موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كشف البراقع بشرح أبيات توضأ بماء الغيب

الشيخ أبي الفيض محمد بن عبد الكبير الكتاني

وفي الملحق تفسير الشيخ ابن عجيبة الحسني لهذه الأبيات من كتابه "إيقاظ الهمم في شرح الحكم"

نكتة:

 

 


إذا بدلت صفات الهياكل الظلمانية بانبعاث أشعة إطلاقية نورانية بحيث وصل إلى مقام: كنته على سبيل التحقيق هل يصح له إدراك كنه بحتية صرافة الأحمدية أم لا؟ قلت: هذا أمر توارى العلم به بحجب أنافت على الحصر والتعداد إذ هو صلى الله عليه وسلم نسخة الوجود المطلق، ولا يتم له اسم الخلافة إلا بإفراغ جميع حلل الأسماء والصفات الذاتية عليه، أعني بحيث يصير ذلك خلقا له على سبيل السرمدية. بل نقول نحن: تخلق أيضا حتى بالاسم الأحد وباسم الهوية. إذ لما تخلق بهذا الاسم صار مجهولا أعني على سبيل اللونية، وباسم الغني عن العالمين كما بسطته في ختمة الأجرومية. هذا الحق عند الله فانظرها.

وعن هذا الذوق أفصحت الصديقية العظمى لما سئلت كيف كان خلقه صلى الله عليه وسلم قالت: كان خلقه القرآن، أخرجه أحمد ومسلم وأبو داود وابن أبي شيبة. قلت: والمراد بالقرآن هاهنا الجمع المعبر عنه بأحدية الكل الجمعي، وجميع التعينات هاهنا بحكم البطون الحكمي لا العيني على ما هو الحق عندنا، فتكون الأحدية استوت بصرافتها على جميع الشؤون والمقتضيات. وهاهنا ترجم الروح الكلي حيث قال:

اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ومولانا أحمد المتردي بأردية الكبرياء وأشعة الفردانية، الملثم بمعاني عظمة سرادقات غيب الهوية، المتأحد في عين الكثرة، المتكثر في عين الوحدة، الملتحف بوحدات الذات، المستوي بقدم الأحدية على عرش الصفات، المثنى عليه بلسان جمع الجمع في مهامه الغارات، على خط قوس لسان الأزلي، بمحو الذات بالذات للذات في الذات. {الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم. ملك يوم الدين}. خط الدائرة ونقطة البروج، دفتر المثاني وقهرمان العروج، العبد الحقاني، المنفرد بليس كمثله شيء الأحد الثاني، المتلو عليه بلسان الجمع في حضرات جمع جمعه: {وإنك لتلقى القرآن من لدن حكيم عليم}. {هيهات هيهات وما يعقلها إلا العالمون}. وآله وصحبه وسلم.

فاستواءه على ما ذكر حتى صار متخلقا بما دل عليه لفظ القرآن إذ يريدون به الجمع وبالفرقان الفرق هو المعنون بخلقه القرآن، ثم إن هذا أمر لا مرمى دون مرماه، ولا كشف لأحد عن باطن ظاهر محياه، حتى للأنبياء والرسل عليهم من ربهم السلام، فإنما لهم الاطلاع على غيوب ستة، وأما الغيب السابع فانفرد الحق بمعرفته على سبيل الإجمال والتفصيل لما اقتضاه وجوب العلم الذاتي، وهذا المشار له بالروح في الآية المتقدمة وغيرها. ومجموع هذا هو المشار له بقوله صلى الله عليه وسلم: "أنزل القرآن على سبعة أحرف"، فيما أخرجه الإمام أحمد والترمذي عن أبي بن كعب، والإمام أحمد عن حذيفة.

والمراد بالقرآن هاهنا بطريق مراده صلى الله عليه وسلم: حقيقة الحقائق، أحدية الكل الجمعي المطلق السارية في جميع المقتضيات والتعينات. والمراد بالأحرف الحضرات الواقع فيها الظهور للأثرات الكيانية على سبيل النشر التفصيلي من الكنزية في صرافة البحتية، ثم عين الماهية، ثم غيب الغيب، ثم غيب السر، ثم سر الغيب، ثم العما، ثم الأحدية أعني بحسب التدلي، وفيها ظهور حكمي للأحمدية الصرفة أعني حين كانت في جوهرية العما. وقد أشير لذلك بقول القرآن {الذي يريك حين تقوم وتقلبك في الساجدين} تفهم جدا.

فالمراد بالأحرف هاهنا الحضرات الواقع فيها مقتضيات الاسم الظاهر بالنسبة لذاته بذاته، والمراد بالنزول الظهور الحكمي المفضي إلى الانتشار الكلي وأوله الواحدية ثم أمهات الوجود المعلومة المشار لها بقول التنزيل {وعنده مفاتح الغيب} إلى أن انتهى الدور لآخر أمهات الوجود وهي الرحمانية المشار لها بقول الله {ورحمتي وسعت كل شيء} هكذا نختار في معنى الحديث وهو مراده صلى الله عليه وسلم بطريق بواطن غيوباته. ولا نقول كما قال أهل الحديث حتى انتهوا إلى أربعين قولا، كل ذلك من عدم الاطلاع على مراد الإنسان الكامل، وخصوص السبب لا يأبى عموم الحكم تفهم.

ولك أن تقول: المراد بالقرآن مجلى الجناب الأقدس كما في قول الصديقية كان خلقه القرآن، والمراتب المتقدمة كذلك تأتي هاهنا.ولولا تنزله في تلك الحضرات ما عرف له الاسم فأحرى المسمى، ومع تنزله فلا يعرف إلا على قدر الاستغراق والاستهلاك فيه. وهاهنا ترجمت في بعض الصلوات: "الذي هام الكل في مهامه بداية نقط دوائر هياكل آدميته، ووله الكل في هيمنة محيط عرش ظهور عوالم إنسانيته، فلا يعرف إلا على قدر قابلية الكمال المنبسطة منه إليه في بين الدقائق المحوية في بحر قاموس حسن مفاوز سلطنة الهوية الأحمدية المحمدية الملكية..الخ". ودونك ألواح التفلك والفلك.

هذا؛ والمقصود بهذا المرقوم: إبداء كلمات روحية ونفحات قدسية وعواطف برهوتية وعوارف لاهوتية ونسمات توتية ومنازلات صمدانية على الأبيات السنية:

تَوَضَّأ بِماءِ الغَيْبِ إنْ كُنْتَ ذا سِرٍّ *** وإلا تَيَمَّم بالصَعيدِ أو الصَخْرِ

وَقَدِّمْ إماماً كُنْتَ أنْتَ إمامَهُ *** وَصَلِّ صَلاة الفَجْرِ في أوَّلِ العَصْرِ

فَهذي صَلاةُ العارِفِيْنَ بِرَبِّهِم *** فَإنْ كُنْتَ مِنْهُمْ فانْضَحِ البَرَّ بالبَحْرِ

لكن لابد قبل الشروع في المقصود من تقديم مقدمات بين يدي نجوى محمد بن عبد الكبير الكتاني نسبا وطريقة الأحمدي.



 

 

البحث في نص الكتاب


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!