موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الدرر المكنونات النفيسة في تعريب المكتوبات الشريفة

للشيخ الإمام الرباني أحمد الفاروقي السرهندي

(115) المكتوب الخامس عشر والمائة إلى الشيخ عبد الحق الدهلوي في بيان أن الطريق الذي نحن في صدد قطعه كله سبعة أقدام

 

 


وكذلك الإفطار في يوم عيد الفطر الّذي أمرت الشّريعة به أفضل من صيام أبد الآباد الّذي لم يؤخذ من الشّريعة وإعطاء حبل بأمر الشّارع أفضل من إنفاق جبل من الذّهب من قبل نفسه صلّى عمر رضي الله عنه مرّة صلاة الصّبح بالجماعة ثمّ تفقّد الأصحاب رضي الله عنهم فلم ير فيهم شخصا منهم فسألهم عنه فقيل: إنّه يحيي اللّيالي كلّها ولعلّ النّوم غلب عليه في هذا الوقت. فقال: لو نام اللّيل كلّه وصلّى صلاة الصّبح بجماعة لكان أفضل ألا ترى أنّ أهل الضّلالة مع ارتكابهم الرّياضات الكثيرة والمجاهدات الشّديدة ليس لهم اعتبار أصلا بل هم أذلّاء يعني عند الله تعالى وذلك لعدم موافقة أعمالهم الشّريعة الحقّة فإن ترتّب أجر على تلك الأعمال الشّاقّة فهو مقصور على بعض المنافع الدّنيويّة وما جميع الدّنيا وكلّها حتّى يعتبر بعضها ومثلهم مثل الكنّاس رياضته أزيد من رياضة الكلّ وأجرته أقلّ من أجرة الكلّ ومثل متابعي الشّريعة مثل جماعة يعملون في الجواهر النّفيسة بالماسات لطيفة عملهم في نهاية القلّة وأجرهم في غاية الرّفعة حتّى أنّ عمل ساعتهم يساوي أجر مائة الف والسّرّ في ذلك أنّ العمل إذا وقع موافقا للشّريعة فهو مرضيّ الحقّ سبحانه وخلافها غير مرضيّه تعالى فكيف يكون غير المرضيّ محلا للثّواب بل هو موقع العقاب والشّاهد لهذا المعنى في هذا العالم المجازيّ واضح يظهر بأدنى التفات،

(شعر):

كلّ ما نال العليل علّة ... والّذي مال النّبيل ملّة

فرأس جميع السّعادات وأصلها متابعة السّنّة وهيولى جميع الفسادات ومادّتها مخالفة الشّريعة ثبّتنا الله سبحانه وإيّاكم على متابعة سيّد المرسلين عليه وعلى آله الصّلوات والتّسليمات والسّلام.

(١١٥) المكتوب الخامس عشر والمائة إلى الشّيخ عبد الحقّ الدّهلويّ في بيان أنّ الطّريق الّذي نحن في صدد قطعه كلّه سبعة أقدام

(ع) وأحسن ما يملى حديث الأحبّة *

اعلم أنّ الطّريق الّذي نحن في صدد قطعه سبعة أقدام قدمان في عالم الخلق وخمسة أقدام في عالم الأمر ففى أوّل قدم توضع في عالم الأمر يظهر التّجلّي الأفعاليّ وفي الثّانية التّجلّي الصّفاتيّ وفي الثّالثة يقع الشّروع في التّجلّيات الذّاتيّة ثمّ وثمّ على تفاوت درجات الكمالات كما لا يخفى على أربابها كلّ ذلك منوط بمتابعة سيّد الأوّلين والآخرين عليه من الصّلوات أكملها ومن التّسليمات أفضلها وما قيل إنّ هذا الطّريق خطوتان فالمراد بهما عالم الخلق وعالم الأمر على سبيل الإجمال تسهيلا للأمر في نظر الطّالبين وحقيقة الأمر ما حقّقته بتوفيق الله سبحانه هذا.



 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!