موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كتاب المبادئ والغايات فيما تحوي عليه حروف المعجم من المعاني والآيات

ينسب للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

وهو للشيخ فخر الدين عبد اللّه أبى الحسن على بن أحمد ابن الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن محمد التجيبى الحرّالى

[معنى حرف «ظ»]

 

 


ولمّا كان الطاءُ تَقدّسَ روح الحياةِ، وكان ما ظهر بالروحِ، وما ظهر بالعنفِ [حتى كان معناه عنفًا وغلبةً انعجم لاحتجابهِ بذلك العنف] والغلبة، فكان ما يعبّرُ عن معناه محتجبًا، وهو حرفُ «الظاء»، وهو اسمٌ لظهورِ التقدُّسِ العليِّ على وجهِ الغلبةِ والقهرِ والقدرةِ والإحاطةِ، الذي منه اسمُه الظاهرُ، وإلى ما فيه منِ معنى العلوِّ والقهرِ يشهدُ به قولُه -عليه الصلاةُ والسلامُ-: «اللهم أنت الظاهرُ، وليس فوقك شيءٌ»، فهو فوقٌ بالعليةِ، وليس له فوقٌ، كما أنّ الظاءَ بالروحِ فوقٌ ليس له فوق، وهو تعالى الظاهرُ ونيطت بهمَا الهاءُ لجميعِ طرفيهما مع الهاءِ الذي هو الغيبُ الذي هو الأبطنُ، فكان في اسمِه الظاهر معنى الظاهرِ والباطنِ، وأظهر ذلك ما فيه منِ تنزُّلِ الرتبِ العُلى، مما أظهره الراءُ، ثُمّ لكلِّ ظهورٍ عن غلبةٍ في نحوِ ما يشيرُ إليه قولُه تعالى: ﴿ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَىٰ عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ ﴾ [الصف: 14]، وفِيما يشيرُ إِليه قولُهِ -عليه الصلاةُ والسلامُ-: لا يزالُ أهلُ الغربِ، في الرواية الصحيحة الإسناد، وأهلِ المغربِ في روايةٍ حَسَنةٍ، ظاهرين على الحقِّ، ثُمّ أنبأ معناها منوطًا بالوصلةِ الحاملةِ والنهايةِ التامّةِ عن معنى الظلمِ الذي إنّما يكونُ عن غلبةٍ عن غيرِ حقٍّ، والظلامُ الذي تنطمسُ بغلبتهِ المُدركاتُ، وجرى في لفظِ الظَّفَرِ الذي يكونُ لمن لا حقَّ له في المقاواةِ، فيما يشيرُ إليه قولُه -عليه الصلاةُ والسلامُ-: «إنهم ليظفرون كما تُنصرون».

* * *


hXPh3Gy1sKg

 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!