موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كتاب المبادئ والغايات فيما تحوي عليه حروف المعجم من المعاني والآيات

ينسب للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

وهو للشيخ فخر الدين عبد اللّه أبى الحسن على بن أحمد ابن الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن محمد التجيبى الحرّالى

[معنى حرف «ع»]

 

 


اعلم أن الحقَّ تعالى لما كان غنيًا عن خلقِه، فلو لم ينصب لهم عَلَمًا لا على الاهتداءِ لانطمس عليهم وجهُ عبادتهِ، والفهمُ عنه، فكان ما به الاهتداءُ منِ النورِ الذي هو حجابٌ نحو ما يشيرُ إليه قولُه -عليه السلامُ- حجابُه النورُ، وأمّا النورانيةُ عليه مما ينسبُ إليه الاطلاعُ العليُّ، وبالمزيدِ فيه تترقى الخلقُ إلى الحظِّ منِ النورِ، وما هو آيةٌ عليه هو ما يُعَبِّرُ عنه حرفُ العينِ، فهو اسمٌ بم هو الاطلاعُ العليُّ المُعْلمُ بعلمٍ ظاهرٍ الذي منه اسمُه العليمُ، ثُمّ لكلِّ اطلاعٍ عن عِلمٍ.

وكان منوطًا بالياءِ المعبّرِ عن التنزّلِ، والنونِ المحيطةِ إحاطةَ كمالِ علوٍّ أو إحاطةَ اقتطاعِ دنوٍّ أسمى لكلِّ مُشَاهِدٍ هو في عالمِه نهايةٌ يَعتَبرُ بها ما دونها نحو عينِ الشيءِ الذي يُطلقُ عند كمالهِ ونهايتهِ، ومنه أُطلق على مقدارِ سرارٍ نافعٍ منِ [الماءِ المتفجّرِ] عين، وعلى مطرِ أيام لا يقلعُ لحصولِ الانتفاعِ بتواليه، ولذلك الشَّاهِين الذي يظهرُ به مقاديرُ الأشياءِ لظهورِ أعيانهِا للعينِ، وهو في موقعِ الحجابِ، وأمّا الحجابُ آيةٌ عليه بمنزلةِ الهمزةِ في الإنباءِ عن الذاتِ، ولذلك كانت صورةُ الهمزةِ في الرسمِ عيناً لطيفةً، أو صورةُ العينِ في الرسمِ همزةً عظيمةَ القدرِ؛ لأنّ العينَ عِلمُ الهمزةِ، [كما الهمزة] عِلمُ الألفِ، فكان اسمُه العليمُ متنزّلَ اسمِه الإلهِ، [فلذلك ما يذكرُ اسمُه العليمُ رقيبًا على كلِّ مَن كفر وأشرك في اسمِه الإله]، وكان محيطَ التنزّلِ لذلك فهو منوطٌ باللامِ والميمِ، محيطٌ باسمِ الحجابِ كلِّه إحاطةَ « الٓمٓ » بالأمرِ كلِّه أعلاه، فيما يشيرُ إليه قولُه تعالى: ﴿ الٓمٓ ۞ اللَّهُ ﴾ [آل عمران: ١-٢]، ومتنزّلةٌ فيما يشيرُ إليه قولُه سِبحانَه: ﴿ الٓمٓ ۞ ذَٰلِكَ الْكِتَابُ ﴾ [البقرة: ١-٢]، وهو ما شأنه أن يظهرَ بالهمزة، ولم ينظم كلمةً لعلوِّ معناه عن إدراك العقولِ، وفواته عن إمكانِ النطُقِ به، وانتظم [ع ل م] كلمةً في نحوِ العِلمِ، والعِلمُ لتنزُّلهِ لما تدركُه العقولُ ويتمكنُ في النطُقِ ويظهرُ حظٌّ منِ معناه بمظهرِ الهمزةِ في مبدأ [ظاهرِ الميمِ] على الاتصالِ إليها في لفظِ الملِأ، وهو في لفظِ ألمٍ ما يسعُ ذاتُ المتألمِ إيجاعًا، ومنه أَلَمَّ بالمكان إذا وسعه عمارةً.

* * *


hXPh3Gy1sKg

 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!