موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الدرر المكنونات النفيسة في تعريب المكتوبات الشريفة

للشيخ الإمام الرباني أحمد الفاروقي السرهندي

(173) المكتوب الثالث والسبعون والمائة إلى المير محمد نعمان في جواب سؤال سأله مع بيان أسرار غريبة متعلقة بالنفي والإثبات

 

 


الحقيقة والله سبحانه أعلم بحقيقة الحال ثبّتنا الله سبحانه وجميع المسلمين على متابعة سيّد المرسلين عليه وعلى آله الصّلوات والتّسليمات أتمّها وأكملها.

(١٧٣) المكتوب الثّالث والسّبعون والمائة إلى المير محمّد نعمان في جواب سؤال سأله مع بيان أسرار غريبة متعلّقة بالنّفي والإثبات

بعد الحمد والصّلاة ليكن معلوم جناب السّيّد أنّك قد سئلت أنّه لمّا كان نفي كلّ ما يكون محسوسا بالبصر او مدركا بالخيال بكلمة لا ضروريّة لكون المطلوب المثبت وراء الحسّ والخيال يلزم على هذا أن يكون مشهود محمّد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مستحقّا للنّفي ويكون المطلوب المثبت وراء ذلك المشهود (أيّها الأخ) إنّ محمّدا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مع كمال علوّ شأنه كان بشرا ومتّسما بسمة الحدوث والإمكان فماذا يدرك البشر من خالق البشر وماذا ينال الممكن الأحقر من الواجب الأكبر أم كيف يحيط الحادث بالقديم الوارث جلّت عظمته لا يحيطون به علما نصّ قاطع في ذلك قال الشّيخ فريد الدّين العطّار.

ألا ترى سيّد الكونين ما بلغا ... لكنّه فقر فدع عن نفسك التّعبا

أيّها الأخ الأعزّ إنّ هذا المقام يستدعي تفصيلا ينبغي استماعه بأذن القلب اعلم أنّ للكلمة الطّيّبة لا إله الّا الله مقامين أعني بهما النّفي والإثبات ولكلّ من النّفي والإثبات اعتبار. إنّ الإعتبار الأوّل نفي استحقاق عبادة الآلهة الباطلة وإثبات استحقاق العبادة للمعبود بالحقّ والإعتبار الثّاني أن يكون النّفي متعلّقا بمقصودات غير مقصودة ومتعلّقات غير مطلوبة وأن لا يكون متعلّق الإثبات غير المطلوب الحقيقيّ ووراء المقصود الأصليّ والكمال في الإعتبار الأوّل في الإبتداء هو أن يكون كلّما هو معلوم ومشهود داخلا تحت كلمة لا ومنفيّا بها وأن لا يكون شيء ما ملحوظا في جانب الإثبات غير التّكلّم بالمستثنى يعني لفظة الجلالة وبعد مرور أزمان تحصل الحدّة لبصر البصيرة ويكتحل بكحل غبار طريق المطلوب فحينئذ يكون المستثنى أيضا مشهودا مثل المستثنى منه ومع ذلك يجد السّالك نفسه متعلّقا بما وراء ذلك المشهود ويطلب المطلوب من خارجه ووجه ذلك أنّ كلّما كان داخلا تحت كلمة لا في ابتداء هذا الكمال كان بتمامه من دائرة الممكنات لم يكن له استحقاق العبادة أصلا وصار متميّزا من المعبود المستحقّ للعبادة المثبت بكلمة الّا ببركة هذه الكلمة الطّبّيّة ولكنّ السّالك بسبب ضعف بصيرته لم ير مرتبة الوجوب المستحقّ العبادة المثبتة بكلمة الّا ولم يكن له نصيب من ذلك المقام غير التّكلّم بالكلمة المستثناة ولمّا حصلت القوّة للبصيرة صار المستثنى أيضا مشهودا مثل المستثنى منه ولمّا كانت مرتبة الوجوب جامعة للأسماء والصّفات الإلهيّة جلّ سلطانه ومتعلّق همّة السّالك هو الأحديّة المجرّدة بقي



 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!