موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كتاب المبادئ والغايات فيما تحوي عليه حروف المعجم من المعاني والآيات

ينسب للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

وهو للشيخ فخر الدين عبد اللّه أبى الحسن على بن أحمد ابن الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن محمد التجيبى الحرّالى

رتبة «الياء»

 

 


اعلم أنَّ مبدأَ التفصيلِ في الكونِ الجمعُ، ومبدأَ الفتقِ فيه الرَّتقُ على ما ظهَرَتْ آيةُ ذلك في الماءِ، وتكوَّرت في كلِّ حولٍ، وكان فيه آيةُ أمرِ السماءِ والأرضِ، على ما يشيرُ إليه قولُه تعالى: ﴿ أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا ۖ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ﴾ [الأنبياء: 30]، كما أنَّ مبدأَ الجمعِ في التعلُّمِ والترقيِ التفصيلي، ومبدأَ رتقِ علمِ التعلُّم، [وفي قولِ التعلُّمِ] فتقُه، فإذَنْ ما فوقَ رتبة التاسعِ الذي هو محلُّ الاستواءِ مبدأٌ في الكونِ والظهورِ، وهو إذا أُفرِدَ النظرُ إليه وَحدَهُ أمرٌ منِ أمرِ إحاطةِ الألفِ، وهو المعبَّرُ عنه بالياءِ، فلذلك كان الياءُ وأحد عشرة دونه تسعُ التفصيلِ، زوجين منِ فردِ التاسعِ وزوجِ الثامنِ، وزوجين فيما اشتملت عليه تتمَّةُ السبعِ منِ فردِ أزواجِه، وزوجِ أفرادِه، والأوَّلُ أدناهما إليه كونًا، وإن كان أبعدَ عِلْمًا، وهو قابُ قوسِ رقى الخلقِ عنها، ثُمَّ زوجُ السبعِ المفصَّلِ قاب قوسٍ أخرى رقى الخلقِ عنها [منِ محل] مرقى الأوَّلِ إلى غايةِ بدءٍ هو بدءُ الهمزةِ، [واستدرك لهم مرقى الهمزةِ] القابين بأنْ كانَ بدءُ الكونِ مبدأَ عِلمٍ يترقُّون منه، ومبدأَ مرجعٍ ومَعَادٍ يرجعون منه، وكان أعلى البدئين ما كانَ مبدأَ عِلمٍ ظاهرٍ، فكان أوَّلَ الآحادِ، وكانت الياءُ مبدأَ العشراتِ، والهمزةُ أوَّلَ الآحادِ ترقيًا في العِلمِ وتنزَّلًا في الكونِ، والياءُ أوَّلَ آحادِ العشراتِ، وأوَّلَ بدءٍ في الكونِ وغايةً منِ غاياتِ العِلمِ، فكان للياءِ إحاطةُ علوٍّ في الكونِ والعِلمِ بذلك، وانعجمت الياءُ؛ لأنَّ الأمرَ في الحقيقةِ في الظهورِ أولاً، وآخرًا في البطونِ فيما بين الأوَّلِ والآخرِ، وأظهرُ منِ الظاهرِ وأبطنُ منِ الباطنِ، إنَّما هو حقيقةُ ما هو الألفُ العليُّ الغيبُ المحيطُ، فانعجم مظهرُه فيما بعده الهمزةِ منِ آحادِ العقودِ، وكان حقيقةَ مسرى الكونِ باطناً إنَّما هو منِ بدءِ الهمزةِ بإحاطةِ الألفِ، فكانت الياءُ بدءًا ورجعةً ظاهرًا إلى بدءِ الهمزةِ باطناً، وذلك معنى كونهِا عقدًا، فكانت مبدأَ العشراتِ، وظهَرَ بالتضعيفِ على ترتيبِ الترقي منِ بدءِ مراتبِ حروفِ العشراتِ إلى الرتبةِ العاشرةِ أيضًا منِ مبدأ الياءِ، فكانَ ذلك ظاهرَ باطنِ الياءِ، وهو القافُ فكانَ أيضًا مبدأُ الازدواجِ التضعيفَ، وكَان للقافِ إحاطةٌ في الظهورِ كما كان للياءِ إحاطةٌ باطنةٌ ساريةٌ في باطنِ التسعِ المُقامةِ بها، وانتهى أزواجُ التضعيفِ بالياءِ في محلِّ ظهورِ القافِ إلى أنهى [اجتماعِ تمامِ الأشياءِ في تشخيصِها منِ حرفِ الشينِ آيةُ حقٍّ غربيةٍ، أو إلى] أنهى الغيبِ، والسترُ منِ حرفِ الغينِ آيةُ حقيقةٌ مصريةٌ، [فالهمزةُ عاليةُ حروفِ الآحادِ]، والياءُ عاليةُ حروفِ العشراتِ، وفي التسعِ كلُّ زوجِ الخَلقِ وقوامُها بالياءِ، فالياءُ هو القلبُ الذي خفى في جسمانيةِ الكونِ كلِّه، ولخصوصِ السمعِ بالقلبِ في نحو ما يشيرُ إليه قولُه تعالى: ﴿ خَتَمَ اللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ وَعَلَىٰ سَمْعِهِمْ ﴾ [البقرة: 7]، ﴿ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ ﴾ [الجاثية: 23]، وكما قال -علِيه اِلسلامُ: في ظهورِ يناِبيعِ الحكمة للمخلصِ أربعين صباحًا من قلبهِ على لسانه، لمَا أُضيف إلى الياء السينُ الذي هو وفاءُ أسماعِ ما أقامه القلبُ كان مجموعُهما القلبَ، وما تفصَّلا به قلبٌ لمَا هو مجموعُ الأمرِ، وفردُه الذي هو القرآنُ، فالياءُ والسينُ لما أحاط به خطابُ القرآنِ بالحروفِ لآلِ محمدٍ صلّى الله عليه وسلّم، وما تفصَّل في صورتهِما منِ مضمونِ معناهما كان هو القلبُ [لما تفصَّل] منِ مضمونِ سائرِ حروفِ القرآنِ في سوَرِها، وما انتظم بها منِ سائرِ السُّوَرِ التي لم يفتح بها، ثُمَّ القافُ عاليةُ حروفِ المئين، ولأنَّه مبدأُ الرتبةِ الثالثةِ الوتريةِ التي بها غايةُ الظهورِ، كان القافُ حرفًا ظاهرًا قيمًا على ما بعده منِ حروفِ المئين إلى نهايةِ عاشِرِه، الذي هو الشينُ أو الغينُ، واشترك الأربعُ في التحقُّقِ لعلوِّ الوحدةِ، وإن اختلفَ تفصيلُ الواحدِ منِ آحادِ كلِّ رتبةٍ.

* * *


hXPh3Gy1sKg

 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!