موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الدرر المكنونات النفيسة في تعريب المكتوبات الشريفة

للشيخ الإمام الرباني أحمد الفاروقي السرهندي

(116) المكتوب السادس عشر والمائة إلى الملا عبد الواحد اللاهوري في بيان أن سلامة القلب موقوفة على نسيان ما سواه تعالى وزواله من القلب بالكلية وفي المنع من كثرة الإشتغال بالدنيا الدنية لئلا تحصل الرغبة فيها ** | ** (117) المكتوب السابع عشر والمائة إلى الملا

 

 


(١١٦) المكتوب السّادس عشر والمائة إلى الملّا عبد الواحد اللّاهوريّ في بيان أنّ سلامة القلب موقوفة على نسيان ما سواه تعالى وزواله من القلب بالكلّيّة وفي المنع من كثرة الإشتغال بالدّنيا الدّنيّة لئلّا تحصل الرّغبة فيها

وصل مكتوبكم المرغوب واتّضح ما اندرج فيه من بيان سلامة القلب نعم إنّ سلامة القلب موقوفة على نسيان الغير وزواله من القلب على حدّ لو كلّف تذكّره لا يتذكّر فعلى هذا التّقدير لا معنى لخطور الغير وهذه الحالة معبّر عنها بفناء القلب وأوّل قدم توضع في هذا الطّريق ومبشّرة بكمالات مراتب الولاية على تفاوت درجات الإستعدادات.

(ينبغي) للعاقل أن يكون عالي الهمّة وأن لا يقنع بالجوز والموز (١) إنّ الله يحبّ معالي الهمم وفي كثرة الإشتغال بأمرر دنياويّة خوف الرّغبة في هذه الامور الدّنيّة ولا تغترّ بهذا القدر من سلامة القلب فإنّ للرّجوع إمكانا فلا ينبغي الإقدام على الاشغالات الدّنيويّة مهما أمكن لئلّا تظهر الرّغبة فيها فتقع في الخسارة عياذا بالله سبحانه. الكناسة في الفقر أفضل من القعود في صدر المجلس في الغنى ينبغي صرف جميع الهمّة في أن يختار معيشة أيّام في الفقر والبأس فرّ من الغنى وأربابه اكثر ممّا تفرّ من الأسد والسّلام.

(١١٧) المكتوب السّابع عشر والمائة إلى الملّا يار محمّد البدخشىّ القديم في أنّ القلب تابع للحسّ في الإبتداء ولا تبقى تلك التّبعيّة في الإنتهاء

لعلّ مولانا يار محمّد لم ينس أنّ القلب تابع للحسّ مدّة فلا جرم كلّ ما هو بعيد عن الحسّ يكون بعيدا عن القلب وحديث من لم يملك عينه فليس القلب عنده وارد في هذه المرتبة. فإذا لم تبق تبعيّة القلب للحسّ في نهاية الأمر لا يؤثّر بعد الشّيء عن الحسّ في بعده عن القلب بل يكون الشّيء قريبا بحسب القلب وإن كان بعيدا بحسب الحسّ ولهذا لم يجوّز مشائخ الطّريقة مفارقة المبتدئ والمتوسّط صحبة الشّيخ الكامل المكمّل وبالجملة بحكم ما لا يدرك كلّه لا يترك كلّه ينبغي أن تكون على هذا

__________

(١) (قوله ان الله يحب الحديث) اورده السيوطي في الجامع الكبير عن ابن حبان والطبرانى والخرائطى وابن عساكر والضياء المقدسى عن سهل بن سعد بلفظ ان الله يحب مكارم الاخلاق ويكره سفسافها والخرائطى أيضا عن طلحة بن عبيد بن كريز والبيهقي في الشعب والطبرانى في الكبير والاوسط بلفظ ان الله يحب معالى الامور الخ والحاكم عن طلحة بن عبيد الله بن كريز الخزاعى ان رسول الله قال ان الله كريم يحب الكرم ومعالى الامور ويبغض او قال يكره سفسافها وذكر في انيس الغرباء بلفظ ان الله يحب معالى الهمم ويبغض سفسافها ولم يذكر له مخرجا ولا راويا والله اعلم (القزاني رحمة الله عليه)



 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!