موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كتاب الأجوبة العربية في شرح النصائح اليوسفية

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

ويعرف هذا الكتاب أيضاً باسم: شرح روحية الشيخ على الكردى

 

 


إِن تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً

فمن الرائين من يشهد ذلك وهو المتقي الذي جعل الله له بتقواه فرقانًا، ومنهم ل يشهد ذلك وهو غير المتقي، وبهذا الميزان يزن الإنسان حاله في التقوى، فيعلم هل هو متقٍ أو غير متقٍ، فإن الله تعالى قد شرط ذلك، فقال: ﴿إِن تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً﴾ [الأنفال: 29]، وأتى بالفرقان نكرة فعم، فإن النكرة تعم، لا سيما في مثل هذا الموضع، فمن لم يعرف الفرقان فلا يدعي التقوى، فإن الله صادق الوعد.

وأما قوله: (تأدبًا بين يديه) فالأدب هو جماع الخير، فيحصر ذلك كله بين يديه، فإنه مشتق من المأدبة، وهو الاجتماع على الطعام، فكأنه يقول: حسن ظنك بشيخك في كل خير، فإن الله سبحانه وتعالى يقول: «أن عند ظن عبدي بي فليظن بي خيرًا»، وكذلك الشيخ المحقق، هو عند ظن المريد به، وبذلك أمره الله تعالى أن يكون، فانظر غوص هذه الوصية، فإن كانت عن كشف ومعرفة فبخٍ على بخٍ، وإن كان مُنطقًا بها، ولا يقصد م شرحناه، فحسن ولله به عناية، حيث نطقه بمثل هذا في حق هذا المريد، والله أعلم كيف هو.ثم قال: (ويقصد جهده أن يدفع عن نفسه الخيالات الرديئة) يعني في حق شيخه، حتى لا ينجرح عنده، فيُحرم المنفعة به، فإن الشيطان لا يزال يُلقي إلى نفس المريد في شيخه ما يكرهه إليه، ولهذا بعض المريدين المحرومين، يعترضون على شيوخهم بم يرونه من حركاتهم، ولاسيما المذاهب الأربع إن كان لظاهر الشريعة، التي هم عليه فقهاء الزمان على تلك الحركة، حكم مقرر عندهم، ولاسيم عند أصحاب المذاهب الأربع، وما علم أن الشيخ من المحال، أن يحلل ما حرم الله، أو يحرم ما أحل الله، أو يحكم بما لم يحكم الله به، فيما يفتي فيه أو يدل عليه مريده، أو يفعله الشيخ على طريق الحِل، وهو محرم في حكم الله تعالى على لسان النبي ﷺ الواصل إلينا بشرع الله، فإنهم رضي الله عنهم قد يصح عندهم من طريق الكشف، عن رسول الله ﷺ مشافهة منه إليهم، أو إلهامًا من الله سبحانه وتعالى، وإلقاء في قلوبهم على الطريقة المعهودة التي لأولياء الله مع الله في تلقياتهم، أن حكم الرسول عن الله في ذلك الأمر هو هكذا، إلا كما حكمت به المذاهب الأربع، أو مذهب ما، وإن كان الله قد قدر ذلك الحكم بالنظر إلى ذلك المجتهد وما قلده، وقد رأيت رسول الله ﷺ فسألته في المطلقة بالثلاث في المجلس الواحد، كيف حكمه عندك يا رسول الله؟ فقال: هي ثلاث كم قال: ﴿فَلاَ تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنكِحَ زَوْجاً غَيْرَهُ﴾ [البقرة: 230]، فقلت له: فإن جماعة من أهل الظاهر، حكموا أنها واحدة، فقال: هؤلائك حكموا بما وصل إليهم وأصابوا، وحكمي أنا في المسألة بما ذكرته لك، في رؤي طويلة، فمن ذلك الوقت صرت أقول بهذا الحكم، عن رسول ﷺ. ولا يلزم الشيخ مع هذا الكشف تقليد إمام في اجتهاده، كما لا يلزم المجتهد تقليد مجتهد آخر في مسألة مع اجتهاده، ولا يحل لمجتهد أن يحكم في نازلة باجتهاده على طريق فرض الوقوع، حتى ينزل، فإذ نزلت تعين الحكم منه فيها، بما يؤديه إليه اجتهاده، فإن نزلت مرة ثانية ويُسأل فيها، استأنف الاجتهاد أيضًا في الحكم، فإن وافق الأول كان، وأفتى به عن هذ الاجتهاد، وإن لم يوافق وحكم بأمر آخر في تلك النازلة، حرم عليه أن يحكم فيها إل بما ظهر له الآن، مع صحة الأول في وقته لا في هذا الوقت، ولذلك كان يقول مالك بن أنس إذا سُئل في مسألة نزلت، فإن قيل له: نعم، نظر وأفتى، وإن قيل له: لم تنزل ولكن فرضنا نزولها، وكان لا يفتي فيها بشيء إلا أن تنزل، فانظر إلى تحرير هذا الإمام رضي الله عنه.

فمتى رأيت المريد يزن الشيخ وحركاته، بميزان الشرع المقرر عنده، من اجتهاده أو تقليده لإمام، فتعلم أن المريد في إدبار لا يفلح أبدًا، فلذلك قال هذا الشيخ في وصيته هذه، المقالة في الخواطر الردية، هذا في تحليل محرم، أو تحريم محلل.


 

 

البحث في نص الكتاب


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!