موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الدرر المكنونات النفيسة في تعريب المكتوبات الشريفة

للشيخ الإمام الرباني أحمد الفاروقي السرهندي

(197) المكتوب السابع والتسعون والمائة إلى پهلوان محمد في مدح من تبرد قلبه من الدنيا وتأثر من محبة الحق سبحانه إلخ

 

 


التّجلّيات الذّاتيّة ثمّ وثمّ على تفاوت درجاتها كما لا يخفى على أربابها كلّ ذلك منوط بمتابعة سيّد الأوّلين والآخرين عليه وعلى آله الصّلاة والسّلام وما قيل من أنّ هذا الطّريق خطوتان فالمراد بهما عالم الأمر وعالم الخلق على سبيل الإجمال تيسيرا للأمر في نظر الطّالبين وفي كلّ قدم من هذه الأقدام يقع السّالك بعيدا عن نفسه وقريبا من الحقّ سبحانه وبعد طيّ هذه الأقدام يحصل الفناء الأتمّ الّذي يترتّب عليه البقاء الأكمل وبحصول هذا الفناء والبقاء حصول الولاية المحمّديّة على صاحبها الصّلاة والسّلام والتّحيّة (ع) وهذى سعادات تكون نصيب من * وأيّ مناسبة لأمثالنا الفقراء بهذه الكلمات غير أنّا نبلّ أفواهنا بزلال حال أهل الكمال ونطيّبها به،

(شعر): كر نداريم از شكر جز نام بهر ... اين بسى خوشتر كه اندر كام زهر

غيره: إذا قسنا السّما بالعرش ينحطّ ... وما أعلاه إن قسنا بأرض

والسّلام أوّلا وآخرا.

(١٩٧) المكتوب السّابع والتّسعون والمائة إلى پهلوان محمّد في مدح من تبرّد قلبه من الدّنيا وتأثّر من محبّة الحقّ سبحانه إلخ

ثبّتكم الله سبحانه على جادّة الشّريعة اعلم أنّ السّعيد من تبرّد قلبه من الدّنيا وتأثّر من حرارة محبّة الحقّ سبحانه، ومحبّة الدّنيا رأس كلّ خطيئة وتركها رأس جميع العبادات فإنّ الدّنيا مبغوضة الحقّ سبحانه بحيث لم ينظر إليها منذ خلقها واتّسمت هي وأهلها بسمة الطّرد واللّعن كما ورد في الخبر الدّنيا ملعونة وملعون ما فيها الّا ما فيه ذكر الله تعالى وحيث كان الذّاكرون بل كلّ ذرّة من ذرّاتهم مملوّين بذكر الحقّ سبحانه وتعالى كانوا خارجين من هذا الوعيد وهم ليسوا في عداد أهل الدّنيا فإنّ الدّنيا هي الّتي تمنع القلب عن الإشتغال بذكر الحقّ وتشغله بغيره سواء كان ذلك أموالا وأسبابا أو جاها ورياسة أو عارا وحميّة فأعرض عمّن تولّى عن ذكرنا نصّ قاطع في ذلك وكلّما هو في الدّنيا فهو بلاء الرّوح وأهل الدّنيا في تفرقة وظلمة في هذه النّشأة دائما وفي الآخرة من أهل النّدامة والحسرة وحقيقة تركها عبارة عن ترك الرّغبة فيها وترك الرّغبة فيها إنّما يتحقّق إذا كان وجودها وعدمها متساويين وحصول هذا المعنى بدون صحبة أرباب الجمعيّة متعسّر فإن تيسّرت صحبة هؤلاء الأكابر ينبغي أن تعدّها غنيمة وأن تصرف الهمّة والعناية إليها وصحبة الشّيخ ميان مزّمّل وإن كانت غنيمة لكم فإنّه وأمثاله من الأعزّة العزيزي الوجود أعزّ من الكبريت الأحمر ولكن شيمة أهل الكرم الإيثار يعني تقديم حاجة الغير على حاجة أنفسهم فإن أذنتم للشّيخ ميان مزّمّل أيّاما لكان في محلّه وبعد الفراغ من شغله يرجع إليكم ثانيا إن شاء الله العزيز والإخلاص الغائبيّ ينوب مناب الحضور في حصول المأمول لكم والزّيادة على ذلك تصديع رزقنا الله



 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!