موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الدرر المكنونات النفيسة في تعريب المكتوبات الشريفة

للشيخ الإمام الرباني أحمد الفاروقي السرهندي

(104) المكتوب الرابع والمائة إلى قضاة بعض القصبة في التعزية ** | ** (105) المكتوب الخامس والمائة إلى الحكيم عبد القادر في بيان أن المريض ما لم يصح ولم يبرأ لا ينفعه غذاء أصلا وما يناسبه

 

 


رزقنا الله سبحانه وإيّاكم العافية والمراد بالعافية المطلوبة ما كان واحد من الأعزّة يدعو الله سبحانه دائما ويتمنّى منه عزّ وجلّ عافية يوم واحد. فسأله شخص أنّ جميع هذه الأوقات الّتي تمرّ عليك اليست تمرّ عليك على عافية؟ قال بل أريد أن يمرّ عليّ يوم لا أرتكب فيه معصية من معاصي الله تعالى من الفجر إلى المغرب وقد مضت مدّة وليس في سرهند قاض ويقع إجراء بعض الأحكام الشّرعيّة بهذا السّبب في التّوقّف مثلا أنّ لي ابن أخ وبقي له ميراث من أبويه وليس له وصيّ والتّصرّف في ذلك المال بلا إذن شرعيّ غير جائز فإن كان هنا قاض لأمكن التّصرّف فيه بإذنه.

(١٠٤) المكتوب الرّابع والمائة إلى قضاة بعض القصبة في التّعزية

اعلموا أنّ مصيبة فوت المغفور له وإن كانت شديدة جدّا ومستصعبة ولكن لا بدّ للعبد من الرّضا بفعل الحقّ سبحانه وتعالى. فإنّا لم نخلق للبقاء في الدّنيا بل للعمل فينبغي السّعي في العمل، فإن ذهب المرحوم بعمله لا ضير فيه بل هو ملك الموت جسر يوصل الحبيب إلى الحبيب ثابت في شأنه ليست المصيبة للفوت بل لحال القادم إلى الحبيب أنّه كيف يعامل به، فينبغي الإمداد بالدّعاء والإستغفار والتّصدّق قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ما الميّت إلّا كالغريق المتغوّث ينتظر دعوة تلحقه من أب أو أمّ أو أخ أو صديق فإذا لحقته كان أحبّ إليه من الدّنيا وما فيها وإنّ الله تعالى ليدخل على أهل القبور من دعاء أهل الأرض أمثال الجبال من الرّحمة وإنّ هديّة الأحياء إلى الأموات استغفار لهم. وبلغ المكتوب الشّريف والهواء البارد شديد على الفقراء جدّا وإلّا ما كنت أتأخّر وكتب التّفويض مؤكّدا ينفع إن شاء الله تعالى. والزّيادة على ذلك تصديع والدّعوات الكثيرة مبذولة للقاضي حسن وسائر الأعزّة وليكونوا راضين بفعل الحقّ سبحانه وشاكرين عليه تعالى في جميع الأمور.

(١٠٥) المكتوب الخامس والمائة إلى الحكيم عبد القادر في بيان أنّ المريض ما لم يصحّ ولم يبرأ لا ينفعه غذاء أصلا وما يناسبه

قد تقرّر عند الحكماء أنّ المريض ما دام مريضا لا ينفعه غذاء أصلا ولو كان من أعزّ الأكل وأحسنه، بل هو مقوّ لمرضه (ع) ألا كلّ ما نال العليل عليل *

فيشتغلون أوّلا بفكر إزالة مرضه ثمّ يجتهدون في تحصيل القوّة بأغذية مناسبة لمزاجه وحاله بالتّدريج، فكذلك الإنسان ما دام مبتلى بمرض القلب كما قال تعالى “ في قلوبهم مرض ” لا تنفعه عبادة وطاعة أصلا بل هي مضرّة له “ ربّ تال للقرآن والقرآن يلعنه ” حديث معروف " وربّ صائم ليس من



 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!