موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الدرر المكنونات النفيسة في تعريب المكتوبات الشريفة

للشيخ الإمام الرباني أحمد الفاروقي السرهندي

الباب الثالث: في تعريف رابطة أولى الاجتبا وثبوت الرابطة لكل إنسان شاء أو أبى

 

 


أن الذاكر قصده التعظيم والتوحيد فهو إذا قال الله ملاحظا لمعناه فكأنه قال معبودي واجب الوجود مستحق لجميع المحامد ولم يزل العلماء والصلحاء يفعلونه من غير نكير وكان الاستاذ البكري يفعله ويقول بعده استغفر الله مما سوى الله وكل شيء يقول الله وفي مجلسه أجله العلماء والمشائخ وهذا هو الحق وقد صنف في رد مقالة ابن عبد السلام وهذه عدة رسائل رأيناه وممن صنف فيها القطب القسطلاني والمرصفي العارف بالله والشيخ عبد الكريم الخلوتي وبه افتى من عاصرناه اللهم احشرنا في زمرة الذاكرين ولا تجعلنا من الغافلين انتهى فكيف ما أوردناه من كلام الخفاجي مع أن الشيخ عبد الوهاب الشعراني ذكر أن العز بن عبد السلام سئل ايما أفضل أو أولى للذاكر الاشتغال بذكر الجلالة أو لا إله إلا الله فأجاب بأن لا إله إلا الله أفضل للمبتدئ والجلالة أفضل للمنتهي انتهى على أنا لا نسلم قول الله مفردا وإنما هو جملة فعلية لأنه منادى وياء النداء المحذوفة نائبة مناب الفعل فلا شبيه عليك أن كنت جاهلا وأن كنت عاقلا فأكتف بكلام واحد من هؤلاء الأئمة فاسمع اسمعك الرب قول الله من داخل القلب ولا جعلك ممن يتعصب فيحجب قول بعض المتوجهين إلى الله الله بلغة ربه ما يتمناه أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (أشعار)

أن الشياطين أنواع منوعة ... منها الموسوس، والآتي بتلبيس

وشرها من كمثل الناس صورته ... فرخ الرجيم أخو الاعوى بتأسيس

أن قلت الله قال أحذر تقله فذا ... لا فضل فيه فقل مه ضنأ جغموس

اذكر قل الله واحذر أن تميل إلى ... قول الغوي وتلبيس لا بليس

شرح الخفاجي ينفي كل وسوسة ... فلا تبال بوسواس بن طمعوس

واتل العهود ومفتاح الفلاح كذا ... شرح المناوى واهجر كل دعبوس

هو الغبي الجهول وهو ذو حمق ... يصغى إلى كل ذي زور وتدليس

من الغزالي والرازي والنووي ... والشاذلي الالى من كل اريس

والقسطلاني والبكري قدوته ... من ذا يخالفهم من أجل جعسوس

اتنكرون علينا أن نقلدهم ... يا شيعة الافك كلا زمرة السوس

يا ويح قوم بغوا والبعغي مهلكهم ... على كرام أولى ذكر وتقدس

الله الله قبح فيه عندكم ... الله اكبر يا غارات قدوس

فعليك يا أخي بالإقبال على الله والاشتغال بذكر الله خصوصا بهذا الإسم الاعظم الذي حصل به الفضل للا إله إلا الله فلو قالها مكلف ولم يتمها به كفر فلا تطع من أنكر وعن الحق استكبر فتقول حين تقير وتحشر ياليتني لم اتخذ فلانا خليلا لقد اضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للانسان خذولا وفقني الله واياك للاقبال عليه بالذكر الموجب للفوز لديه

(الباب الثالث) في تعريف رابطة أولى الاجتبا وثبوت الرابطة لكل إنسان شاء أو أبى

اعلم أيها الأخ وفقك الله لسلوك الصراط المستقيم وعصمني واياك من الشيطان الرجيم أن الرابطة عبارة عن تعلق القلب بشيء لشيء على وجه المحبة وهذا التعلق تارة يكون محمودا وتارة يكون مذموما وتارة يكون مباحا لأنه لا يخفى لنا أن يكون مأمورا أو لا فألازل محمودا كحب الله وحب رسوله صلى الله عليه وسلم والحب في الله وحب ما يقرب إليه والثاني هو أن يكون منهيا عنه أولا فالأول مذموم كحب المحرمات والمكروهات وأن لم يترتب على المكروهات عقاب لأنه يترتب عليها عتاب والثاني المباح كحب الإنسان أهله وولده بالطبع الجبلي الذي لا افكاك عنه لأحد فقد شمل هذا التقسيم الاحكام الخمسة فإن المحمود يندرج فيه الواجب والمندوب والمذموم يتضمن الحرام والمكروه والمباح معلوم دخوله تحت غير المنهى عنه وهو قولنا أولا فتعلق القلب حاصل لكل انسان فلو تنبه المنكر لعلم أن ما ينكره عين ما يستحضره وإن الذي

