موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

كتاب المعرفة الأولى،

انظر أيضاً كتاب المسائل

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

يرجى الملاحظة أن هناك نسخ كثيرة من هذا الكتاب وقد جمعت في مراحل مختلفة، فيما أن الأصل قد كتبه الشيخ الأكبر في المرحلة الأندلسية قبل كتابة الفتوحات المكية، ثم وضع بعض هذه المسائل في بداية الفتوحات ثم هناك نسخ لاحقة فيها مسائل جمعت من كتبه الأخرى

مسألة الحق هو المعبود مطلقاً

 

 

296 - مسألة الحق هو المعبود مطلقاً


اعلم أنه ما عبد شيء في العالم إلا بعد تلبسه بالرفعة ، وشهوده في الدرجة الرفيعة عند العابد وبذلك تسمَّى الحق تعالى لنا برفيع الدرجات ، حيث قال الله تعالى :{ رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ } .ولم يقل رفيع الدرجة . فهو كثير الدرجات في عين واحدة ، فإنه قضى أن لا يعبدوا إلا إياه ، في درجات كثيرة مختلفة أعطت كل درجة مجلى إلهي عبد فيها . وأعظم مجلى عبد فيها ، وأعلاها الهوى . كما قال تعالى : { أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ } .فهو أعظم معبود . فإنه لا يعبد شيء إلا به ، ولا يعبد هو أي الهوى إلا بذاته . شاهدت الهوى في بعض المكاشفات ظاهراً بالألوهية قاعداً على عرشه ، وجميع عبدته حافين عليه ، واقفين عنده . وما شاهدت معبوداً في الصور الكونية أعظم منه وفيه أقول :

وحق الهوى إن الهوى سبب الهوى ........ ولولا الهوى في القلب ما عبد الهوى

فحق الهوى المقسم به ، أعني به الحب الأصلي الدال عليه قدسياً بقوله : فأحببت .إن الهوى بعينه هو سبب الهوى الحسي في القلوب . ما عبد الهوى الذي هو الميل إلى مظاهره الكونية ومجالبه الخلفية بالإتباع له والانقياد لأحكامه . ألا ترى كيف تمم سبحانه الآية بقوله :{ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ } .والضلالة الحيرة فيما علم إن { وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ } . وهو الحق مع أن العابد ما عبد إلا هواه بانقياده إلى طاعة هواه فيما يأمره من عبادة من عبده حتى عبادته لله تعالى ، إنما كانت عن هوى لأنه لو لم يقع له هوى ميله ، فأحب ، فأراد لما عبد الله ، ولا آثره على غيره في إرادته .لكن إرادته في عبارة الله تعالى وافقت حكم الله تعالى الذي قضى به ألا يعبدوا إلا إياه . ولو لم يوافق فيما عبده صورة ما من صور العالم الذي اتخذها بهواه . لا بالأمر الإلهي إلهاً يعبد . ومع هذا في الصورتين لا يزال العابد تحت سلطان هواه فيما عبده ، بحق أو بباطل ، لزعمه القائم بغرض غيرية المعبود ، مع أن لا معبود على الحقيقة إلا الله ، ثم رأى الحق المعبودات الكونية ، تتنوع في نظر العابدين لها في الحقيقة والبطلان . فكل عابد آمراً ما يكفر من يعبد سواه ، لتمحض هواه في معبود هواه .فما عبد كل عابد إلا هواه وما استعبده سواه . صادف المعبود الحق الذي شرعت عبادته ، أو لم يصادف بحسب مشروعية الحكم ، لا بحسب ما في نفس الأمر حيث لا تقع العبادة إلا لمستحقيها بالذات .ولذا التنبيه لاتحاد الهوى عند اعتبار نسبته إلى متعلقاته يرى به الكل متحداً لأحدية الهوى . وعند قطع النظر من تلك التعليقات لا يرى إلا عيناً واحدة يلازمها اقتضت عبادة كل عابد لكل معبود فكان هو العارف الكامل الرائي لكل معبود مجلي للحق يعبد فيه .فالحق هو المعبود مطلقاً جمعاً وفرقاً . ولذلك سمى العابدون ذلك المجلي إلهاً مع اسمه الخاص بحجر أو شجر أو حيوان أو إنسان أو كوكب أو ملك ، بالنظر إلى ما في نفس الأمر .فتأمل ترى الحكم لسلطان التجلي الإلهي في المعبودات لا لصور أعيانها المشهودات . فكن ممن عرف فأقرّ ، لا ممن جهل فأنكر ، وأقم منار الشرع في صورتي الإقرار والإنكار .{ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ } .وعلى الغيب فاعبده فإنه { لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ } .تمّوصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم .



 

 

البحث في نص الكتاب


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!