موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كتاب المبادئ والغايات فيما تحوي عليه حروف المعجم من المعاني والآيات

ينسب للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

وهو للشيخ فخر الدين عبد اللّه أبى الحسن على بن أحمد ابن الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن محمد التجيبى الحرّالى

[معنى حرف «ب»]

 

 


ولما كان ظهورُ الذواتِ والحقائقِ في رتبِ الكونِ والتطويرِ على حكمِ تقاضٍ وتسبيبٍ بين المتتالياتِ، وعلى حكم تنزّلٍ عليٍّ، وتناسب في الأمرِ الأعلى كان ما يعبّرُ عن التنزّلِ والتسبّبِ بين الظهورين، هو حرفُ الباءِ، وهو [اسم للبدء العلي] الذي هو أوّلُ احتجابِ الكلمةِ القاهرةِ بالكلمةِ المتنزِّلةِ التي خفيت فيها، فظهرت باءُ الذي منه اسمُه الباري، ثُمّ لكلِّ تسبيبٍ جعلٌ بمقتضى الحكمةِ إلى أدنى ما تنزَّلت إليه الأسبابُ والمسبباتُ التي أعلاها بسم الله، وأدناها م جرت به العوائدُ منِ التوصّلِ إلى الأشياءِ بأسبابهِا، كالتوصّلِ للمودّةِ بالبرِّ، والتسبّبِ إلى الِشقاءِ بالتطبّبِ ونحو ذلك، ولظهورِ الأسبابِ للخَلقِ واحتجابِ كلمةِ الله بها انعجم إدراكُها، وكانت مشارًا لأكثرِ الشركِ في انتحالِ الخَلقِ واعتمادِهم على أنَّ كذا منِ الأشياءِ والأحداثِ كان بكذا منِ الأسبابِ حتى كان منهم مَن وقف عند الطبيعياتِ، ومنهم مَن علا شيئًا فوقف عند النجومِ، وكذلك أعلى الخلق بحكمِ الإيمانِ إلى إسنادِ الأمورِ كلِّها إلى ما أمر بقولهِ عند افتتاحِها في عمادِ كلمةِ بسم الله؛ أي بسم الله كان ما يحاولُه له، وكما قال -عليه الصلاةُ والسلامُ-، منِ قولهِ سبحانَه وتعالى: «مَن قال مطّرنا بنوءِ كذا وكذا فهو كافرٌ بي مؤمنٌ بالكوكبِ، ومَن قال مطّرنا بفضلِ الله وبرحمتهِ، فِذلك مؤمنٌ بي كافرٌ بالكوكبِ»، وكان كذلك في قولهِ: بسم الله، وبفضلِ الله وبرحمتهِ براءة منِ الشّركِ، وقد أخفقت النِّحَلُ على مقتضى الباءِ، واتفقت المللُ على تحقيقِ معنى الاحتجابِ فيها، وإسنادِ معانيها إلى حقيقةِ الألفِ الذي عنه مظهرُ الكلمةِ القيّمةِ على الأسبابِ والمسبِّباتِ جميعِها.

* * *


hXPh3Gy1sKg

 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!