موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

كتاب المعرفة الأولى،

انظر أيضاً كتاب المسائل

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

يرجى الملاحظة أن هناك نسخ كثيرة من هذا الكتاب وقد جمعت في مراحل مختلفة، فيما أن الأصل قد كتبه الشيخ الأكبر في المرحلة الأندلسية قبل كتابة الفتوحات المكية، ثم وضع بعض هذه المسائل في بداية الفتوحات ثم هناك نسخ لاحقة فيها مسائل جمعت من كتبه الأخرى

مسألة الحس عين الحق تعالى

 

 

87 - مسألة الحس عين الحق تعالى


اعلم أن منزلة القوى الحسية الحيوانية أتم من منزلة القوى الروحانية . لأنها لها الاسم الوهاب ، لأنها هي التي تهب للقوى الروحانية ما تتصرف فيه ، وما يكون به حياتها العلمية من قوة خيال ، وفكر ، وحفظ ، وتصور ، ووهم ، وعقل . فكل هذه القوى ، من مداد القوى الحسية . ولهذا قال تعالى في الذي أحبه : 'كنت سمعه وبصره' الحديث .فذكر الصورة الحسية ، وما ذكر من القوى الروحانية شيئاً ، ولا أنزل نفسه منزلتها ، لأن منزلتها منزلة الافتقار إلى الحواس . ومنزلة القوى الحسية منزلة الافتقار إلى الله تعالى . فلذلك لم ينزل نفسه منزلة من يفتقر إلى غيره . بل أنزل نفسه منزلة من يفتقر إليه سبحانه . فأعطى القوى الحسية الغنى عن القوى الروحانية . لأن القوى الروحانية تأخذ من القوى الحسية . والقوى الحسية لا تأخذ منها ، وإنما تأخذ من الله تعالى . فاعرف شرف الحس وقدره ، وأنه عين الحق تعالى . ولهذا لا تكمل النشأة الآخرة إلا بوجود الحس والمحسوس . لأنها ما تكمل إلا بالحق تعالى . فالقوى الحسية هم الخلفاء على الحقيقة ، في أرض هذه النشأة عن الله تعالى . ألا تراه سبحانه كيف وصف نفسه بكونه حياً عالماً قادراً ، وباقي الصفات ، وهذه كلها لها أثر في المحسوسات . ويحس الإنسان من نفسه قوام هذه القوى به . ولم يصف الحق تعالى نفسه بأنه عاقل ولا مفكر ولا متخيل . وما أبقى من القوى الروحانية إلا ما للحس مشاركة فيه . وهو الحافظ والمصور . فلولا الاشتراك ما وصف تعالى نفسه بهما . فهما صفتان روحانية وحسية . فتنبه لما نبهناك عليه .واعلم أن الشرف كله في الحس . وإنك جهلت أمرك وقدرك . فلو علمت نفسك علمت ربك . كما أن ربك علمك ، وعلم العالم ، بعلمه لنفسه . وأنك صورته فلا بد أن تشاركه تعالى في هذا العلم فتعلمه من علمك بنفسك . وهذه نكتة ظهرت من رسول الله ، صلى الله عليه وسلم . حيث قال :( من عرف نفسه فقد عرف ربه ) . إذ كان الأمر في علم الحق تعالى علمه بنفسه . وهذا نظير قوله تعالى : { سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ } .فذكر النشأتين : نشأة صورة العالم بالآفاق . ونشأة روحه بقول : ( في أنفسهم ) .فهو إنسان واحد ذو نشأتين ( حتى يتبين لهم ) . أي : للرائين . ( أنه الحق ) . أي أن الرائي فيما رآه الحق لا غيره .فانظر يا ولي ما ألطف رسول الله ، صلى الله عليه وسلم بأمته . وما أحسن ما طرق لهم فنعم المطرق والمدبر . جعلنا ممن مشى على مدرجته حتى التحق بدرجته آمين بعونه وكرمه . وإن كنت ذا فطنة أومأنا إليك ما هو الأمر عليه . بل صرّحنا لك بذلك . وتحملنا في ذلك ما يُنْسب إلينا من ينكر ما أشرنا به في هذه المسألة من العمي ، الذين { يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ } .ووالله لولا هذا القول الإلهي لحكمنا عليهم بالعمى ، في ظاهر الحياة الدنيا والآخرة . كما حكم الله تعالى عليهم بعدم السمع مع سماعهم في قوله تعالى : { وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ } .وهكذا علم هؤلاء بظاهر الحياة الدنيا بما تدركه حواسهم من الأمور المحسوسة لا غير . لأن الحق تعالى ليس سمعهم ، ولا بصرهم فاعرف يا ولي منزلتك من هذه الصورة الإنسانية التي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، روحها ، ونفسها الناطقة هل أنت من قواها ؟ أو من محل قواها . فإن كنت من قواها فمن أنت من قواها ؟ هل أنت بصرها أم سمعها أم شمها أو ذوقها أم لمسها ؟ فإني والله قد علمت أي قوة أنا من هذه الصورة . فلله الحمد على ذلك ، وعلى كل حال .^



 

 

البحث في نص الكتاب


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!