يجهله هو الذي يفعله من الرابطة التي ينفي ثبوتها مع فعله اياها فيه من اسائة الأدب مع الله تعالى ما لا يمكن جحده ولعلم أنه يتأكد عليه أن يعمل عملا يزيل عنه هذا البلاء الذي أهلكه من حيث لا يشعر لشدة سكره في غفلته وذلك أنه اذا كبر تكبيرة الاحرام سرح في أودية الافكار والاوهام واعرض عن ربه ونسى نفسه نسوا الله فأنسيهم انفسهم واشتغل أما برابطة وقفه أو ملكه أو حرفته أو زوجته أن كانت نفسه مفتونة بها أو لده أو تقرير مسئلة يلقبها ابليس إليه ليخرجه من صلاته مفلسا أو مخاطبة من يرتجي منه زكاة أو صدقة فيقول أياك نعبد وهو مقبل على معبوده الشهودي ورابطته التي هي نصبب عينه ويستمر على هذه الحالة حتى يسلم فإذا سلم التسليمة الأولى شرع بالانكار على الرابطة التي يفعلها العلماء العارفون في وقت مخصوص ليحصل بواسطتها انتفاء الغفلة حتى يقبلوا على ربهم في صلاتهم وذكرهم بقلب حاضر وقد ورد على سؤال من بعض المعترضين وهو أن الرابطة التي تأمرون المريد بها لا تخلو بقرينة الامر بها من أن يكون حكمها الايجاب أو الندب وهما أمران شرعيان لا بد لهما من دليل والادلة الكتاب والسنة والاجماع والقياس وغيرها من الأدلة راجع إليها فما الدليل على ندب الرابطة أو وجوبها وأيضا لا شك أن النبي صلى الله عليه وسلم شيخ الصحابة لأنهم اخذوا عنه الاذكار وغيرهم فلم يبلغنا أنه امرهم بتصور صورته التي هي أكمل الصور الانسانية فلو أمرهم لنقل لا سيما إذا كان ذلك واجبا لأن الواجب مما تتوافر الدواعي على نقله انتهى فأقول الجواب عن هذا السؤال من وجوه الأول أن الرابطة التي نأمر المريد بأمر السادة النقشبندية الذين هم قال الشهاب أبن حجر في الفتاوى الصغرى عن طريقتهم أنها الطريقة السالمة من كدورات جهله الصوفية مندوبة لأنها من الوسائل الموجبة لدفع الخطرات ونفي الغفلة والوسائل لها حكم المقاصد والأمر الذي لم ينه عنه الشرع يسوغ فعله أما على طريق الاباحة أن أدى إلى مباح أو الندب أن أوجب مندوبا أو الوجوب أن حصل واجبا لا يحصل بغيره فقد حصل لنا بالتجربة ونحن قوم أكثر من عدد التواتر انا اذا تصورنا الرابطة انتفت عنا الاغيار كلها وبقى هذا الغير وحده فنعرض عنه ح وهذا مثل انسان له أعداء فتودد إلى بعضهم وسلطه على باقيهم فإذا اهلكهم عنه لم يبق إلا واحد فيقدر على إزالته فيزيله وهذا وجه ينبغي للمنصف أن يتأمله فإنه ظاهر الحسن مطابق للواقع لأن الرابطة ليست مرادة لعينها بل مرادة لغيرها الثاني قولكم لا تخلو بقرينة الامر بها من أن يكون حكمها الايجاب أو الندب أقول لا نسلم أن غير الشارع إذا أمر بأمر أن يكون حكمه الايجاب أو الندب وإن الإنسان قد يأمر غيره بفعل مباح لغرض ما من الاغراض له أو للمأمور وقد يأمر الطبيب المريض بشرب بعض الأدوية فإن كان امتثال أمر الطبيب واجبا أو مندوبا فما نستعمله من قبيله الثالث قولكم وهما شرعيان لأبد لهما من دليل أقول هذا بناء على قولنا أن الرابطة توصل إلى أمر المندوب وما أوصل إلى المندوب مندوب فالدليل موجود لا على قولكم كل مأمور به لا يخلوا من أن يكون حكمه الايجاب أو الندب لما ذكرنا من أن غير أمر الشارع قد يخلو منهما ويكون لغرض ما الرابع قولكم والأدلة الكتاب أقول وهل يعزب عن الكتاب شيء وهو قد جمع كل رطب ويابس قال الله تعالى يا أيها الذين أمنو اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة والوسيلة الأعمال الصالحة ولا تكون الأعمال صالحة إلا بالاخلاص ولا يكون العمل خالصا إلا إذا خلا عن الشوائب وقد حصل لنا بالتجربة أنا إذا أشتغلنا بالرابطة خلت أعمالنا عن شوائب الغفلة والعمل في

