موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الدرر المكنونات النفيسة في تعريب المكتوبات الشريفة

للشيخ الإمام الرباني أحمد الفاروقي السرهندي

(162) المكتوب الثاني والستون والمائة إلى الخواجه محمد صديق في بيان فضيلة شهر رمضان وبيان مناسبته للقرآن المجيد وما يناسبه

 

 


اعلم أنّ المقصود من طيّ منازل السّلوك حصول الإيمان الحقيقيّ الّذي هو مربوط باطمئنان النّفس.

وما لم تطمئنّ النّفس لا تتصوّر النّجاة ولا تصل النّفس إلى مرتبة الإطمئنان ما لم تسلّط عليها سياسة القلب وسياسة القلب إنّما تتيسّر إذا كان القلب فارغا من جميع ما هو من قبل النّفس وحصلت له السّلامة من التّعلّق بما سوى الحقّ سبحانه وعلامة سلامته من ذلك التّعلّق نسيانه ما سوى الله تعالى وتقدّس وما بقي مقدار شعرة من الشّعور بالغير فالسّلامة بعيدة فطوبى لمن سلم قلبه لربّه والسّعي إلى أن تشرّف القلب بالسّلامة وينجرّ الأمر إلى اطمئنان النّفس لازم. ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم والسّلام.

(١٦٢) المكتوب الثّاني والسّتّون والمائة إلى الخواجه محمّد صدّيق في بيان فضيلة شهر رمضان وبيان مناسبته للقرآن المجيد وما يناسبه

باسمه سبحانه (اعلم) أنّ شأن الكلام الّذي هو من جملة الشّئونات الذّاتيّة جامع لجميع الكمالات الذّاتيّة والشّئونات الصّفاتيّة كما ذكر في العلوم السّابقة وشهر رمضان المبارك جامع لجميع الخيرات والبركات وكلّ خير وبركة فهو مفاض من حضرة الذّات تعالت وتقدّست ونتيجة شئوناته سبحانه وكلّ شرّ ونقص ظهر في عرصة الوجود فمنشأه الذّات الحادثة والصّفات المستحدثة (ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيّئة فمن نفسك) نصّ قاطع في ذلك فجميع خيرات هذا الشّهر وبركاته نتيجة تلك الكمالات الذّاتيّة الّتي استجمعت في شأن الكلام والقرآن المجيد حاصل تمام حقيقة ذلك الشّأن الجامع فلهذا الشّهر المبارك مناسبة تامّة للقرآن المجيد من جهة كون القرآن جامعا لجميع الكمالات وهذا الشّهر لجميع الخيرات الّتي هي نتائج تلك الكمالات وثمراتها وهذه المناسبة كانت باعثة على نزول القرآن في هذا الشّهر قال الله تعالى (شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ) وليلة القدر في هذا الشّهر خلاصة هذا الشّهر وزبدته فهو بمنزلة اللّبّ وهذا الشّهر بمنزلة قشره فمن مرّ عليه هذا الشّهر وهو متلبّس بالجمعيّة وصار محظوظا من خيراته وبركاته يكن موقّفا لجمعيّة تمام السّنة ويفوز بالخيرات والبركات فيها وفّقنا الله سبحانه للخيرات والبركات في مثل هذا الشّهر المبارك ورزقنا النّصيب الأعظم قال حضرة خاتم الرّسالة عليه الصّلاة والسّلام والتّحيّة “ إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمرة فإنّه بركة ” وأفطر النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بالتّمر وكون التّمر بركة لأنّ شجرتها النّخلة ومخلوقة على عنوان الجامعيّة وصفات أعدليّة كالإنسان ولهذا سمّى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم النّخلة عمّة بني آدم لكونها مخلوقة من بقيّة طينة



 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!