موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كتاب المبادئ والغايات فيما تحوي عليه حروف المعجم من المعاني والآيات

ينسب للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

وهو للشيخ فخر الدين عبد اللّه أبى الحسن على بن أحمد ابن الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن محمد التجيبى الحرّالى

[معنى حرف «س»]

 

 


ولما كانت الميمُ تمامَ ما ينتهي إليه الظهورُ [ في الأعيانِ كان ما ينتهي إليه الظهورُ] في الأسماعِ، هو ما يعبِّرُ عنه حرفُ السينِ، وكان ذلك مظهرًا للبدوِّ والتمامِ والوصلة بإظهارِه الأسماعَ جميع ذلك للطافةِ السّمعِ واتصالهِ بإدراكِ العقلِ، فلذلك ظهر في صورةِ رسمِه الإشاراتُ الثلاثُ، وهو اسمٌ للظهورِ المحيطِ العليِّ الجامعِ لجميعِ الأسماءِ الواقعةِ في الرتبِ الثلاثِ الذي منه اسمُه تعالى السميعُ، وهو اسمُ الأسماءِ كلِّها مظهرها ومُضمَرها، مبهمُها ومبيَّنهُا، ومجملُها ومفصَّلُها، حتى أنّه يرجعُ إلى ذاتهِ منه بحظٍّ، وكان «السين» فيه كمالًا بكونهِ منوطًا بـ«الميم» مجمعًا ظاهريَ السمعِ والبصرِ، وكان مفتتحًا بباءِ السّببِ والحكمةِ المستندةِ إلى الألفِ التي لا يظهرُها إلاّ في الابتداءِ، وهي غيبٌ دائمٌ في الباءِ، أوّلُ ما افتُتح به الكتابُ مضافًا إلى الاسمِ العليِّ الأوّلِ في مبتدأ بسم الله، فكان عمادَ الكلِّ قولًا وعملًا وحياةً له، فمتى خلا منه أمرٌ مَا، عِلمًا ونُطقًا، فلم يجرِ على ما ذكر قلبٌ ولا لسانٌ، كان ذلك الآخرُ الواقعَ دون استنادِه إليه، فسبق بخروجِه عن إحاطتهِ، ثُمّ لكلِّ ظاهرٍ وفاءُ عِلمِه منِ السّمعِ لا منِ النظرِ، نحو السماءِ والرسومِ التي لا تحصلُ فائدتُها في الأعيانِ إلّا محاذًا بها نُطقًا نحو الكتابةِ، والرسومِ والوسمِ، وكذلك اختصَّ مع مظهراتِ الرُتبِ بالسرِّ الذي يواري عن الظهورِ المعيّنِ، ولما كان أحقُّ ما تظهرُ فيه الخفياتُ غيبُ القلوبِ الذي آيتُه سويداءُ القلبِ الذي في الصدرِ كان خليقًا أن يعبرَ «السين» مستندًا إلى «الياءِ» عما هو قلبُ القرآنِ في كلمةِ «يس»، ولذلك احتوى تفصيلُ سورةِ يس على البيِّناتِ التي شأنها الإبهامُ، ومفردُها مبهمٌ في غيرِها منِ السورِ، وكان خليقًا بأن تكونَ لتكملةِ بيانهِ اسمُ محمدٍ صلّى الله عليه وسلّم إذ هو المُبَيِّنُ لهذا المنزلِ، والقلبُ الذي هو في كتابهِ نورُ كلِّ الوجودِ صلّى الله عليه وسلّم.

* * *


hXPh3Gy1sKg

 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!