الغفلة غير معتد به لأنه يكتب للعبد من صلاته ما عقل منها فهي من الوسائل الموجبة لزوال الغفلة وزوال الغفلة مقصود وما أوصل إلى المقص مقص ومن لوازم زوال الغفلة الحضور وهو من أشرف الوسائل فالرابطة الموجبة لزوال الغفلة الموجبة الزوال الغفلة الموجب للحضور من أشرف الوسائل الخامس قولكم والسنة أقول وهل يشذ عن كلام النبي صلى الله عليه وسلم وتحت كل كلمة من كلامه من بحار المعاني ما يتوصل به إلى خير قال صلى الله عليه وسلم إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى والأعمال بدنية وقلبية فالحركات والتصورات المباحة إذا نوى بها الإنسان الطاعة أو التقوى بها عليها فله ما نوى ولم يدرك مراده فكيف إذا تحقق له حصول المراد ولا يخفى أن قول الجائع للشبعان أنت جائع مثلا لا يوجب له جوعا فكذلك قول المعترض ما نرى صحة ما ترونه ما يوجب عدم صحة رؤيتنا فعليه أن يقول ما تدعونه حقا فأنتم وشأنكم ولا يسوغ له غير ذلك أن نصح نفسه السادس قولكم والاجماع أقول قد اجمع أهل فن التصوف على عمل الرابطة وقرره منهم الجم الغفير وهو عندهم طريق مشهور وإجماعهم على عمل في مذهبهم حجة يجب قبولها على من تمذهب بمذهبهم وسنورد اقاويلهم إنشاء الله ولا يسوغ لغيرهم الاعتراض عليهم بما لم يحط به علما السابع قولكم والقياس أقول قال الفقهاء يسن للمصلي أن لا يجاوز بصره اشارته وذلك لأنه أجمع للهم وادفع للتفرق فكذلك الرابطة تستعمل لدفع الاغيار والاستجلاب الحضور الثامن قولكم فما الدليل على ندب الرابطة إلخ ... أقول الدليل يطلب من المجتهد لا من المقلد وإنما على المقلد تصحيح النقل فإن طلبتم دليلا من كلام أهل الفن فسيأتي على أنه لا يلزمه إيراد غير كلام النقشبندية كما أنه لا يلزمنا أن لو طلب منها نص لمسئلة في الفقة إيراد كلام غير الشافعية التاسع قولكم لم تبلغنا اهـ أقول ما يلزم من عدم بلوغه اياكم عدم ثبوته ولا يلزم من جهلكم به عدم علم غيركم به ولعله بلغكم وجهلتموه ومر عليكم ولم تعرفوه وهل للصحبة معنى سوى انطباع صورة النبي صلى الله عليه وسلم في مرآة القلب الذي رآه مؤمنا وانطباع صورة الشخص المؤمن في ذهن النبي عليه السلام ولو لا ذلك لم يعد في الصحابة من رآه النبي صلى الله عليه وسلم وهل أمر أوضح من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى مبايعته المستلزمة للرؤية المستلزمة لانطباع الصورة وإذا اطبعت الصورة في الذهن ظهرت لرائيها في مخيلته مهما تذكر المرئى شاء أو ابي ولو كان عدوا فاستحضار صورة النبي صلى الله عليه وسلم وتخيلها الذي هو المراد بقولنا تصورها محبة له واشتياقا إليه لا يقول بمعناها إلا أحمق خبيث فالأمر بمستلزم شيأ مستلزما شيأ آخر مر بذلك الشيء الامر العاشر قولكم لا سيما إذا كان واجبا أقول لم يقل أحد من أهل التصوف بوجوب الرابطة ولا باستحبابها باستحبابها لذاتها بل لما توصل إليه من المحاب والمريد يلقن الرابطة وهو مخير في فعلها وتركها فإن ظهرت له فائدتها تأكد عليه فعلها وإن تركها فقد ترك أدبا من الآداب هذا كله في البدايات وأما في النهايات فلا رابطة له سوى استغراقة في شهود من ليس كمثلة شيء فما هو صورة تمثيل ولا تقابل ولا تقبل الحادي عشر قدرنا مع هذا كله أنه لا دليل لنا ولا عمل بهذا العمل أحد قلبنا وإنما نحن عملنا لما نرى من فائدته فهل ورد فيمن تصور صورة محبوبه وتخيل أنه يقبل يده أو رجله أو يضعه على رأسه أو جبهته أو يتنقه أو يدخله في قلبه نهى من الكتاب أو السنة أو الاجماع أو القياس (شعر)

لي سادة من عزهم ... أقدامهم فوق الجباه

أن لم أكن منهم فلي ... في حبهم عز وجاه

وإذا



 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!