موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الدرر المكنونات النفيسة في تعريب المكتوبات الشريفة

للشيخ الإمام الرباني أحمد الفاروقي السرهندي

(175) المكتوب الخامس والسبعون والمائة إلى الحافظ محمود في بيان تلوينات الأحوال وحصول التمكين ومعنى لي مع الله وقت

 

 


بالقرب بل يطلبون قربا يشبه البعد ووصلا يشبه الهجر وبيان واقعته الّتي رآها إلخ

قد وصل مكتوب أحينا الأعزّ وحيث كان منبئا عن محبّة الفقراء والإلتجاء إلى هذه الطّائفة صار موجبا للفرح المرء مع من أحبّ نقد الوقت ومصداق الحال ولكن ينبغي أن يعلم أنّ والهي هذا الطّريق لا يتسلّون بهذه المعيّة ولا يطمئنّون بهذا البعد المشابه بالقرب بل يطلبون قربا يشبه البعد ووصلا يشبه الهجر لا يجوّزون التّسويف والتّأخير ويجتنبون التّعطيل والتّأجيل ولا يصرفون نقد وقتهم إلى مزخرفات باطلة ولا يتلفون رأس مال عمرهم في مموّهات عاطلة ولا يكتفون من الشّريف بالخسيس ولا يلتفتون إلى المغضوب عليه تاركين للمرض النّفيس ولا يبيعون أنفسهم بلقيمات سمينة لذيذة ولا يبدّلون حظّ العبوديّة بألبسة رقيقة مزيّنة ويرون تلويث تخت السّلطنة بقاذورات التّعلّقات عارا ويتحاشون من إشراك اللّات والعزّى في ملك الحقّ سبحانه ويعدّونه شنارا. (أيّها الأخ) إنّ المطلوب كلّه هنا هو الدّين الخالص ألا لله الدّين الخالص لا يجوّزون فيه ذرّة من الشّركة لئن أشركت ليحبطنّ عملك فينبغي أن تتأمّل ساعة في أحوالك فإن تيسّر هذا الدّين الخالص فبشرى لك والّا فينبغي تفكّر علاج الواقعة وتدبيرها قبل وقوعها والواقعة الّتي كتبتها هي من ظهور الشّيطان وتصرّفه بالباطل وهذا القسم من ظهوره وتصرّفه كثير الوقوع بين الطّالبين ولا بأس فيه إنّ كيد الشّيطان كان ضعيفا فإن ظهر ثانيا ينبغي دفع ذلك المفسد بتكرار كلمة التّمجيد لا حول ولا قوّة الّا بالله العليّ العظيم. والسَّلامُ عَلى مَنِ اِتَّبَعَ الْهُدى (١) والتزم متابعة المصطفى عليه وعلى آله أتمّ الصّلوات وأكمل التّسليمات.

(١٧٥) المكتوب الخامس والسّبعون والمائة إلى الحافظ محمود في بيان تلوينات الأحوال وحصول التّمكين ومعنى لي مع الله وقت

وصل المكتوب الشّريف من الأخ العزيز وقد اندرج فيه نبذة من تلوينات أحواله.

(اعلم) أنّ السّالك لا بدّ له من تلوينات الأحوال لا في البداية ولا في النّهاية. غاية ما في الباب أنّ التّلوين إذا كان في القلب فالسّالك من أرباب القلوب ومسمّى بابن الوقت واذ تخلّص القلب من التّلوين وخرج من رقّيّة أحواله إلى الحرّيّة ووصل إلى مقام التّمكين فحينئذ يكون ورود الأحوال المتلوّنة على النّفس الّتي جلست مقام القلب خلافة عنه وهذا التّلوين إنّما هو بعد حصول التّمكين.

__________

(١) الآية: ٤٧ من سورة طه.



 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!