موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الدرر المكنونات النفيسة في تعريب المكتوبات الشريفة

للشيخ الإمام الرباني أحمد الفاروقي السرهندي

(113) المكتوب الثالث عشر والمائة إلى جمال الدين حسين في بيان الفرق بين جذبة المبتدئ وبين جذبة المنتهي وأن مشهود المجذوبين في الإبتداء ليس الا الروح التي هي فوق مقام القلب وأنهم يتخيلون أن ذلك الشهود شهود الحق سبحانه ** | ** (114) المكتوب الرابع عشر والمائ

 

 


(١١٣) المكتوب الثّالث عشر والمائة إلى جمال الدّين حسين في بيان الفرق بين جذبة المبتدئ وبين جذبة المنتهي وأنّ مشهود المجذوبين في الإبتداء ليس الّا الرّوح الّتي هي فوق مقام القلب وأنّهم يتخيّلون أنّ ذلك الشّهود شهود الحقّ سبحانه

الحمد لله وسلام على عباده الّذين اصطفى اعلم أنّ الإنجذاب والإنجرار لا يكون الّا إلى مقام هو فوق مقام السّالك لا إلى ما فوق مقامه وكذا الحال في الشّهود ونحوه فليس للمجذوبين الّذين لا سلوك لهم بعد بل لهم في مقام القلب انجذاب إلى مقام الرّوح الّذي فوق مقام القلب والإنجذاب الإلهيّ إنّما هو في جذبة المنتهي الّتي لا مقام فوقها وأمّا جذبة البداية فليس المشهود فيها الّا الرّوح المنفوخ يعني في آدم عليه السّلام ولمّا كانت الرّوح مخلوقة على صورة أصله إنّ الله خلق آدم على صورته اعتقدوا شهود الرّوح شهود الحقّ تعالى وتقدّس وحيث كانت للرّوح مناسبة قليلة مع عالم الأجسام أطلقوا على ذلك الشّهود أحيانا شهود الاحديّة في الكثرة وأحيانا قالوا بالمعيّة وشهود الحقّ جلّ وعلا لا يتصوّر بدون حصول الفناء المطلق الّذي يتحقّق في نهاية السّلوك، (شعر):

ومن لم يكن في حبّ مولاه فانيا ... فليس له في كبرياه سبيل

وليس لهذا الشّهود مساس بالعلم أصلا والفرق بين الشّهودين أنّه لو كانت له مناسبة بالعالم بوجه من الوجوه فليس هو شهود الحقّ سبحانه فإن انتفت المناسبة أصلا فهو علامة الشّهود الإلهيّ جلّ وعلا وإطلاق الشّهود هنا إنّما هو بواسطة ضيق العبارة والّا فالنّسبة لا مثليّة ولا كيفيّة كالمنتسب إليه لا يحمل عطايا الملك الّا مطاياه.

(١١٤) المكتوب الرّابع عشر والمائة إلى الصّوفيّ قربان في التّحريض على متابعة سيّد المرسلين عليه وعلى آله الصّلوات والتّسليمات

شرّفنا الله سبحانه وأمثالنا المفلسين العاجزين المقعدين بدولة اتّباع سيّد الأوّلين والآخرين الّذي أبرز كمالاته الأسمائيّة والصّفاتيّة في طفيل محبّته إلى عرصة الظّهور وجعله أفضل جميع الكائنات عليه من الصّلوات أفضلها ومن التّسليمات أكملها ورزقنا الإستقامة عليه فإنّ ذرّة من هذه المتابعة المرضيّة أفضل من جميع التّلذّذات الدّنيويّة والتّنعّمات الاخرويّة بمراتب كثيرة والفضيلة منوطة بمتابعة سنّته والمزيّة مربوطة بإتيان شريعته عليه وعلى آله الصّلاة والسّلام والتّحيّة والنّوم في نصف النّهار مثلا الواقع على وجه هذه المتابعة أفضل من إحياء ألوف من اللّيالي الواقع على غير وجه المتابعة



 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!