موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كتاب المبادئ والغايات فيما تحوي عليه حروف المعجم من المعاني والآيات

ينسب للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

وهو للشيخ فخر الدين عبد اللّه أبى الحسن على بن أحمد ابن الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن محمد التجيبى الحرّالى

[معنى حرف «ت»]

 

 


واعلم أنَّ الحكمةَ دائرةٌ لما أجريت الأسبابُ والمسبّباتُ ظاهرًا مما هو علوٌّ إلى نهايةِ ما سَفُلَ، أخفى فيما هو سَفُلَ منِ رأسِ الحكمةِ ما هو مبدأُ مسرى الأسبابِ باطناً فيما هو مسبّباتٌ ظاهرًا، فتنزّلت الأسبابُ في علوٍّ إلى أنهى المتنزلاتِ دنوًّا، ثُمّ لمّا انتهت انعطفت باطناً، فكان باطنُ أنهى المتنزلاتِ سببًا في الباطنِ لباطنِ ما كان سببًا له ظاهرًا، كذلك إلى أن صار مبدأ الأسبابِ ظاهرًا هو منتهى المسبّباتِ باطناً، فزادت عُجمةُ التاءِ عند منتهى التنزلاتِ، وحيثُ انعطف باطناً إلى باطنِ ما بدأت به ظاهرًا، إذ مرجعُ هذه الحكمةِ مما اختُص بمطلعِه مَن أوتي الجوامعَ في الكَلمِ والحكمِ محمدٌ صلّى الله عليه وسلّم، واستمر عِلمُ ذلك وإحاطتُه في آلهِ، وكان ظاهرُ مرقى الحكمةِ حجابًا لما هو مرجعُها باطناً؛ لأنّه منِ دنوِّ التدلّي، فالمعبِّرُ عن معادِ التسبّبِ منِ أدنى الدنوِّ باطناً، إلى أعلى العلوِّ حيثُ يظهرُ مبدأُ التسبّبِ ظاهرًا هو حرفُ التاءِ، وهو اسمٌ لمرجعِ التنزُّلِ العليِّ بالاستواءِ الذي منه اسمُه التوّابُ، ثُمّ لكلِّ راجعٍ من حدِّ انتهاءٍ كالتائبِ الراجعِ منِ نهايةِ أمرِه في المخالفةِ، نادمً إلى مبدأ أمرِه قبلهِ عائدًا إلى حالِ فطرتهِ، وسلامتهِ عن مفارقةِ الذنبِ، مَاحيًا بباطنِ الندَمِ رتبةً رتبةً ما كان أظهره اقترافُه، عَائدًا في مقاماتٍ متعاليةٍ ماحيةٍ لآثارِ مُنتَقلَاتهِ في ظاهرِ المخالفةِ هاويًا، ولانتهاءِ الأسبابِ عند مبد «التاء» ظهرت مع «الميم» الذي هو نهايةُ الظهورِ في اسمِ التمامِ، وجُعلت علامةً لتوالي الأشياءِ ونهاياتهِا في موضعِ التأنيثِ والمبالغةِ، ونحو ذلك في النهاياتِ والغاياتِ.

* * *


hXPh3Gy1sKg

 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!