موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كتاب المبادئ والغايات فيما تحوي عليه حروف المعجم من المعاني والآيات

ينسب للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

وهو للشيخ فخر الدين عبد اللّه أبى الحسن على بن أحمد ابن الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن محمد التجيبى الحرّالى

رتبة ما يتضاعف بـ«الواو» و«الياء»، وهو «السين» [أو «الصاد»]

 

 


ولمَّا كانت الواوُ تمامًا في الآحادِ وعلوًّا في المحلِّ؛ وَجَبَ أنْ يكونَ ما يتضاعفُ منه بالياءِ هو تمامٌ أيضًا وعلوٌّ، فحيثُ يكونُ العلوُّ والتمامُ في القولِ والكلامِ والإسماعِ تكونُ هذه الرتبة في [حرفِ البناءِ والإسماعِ، وهو السينُ، كما هي في جُمَّل المصريين، ومَن] تبعهم، ولذلك كانت أُلفةُ أهلِ مصرِ ومعاشرتهِم بالقولِ، وتصريفِ عملِ اللسانِ وبشاشةِ الظاهرِ، [وحيث يكونُ العلوُّ والتمامُ في مطابقةِ الظاهرِ] للباطنِ منِ غيرِ عُنفٍ تكونُ هذه الرتبةُ حرفَ المطابقةِ والصدقِ، وهو الصَّادُ كما هي في جُمَّلِ أهلِ الغربِ، ولذلك كانت ألفتُهم بالصداقةِ الباطنةِ ومواصلاتِ القلوب ِوالعصبيةِ الخالصةِ منِ غيرِ كثيرِ بشاشةٍ ولا إسماعِ، وبالجملةِ فهذه الرتبةُ متسعةٌ لمعنى هذين الحرفين منِ حَيْثُ إنَّ قومًا يكونُ تمامُ أمرِهم في ألسنتهِم منِ غيرِ أن ينهوا ذلك إلى إتمامِ الصورةِ المعاينةِ، وإنَّ قومًا إنَّما يجعلون أمورَهم في تمامِ صوَرِ أفعالهِم وظهورِها للعيانِ منِ غيرِ لسانٍ، وقد حافظَ أهلُ الفضلِ على الأمرين فوعدوا وأنجزوا؛ ليكونَ لهم الأمران، ويظهرُ في أمورِهم التمامان، ولَهَجَ الناسُ بمدحِ إنجازِ الوعدِ، وذمِّ خلفِه، وحمدوا مَن يُتمِّم الرتبةَ بجمعِ مقتضى معنى حرفيهما منِ أمرِ أنْ يقولَ ويفعلَ، وليحقِّق [أمر ما] هو تمامٌ في هذه الرتبةِ جبرُ ما اختل، فلم يتم بكفَّارةِ عدِّ هذه الرتبةِ كإطعامِ ستين مسكيناً، وصومِ ستين يومًا المذكورُ ذلك في صريحِ القرآنِ، وما أُبْهِمَ فيه كفَّارةَ الأذى والإحرامِ، وكان النبيُّ صلّى الله عليه وسلّم يأخذُ في كلِّ تخييرٍ وإبهامٍ بالأيسرِ، رد جائزِ الستِّ إلى آحادِها منِ حيثُ ما أودِّي منِ الجوامعِ، فجعلَ الصومَ وعددَ المساكين ستًا ستا، وعدد كليَّةِ الحروفِ في حيِّزِ الستِّ؛ لأنَّ مجموعَ عددِها كلها نحو ستةِ آلافٍ، وهي مقدارُ عددِ أيامِ الخَلقِ، وأيامِ الحركةِ [الشرعى إنما سبعة] ؛ التي هي في شرعتهِا وجمعَتها آيةُ وِجَاءِ أمرُ السابع وجمعِه الذي هو العرشُ، ولها اليومُ السابعُ الذي هو اليومُ المحمديُّ الذي آيتُه يومُ الجمعةِ، فلا يُعدُّ في نسقِ الستِّ؛ لأنه جامعُ بركتهِا كلِّها، وفاتحُ غلقِ ما وراء عِلمِ الخَلقِ لمحمدٍ وآلهِ صلّى الله عليه وسلّم، ولذلك خَتَمَ به الأمرَ عند رفعِ ما انتهى بسطهِ في عددِ الستِّ، وإلى نحوٍ منه يشيرُ قولُه -عليه الصلاةُ والسلامُ-: «بُعثتُ أنا والساعةُ كهاتين، وأشار بالسبابةِ والوسطى».

* * *


hXPh3Gy1sKg

 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!