موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كتاب الأجوبة العربية في شرح النصائح اليوسفية

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

ويعرف هذا الكتاب أيضاً باسم: شرح روحية الشيخ على الكردى

 

 


وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا

وما رأيت من المشايخ الذي لقيت ممن تحقق به جدًا، إلا أبا إسحاق بن ظريف، بالجزيرة الخضراء، غير ذلك ما رأيته مع الصحو، وأما مع السُكر المسمى جنونًا، فرأيت جماعة لا يبالون بالذم، وهذا الرجل صاحب هذه الروحانية، الذي كان يمد الناطق بهذه الوصية، يوسف بن إبراهيم وهو علي الكردي، [فما رأيت] على هذا القدم مع كونه كبير القدر، فإني حضرت له مجلسًا، ووقع مثل هذا من شخص معه، فتغير عليه تغيرًا كليًا، حتى قال له: لولا حرمة هذا القاعد، أريتك ما يسؤك، وقام وانصرف مجاهدًا لنفسه، فيم أحرجه فيه ذلك الإنسان، فإن الله تعالى يقول في هذا المقام: ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا﴾ [العنكبوت: 69]، فلا تتضح السبل إلا مع هذه المجاهدة، فأبان أن السبل إلى الله [الخاصة] ما اهتدى إليها صاحب الجهاد، إلا بعد الجهاد في الله حق جهاده، ولا يجاهد في الله حق جهاده إلا المهتدى المجتبى.

وسبب ذلك حضوره مع بشريته، كما قال صلى الله عليه وسلم: «إنما أن بشر مثلكم، أغضب كما يغضب البشر، وأرضى كما يرضى البشر، اللهم من دعوت عليه - يعني عند غضب البشرية - فاجعل ذلك الدعاء عليه مغفرة ورضوانًا»، فأجابه الحق بهذا الأمر الكلي، فكان دعاؤه بالشر خيرًا للمدعو عليه، فانظر ما كان أعرفه بالأمور، وكما قال الله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلاَّ وَحْياً أَوْ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ﴾ [الشورى: 51]، وأي حجاب أعظم من حجاب بشريته، فإذا أُخِذَ الشخص عن بشريته، كلمه الحق اختصاصًا الكلام المطلوب لأهل الله، ولهذا أخبر الله تعالى في القرآن الآمر بذلك لنبيه عليه الصلاة والسلام، فأمره في غير ما موضع أن يقول: ﴿إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ﴾[الكهف: 110]، هذا لتقويم الحجة على من يتخذه ربًا، كم اتخذ النصارى المسيح، فيقول لهم: قد قلت لكم غير مرة ﴿إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ ، ولا يقال له يوم القيامة، كما يقال لعيسى: ﴿أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِن دُونِ اللَّهِ﴾ [المائدة: 116]،وقد قال الله تعالى في حق سيدنا محمد ﷺ فيما أنزل عليه ﴿قُلْ يَا أَهْلَ الكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شيئًا﴾ فربما قالوا، وكذلك نفعل. أنت هو الله؟ فتمم وأوضح فقال: ﴿وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللَّهِ﴾ [آل عمران: 64]، فشرك نفسه معهم، ليكون له الحجة على من اتخذه إلهً من دون الله، وقد بلّغ ما أُنزل إليه من ربه ولا يسأل يوم القيامة عن مثل هذا. فينبغي للمريد أن يمتثل أمر شيخه في المنشط والمكره، ملتذًا في المنشط، وصاحب جهاد [لنفسه] في المكره، فإن الله تعالى يقول ﴿وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَن فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً﴾[الرعد: 15]، فجعل السجود له كرهًا أي: تمجه نفس الساجد، ومع هذا فالله يقبله، إلا أن يهديه الله [السبل، حتى] يجد عند شهودها اللذة بأمر الله، والشيخ نائب الله في حقه، وصورته مع الشيخ صورة المكلفين مع الله، فلا يجزع المريد في كراهيته أمر الشيخ، بل يمتثل مجاهدة إن لم يكن صاحب التذاذ.

لذلك قال : (وإن رأى هذا المريد الشيخ يعمل أمرًا من الأمور، يقصد أن يعمل هذا المريد ذلك الأمر معه تأسيًا بهذا الشيخ، فليكن ذلك التأسي بحضور الشيخ، فإن نهاه انتهى)، يريد بهذا الكلام، وإن لم يحرر العبارة، بأن الشيخ إذ فعل أمرً ما من الأمور، ولم يأمر المريد بفعل ذلك الأمر أو بمساعدته له فيه، وأراد المريد أن يفعله تأسيًا بشيخه، فلابد أن يكون بحضوره حتى يرى المريد هل ذلك العمل مما يخص الشيخ فينهاه عنه، أو هو مما يعم، ولا سبيل أن يعمل ذلك الأمر بغير حضور الشيخ، هذ هو الطريق الذي أتممناه، حتى لا يُترك منه شيئًا، فإن هذا الموصي ما قصد بكلامه هذا، إلا مساعدة الشيخ فيما تصرف فيه خاصة، فإنه قال وقصد أن يفعل ذلك معه، ومع هذه تقتضي المصاحبة، [فجرت] العبارة في الترجمة عند المستوفي الأمر كما هو، ولذلك أتمم الشيخ في وصيته فقال:


 

 

البحث في نص الكتاب


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!