موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

ولمّا كانت الياءُ مظهرَ إحاطةِ الألفِ في ختمِ الآحادِ، فكانت واحدًا عاشرًا، فمتى ظهرت الياءُ بحرفٍ منِ حروفِ الآحادِ ظهر عن ذلك حرفٌ يكونُ في الكونِ، ظاهرُ ذلك الحرفِ الذي هو في نسبتهِ منِ الآحادِ، وفي ذلك ظهورُ إحاطةِ الياءِ برَجْعِ التضعيفِ بها على حُكْمِ رُتَبِ الآحادِ، وذلك بمَا في الياءِ منِ إحاطةِ الألفِ، ولمَّا كان في الرتبةِ [منِ بدءِ] الهمزةِ بالتسبُّبِ كان في الرتبةِ الثانيةِ منِ الياءِ ما هُوَ ظهورٌ كَمُلَ عن ما هُوَ في الحقيقةِ باطنُ باطنِ ذلك التسبُّبِ، وهُوَ في الحقِّ عنه وذلك هو الكافُ، وكان مستحقَ هذه الرتبة، وكان الكافُ منِ الياءِ بمنزلةِ الباءِ منِ الهمزةِ، فالكافُ ظاهرُ الياءِ، والباءُ ظاهرُ أوَّلِ الألفِ، ولمَّا كانت الباءُ منِ أساسِ الأسبابِ في الآحادِ، فالكافُ أساسُ الظهورِ في العشراتِ، والياءُ قيِّمُ البسائطِ وسببُها، والكافُ قيِّمُ المركباتِ ومظهرُها، وسببُ كونهِا، ﴿ إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ ﴾ [يس: 82].

* * *