما هم عالِمون، فكل صاحب نظر في الله فهو عالم بالله، وإن خالفه في ذلك عالم آخر، كان الأمر في نفسه أوسع من أن يتقيد بشخص دون شخص، وكذلك العلماء بالله من طريق التجلي، كالنظر العقلي بالعلم في الله سواء، فإن تجلى الحق لكل صاحب تجلي مخالف لتجليه الآخر، فإن الأمر أوسع من أن يتقيد، والكل علماء بالله.

ولهذا ينبغي للناصح نفسه، أن يبحث عن كل مقالة لصاحب نظر في الله، حتى يعلمها، فإنها صورة من صور الحق، وينبغي أن يعلم ما جاءت به الأنبياء في الله، فيعتقد ذلك، فيكون صاحب هذا الأمر يرى الحق في كل معتقد، وهذا هو النظر الكامل، والمقام الشامل، فلا يتصور من مثل هذا إنكاره للحق إذا تجلى في موطن الامكان، وإن سكت عن ذلك فسكوته عن معرفة بالله، اقتضى له الموطن والحال السكوت.


 

 

البحث في نص الكتاب


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!