موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الدرر المكنونات النفيسة في تعريب المكتوبات الشريفة

للشيخ الإمام الرباني أحمد الفاروقي السرهندي

(96) المكتوب السادس والتسعون إلى محمد شريف في المنع والزجر عن التسويف والتأخير وفي التحريض على متابعة الشريعة على صاحبها الصلاة والتحية وما يناسبه

 

 


(ومن هذا القبيل) قول بعضهم: الولاية أفضل من النّبوّة وذلك لما رأوا من أنّ التّوجّه في الولاية إلى الحقّ، وفي النّبوّة إلى الخلق. ولا شكّ أنّ التّوجّه إلى الحقّ أفضل من التّوجّه إلى الخلق. وقال بعضهم في توجيه هذا الكلام: إنّ ولاية النّبيّ أفضل من نبوّته وأمثال هذه الكلمات بعيدة عن الصّواب عند هذا الفقير، فإنّ التّوجّه في النّبوّة ليس إلى الخلق فقط، بل فيها توجّه إلى الحقّ أيضا مع وجود هذا التّوجّه، فإنّ بواطنهم مع الحقّ سبحانه وظواهرهم مع الخلق. وأمّا الّذين توجّههم إلى الخلق فقط فهم من المعرضين المدبرين، والأنبياء عليهم الصّلوات والتّسليمات أفضل جميع الموجودات، ولهم مسلّم أفضل الدّولات، والولاية جزء من النّبوّة ومندرجة فيها والنّبوّة كلّ شامل لها، فلا جرم تكون النّبوّة أفضل من الولاية سواء كانت ولاية نبيّ أو ولاية غيره. فكان الصّحو أفضل من السّكر، والسّكر مندرج في الصّحو اندراج الولاية في النّبوّة، والصّحو الخالي عن السّكر الّذي هو للعوامّ خارج عن المبحث، ولا معنى لترجيح ذلك، والصّحو المتضمّن للسّكر أفضل من السّكر البتّة. والعلوم الشّرعيّة الّتي مصدرها النّبوّة ناشئة كلّها من كمال الصّحو وما يخالفها كائنا ما كان من السّكر، وصاحب السّكر معذور. وما يستحقّ التّقليد والإستمساك به هو علوم مقام الصّحو لا علوم حالة السّكر. ثبّتنا الله سبحانه على تقليد العلوم الشّرعيّة على مصدرها الصّلاة والسّلام والتّحيّة يرحم الله عبدا قال آمينا. وما وقع في الحديث القدسيّ حيث ورد لا يسعني أرضي ولا سمائي ولكن يسعني قلب عبدي المؤمن فالمراد به والله سبحانه أعلم بمراده سعته صورة مرتبة الوجوب لا حقيقتها، فإنّ الحلول محال هناك كما تقدّم، فظهر أنّ شمول القلب للإمكانيّة باعتبار الصّورة لا الحقيقة حتّى لا يكون للعرش وما حواه مقدار فيه فإنّ هذا الحكم مخصوص بحقيقة اللّامكانيّة.

(٩٦) المكتوب السّادس والتّسعون إلى محمّد شريف في المنع والزّجر عن التّسويف والتّأخير وفي التّحريض على متابعة الشّريعة على صاحبها الصّلاة والتّحيّة وما يناسبه

أيّها الولد: هذا الوقت الّذي هو أوان الفرصة وتيسّر أسباب الجمعيّة كلّها لا مجال فيه للتّسويف والتّأخير أصلا، ينبغي صرف أشرف الأوقات الّذي هو زمان عنفوان الشّباب في أفضل الأعمال الّذي هو طاعة الحقّ سبحانه وعبادته تعالى وتقدّس. وينبغي أيضا أن يلتزم المداومة على الصّلوات الخمس مع الجماعة مجتنبا عن المحرّمات والمشتبهات الشّرعيّة. وأداء الزّكاة على تقدير وجود النّصاب من ضروريّات الإسلام أيضا، فينبغي إذا أداؤها بكمال الرّغبة بل بقبول المنّة. وقد عيّن الحقّ سبحانه بكمال كرمه للعبادة في اليوم واللّيلة خمسة أوقات وعيّن من الأموال النّاميّة والأنعام السّائمة ربع العشر تحقيقا وتقريبا لأجل الفقراء، ووسّع ميدان تصرّف المباحات، والتّكاسل في صرف ساعة واحدة من أربع



 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!