موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كشف البراقع بشرح أبيات توضأ بماء الغيب

الشيخ أبي الفيض محمد بن عبد الكبير الكتاني

وفي الملحق تفسير الشيخ ابن عجيبة الحسني لهذه الأبيات من كتابه "إيقاظ الهمم في شرح الحكم"

تعريف

 

 


هذه رسالة "كشف البراقع بشرح أبيات توضأ بماء الغيب إن كنت ذا سر"، المختلف في نسبتها بين الجنيد والحاتمي قدس سرهما، للختم الأكبر الشيخ أبي الفيض محمد بن عبد الكبير الكتاني قدس سره العطر:

حمدا لمن أفاض جداول الحكمة من قاموس هيولى سائر البسائط والمركبات، ونشر بُسُط أشعة الرغبوتية على مصادر رهبوتية الاقتضاءات حتى قدر على التلقي من بحار جبروتية الصدمات، وما ذاك إلا لخيطة العين بخط أحببت المقتضية لبروز الانفعالات، فبسط براقع الرحموتية على محيا فتكات العيون النجل بإرخاء ذيول الكافور المعنوي من دولاب الشيئيات.

سبحانه عن تنزيه التشبيه وتشبيه تنزيه الهيولات، وثناء التقييد الصادر عن التقليد بانحجام القوى عن كشف فص مسميات الأسماء في بساط ارتفاع البين من البين وذوائب الكثافات. وصلاة وسلاما على من استوى برحمانية إحاطته على عروش الوحدات، وسرى بمعاني مادة إطلاق إجماله في مباني الفروق والتقييدات، فصارت مجلى لظهور انفعالات الأسماء والصفات والشؤون والمقتضيات، وحانا تصطف في أرجاء جوانبه كواعب البهنانات بسلافات الزجاجات.

صلى الله على مبدأ شجرة الكثرة، وروح روح هيولى عناصر الكليات والجزئيات، وبحر غوامض قاموس التنزلات، ونور نور الفضاء، ووسع الجمال المطلق، وإزار العظموت والكبرياء والتشكلات، وعلى آله وأصحابه المنتخبين من وحدات المراتب الكيانية والجواهر والمولدات.

أما بعد؛ فإنه لما كان مراد الحق تعالى من إبراز هذه الوحدات من عالم الطي إلى عالم النشر شيء واحد وهو معرفته تعالى بشاهد {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}، أي: إلا ليعرفون، فإن قلتَ: وإذا كان كذلك فلم تخلف قوم عن صف المتابعة ورجعوا بالقهقرى إلى وراء؟. قلتُ: لما لم يكن متجل في جميع ذرات الوجود إلا الوجود المطلق الساري في جميع التعينات، أعني بجمع أحدية ذاته المطلقة وهي وإن كانت هناك آلهة فإنما الهوية العارية عن النسب والإضافات، ظهرت بصورة لا إله مشهود عند أرباب التحقيق العجمي إلا الله. وعليه فالعبادة إنما هي لله شعر بذلك من شعر وذهل عنها من ذهل. وهاهنا ترنم من قال:

نار ولولا المزج يوما ما عبدت غيرها المجوس كأنه يشير بما ذكر إلى أنها إنما تسترت بحجب براقع عالم الحكمة الظاهر بمقتضيات الاسم الباطن والظاهر. وإلا فلو ظهرت مجردة لما جُهلت. وتذكر قول من قال:

"لا تنظر للأواني وخض بحر المعاني لعلك تراني" وهذا أمر ذوقي كشفي لا مجال للعقل فيه. ويستروح هاهنا بقول من قال:

سيكفيك من ذاك المسمى إشارة *** ودعه مصونا بالجمال محجبا

على أن المقام يسع الإطناب، لكن ذلك يؤدي إلى الإسهاب فلا ينفع إلا إرخاء الحجاب وسد الباب. وثم أمور ليس يمكن كشفها لقد قلدتني عقدهن شرائع لكن هذا أمر لا بد له من واسطة، وليست إلا هيولى الإجمال والتفصيل، أعني الجناب المحمدي، فصارت هي السبب في إبرازنا من دياجي العدم والجهل إلى صبح الوجود والمعرفة، فناسب أن يعرف هو أيضا. لأنه بالضرورة كل معرف لابد لك أن تعرفه، فإذاً لا سبب لإبرازنا إلا معرفة الحضرتين: الجناب الأقدس والجناب المحمدي، أعني نعوتا مما ذكر.

وإلا؛ فالكنه قد ضرب بينهم بسور باطنه فيه العذاب وظاهره من قبله لجة العذاب. أما الجناب الحقي فضروري لدى الناس، وأما الحضرة المحمدية فكذلك عندنا لا سبيل لدرك إدراك ماهيتها. وهذا أمر عام في هذا العالم، وفي العالم البرزخي المنقول إليه، وفي حضرات الجنان. وأما قول المديح:

وكيف يدرك في الدنيا حقيقته *** قوم نيام تسلوا عنه بالحلم!

فهو في عهدته، لأنا إذا قلنا مفهوم الدنيا الآخرة، عكر عليه ما قدمنا المشار له بقوله تعالى: {قل الروح من أمر ربي}، إذ ليس المراد بالروح عند الله هاهنا إلا الروح الكلية، الهيولى القابلة لارتسام جميع الأشكال والصور السارية في جزئيات النواسيت، من أمر ربي أي: العلم المختص بربي، وهو المشار له بقوله: "يا عمر؛ والله ما عرفني حقيقة غير ربي"، يعني في الحال والماضي والاستقبال، إذ الأزمنة في حقه تعالى سواء. وإذا نفي العلم عن غيره تعالى استبد بإدراك ومعرفة الكنه الأحمدي فلا يشارك. وإذا قلنا لا مفهوم للدنيا عكر عليه قوله: قوم نيام، لأن الناس إذا ماتوا انتبهوا، فدونك هذا التحقيق فما طرق سمعك فيما أظن، والمنة للبرزخيات الثلاث. على أن ما أذكره في هذا الكتاب لا أستند فيه إلى نقل ولا إلى عقل، بل لما يلقيه العقل الأول على العقل الجزئي.



 

 

البحث في نص الكتاب


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!