موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كتاب الأجوبة العربية في شرح النصائح اليوسفية

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

ويعرف هذا الكتاب أيضاً باسم: شرح روحية الشيخ على الكردى

 

 


ثم اعرض نفسك لفعل ذلك

وأما قوله: (ثم اعرض نفسك لفعل ذلك) يعني إن كان ما جرى مما يفعل، إم بأن تتكلم فيه أيضًا أنت كما تكلم الغير، فإن حكم الشيخ مع المريد التلميذ عنده، م هو مثل حكم الشيخ مع مريد آخر ليس بتلميذ له، ولا هو مثل حكم الشيخ مع الغير، ممن ليس بمريد أصلاً، فالشيخ مع مريده، حكمه أن يتكلم في المصلحة في حقه، أو يسكت عند الفعل سكوتًا، هو كلام في المعنى منه عند هذا المريد، لعلمه بما يفهمه منه، فإن كان مريده من البلادة بحيث لا يفهم عن الشيخ بالسكوت، فحينئذ يتعين على الشيخ الكلام مع المريد، عندما يعرض نفسه لذلك، إما بالذم فيه، أو بالنهي عنه، فتكون عند ذلك بحيث ما يقوله الشيخ لك.

وأما قوله: (وبالجملة كن بين يدي الشيخ، كأنك بين يدي من إذا رأى منك ذلة، قطع رأسك بل أبلغ) يريد أن يحذر من الشيخ، كما يحذر ممن يريد إذايتك، فإنك إذ عرضت نفسك لفعل ما، من غير أمر من الشيخ، فقد تكون زلة، ومعلوم من الطريق أن الشيخ إذا لم يعاقب المريد على زلة، فقد خانه وخان الله فيه، فإنه حق عليه عقابه، ل التجاوز عنه، فإنه ما صحبه، ودخل تحت حكمه إلا لإقامة أحكام ما يطلبه الطريق إلى الله تعالى عليه، ألا ترى رسول الله ﷺ قال: «من أبدى لن صفحته» يقول من ظهرنا عليه بأنه قد فعل فعلاً يقتضي إقامة حد عليه فيه أقمن عليه حتى قال: فأبلغ في قضية عين في حق المرأة التي خانت الأمانة، فقطع يدها، فإنه كانت تستعير الحُلي، ثم تنكره، وكانت من أشراف قومها، فلما كُلِم رسول الله ﷺ فيه أن يتركه لشرفها، قال ﷺ: «لو أن فاطمة بنت محمد - يعني نفسه - سرقت قطعت يدها» يقول الله في الثناء على قوم ﴿لاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ﴾ [المائدة: 54]، يعني في جنب الله والقيام بحقه.

وأما قوله: (فاحفظ نفسك، وتوسل إلى قلب الشيخ في جميع ذلك) يقول: إن علمت من نفسك أنك من البلادة، بحيث أنك لا تفهم من قرائن الأحوال، عين حكم ما يريده الشيخ منك، فعرف الشيخ بما أنت عليه، فإن الشيخ قد يشتغل بالله في وقت عنك، فل يعرف ما أنت عليه ولا غيرك، فتُنبه الشيخ بحالك حتى يعاملك بما يكون فيه مصلحتك، فيعدل فيك إلى الكلام بما يريد منك أن تفعله، أو أن لا تفعله، ولا تتكل فيك على قرائن الأحوال، فإنك لست من أولئك.

وأما قوله: (ثم بعد ذلك تسعى في تطييب قلب كل مريد للشيخ) يقول الله تعالى في حق أصحاب رسول الله ﷺ وهم له صلى الله عليه وسلم بمنزلة المريدين  المربيين للشيخ، والشيخ وارث، فهو كالرسول فيهم، فإنه من أُولي الأمر، [فيمر] حكمه على نفسه، فوجبت طاعته كما وجبت الطاعة على الجميع لله ولرسوله، ولا سبيل إلى نزاعه، ولا إلى الرد عليه، والتأويل بحضوره، والذي يطلب النبي ﷺ من الصحابة من الإيمان بالله، وبما جاء به هو بعينه، يطلبه الشيخ من التلامذة، الإيمان بما يخبرهم به عن الله تعالى، وكانو رضي الله عنهم رحماء بينهم، كما أخبر الله تعالى عنهم، ﴿رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ﴾، فكان يرحم بعضهم بعضًا، ﴿يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً﴾[الفتح: 29]، أصحاب خشوع وسكينة، وهم بين يدي الله تعالى، وبين يدي الشيخ، وبين يدي بعضهم مع بعض كم قيل:

كأنما الطير منهم فوق أرؤسهم
 

 

لا خوف ظلم ولكن خوف إجلال
 جج

ما منهم شخص، إلا ويهاب أصحابه هيبته لشيخه، ويحترمه احترام شيخه، ولا يسامحه في زلة وقعت منه [على] غفلة أو تأويل، فينبهه عليها ليرجع عن ذلك التأويل، أو يذكر في ذلك وجهًا مقربًا إلى الله تعالى، فتقع الفائدة بينهما، فما من مريد من هؤلاء؛ إل ويراقب أحوال صاحبه بحضوره ومراقبته نفسه في خواطرها، فإنهم مأمورون بأن يتواصو بالحق، ويتواصوا بالصبر، ويتواصوا بالمرحمة، فإنهم أصحاب الميمنة، ولذلك وصى هذ الشيخ في هذه الوصية.


 

 

البحث في نص الكتاب


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!