موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الدرر المكنونات النفيسة في تعريب المكتوبات الشريفة

للشيخ الإمام الرباني أحمد الفاروقي السرهندي

(211) المكتوب الحادي عشر والمائتان إلى الملا يار محمد قديم البدخشي في جواب سؤاله وبيان بعض لوازم مقام التكميل والإرشاد

 

 


يفرحون ويستبشرون بحصول دولة المتابعة لهم وإن لم يحصل لهم شيء من الأحوال وإذا أحسّوا فتورا في المتابعة مع وجود الأحوال لا يقبلون تلك الأحوال. قال حضرة الخواجه أحرار قدّس سرّه: «لو أعطيت جميع الأحوال والمواجيد ولم توافق حقيقتي باعتقاد أهل السّنّة والجماعة مثلا لا أرى تلك الأحوال غير الشّقاوة والخذلان وإن أعطيت اعتقاد أهل السّنّة والجماعة وحرمت الأحوال بأسرها فلا تغتمّ على ذلك».

وأيضا إنّ في هذا الطّريق اندراج النّهاية في البداية فيجد أهل هذه الطّريقة في أوّل قدم ما يجده غيرهم في النّهاية، وإن كان بينهما فرق فإنّما هو بالإجمال والتّفصيل والشّمول وعدم الشّمول، وهذه النّسبة هي نسبة الأصحاب الكرام بعينها فإنّهم عليهم الرّضوان كانوا يجدون في أوّل صحبة خير البشر ما لا يدرى أنّه يتيسّر لأولياء الامّة سواهم في النّهاية أوّلا، ولهذا لم يصل أويس القرنيّ الّذي هو أفضل التّابعين إلى مرتبة وحشيّ قاتل حمزة رضي الله عنه لنيله مرّة واحدة صحبة خير البشر عليه الصّلاة والسّلام فإنّ فضيلة الصّحبة فوق جميع الفضائل والكمالات فإنّ إيمانهم شهوديّ، ولم تتيسّر هذه الدّولة لغيرهم أصلا (ع) هل المسموع يشبه قطّ بمرئيّ؟ ولهذا كان إنفاق مدّ شعير منهم أفضل من إنفاق جبل ذهب من غيرهم وجميع الأصحاب متساوون في هذه الفضيلة فينبغي تعظيم جميعهم وذكر كلّهم بالخير فإنّ الصّحابة كلّهم عدول وكلّهم متساوون في قبول روايتهم وتبليغ الأحكام لا مزيّة لرواية أحدهم على رواية الآخر منهم وهم حملة القرآن المجيد ومنهم جمعت الآيات المتفرّقات من هذا آيتان ومن هذا ثلاث آيات وأزيد وأنقص اعتمادا على عدالتهم، فمن جرح واحدا من الأصحاب فذلك الجرح راجع إلى القرآن المجيد فإنّه يمكن أن يكون حامل بعض الآيات ذلك المجروح والمطعون فيه، وينبغي أن يصرف المخالفات والمنازعات الواقعة بين هؤلاء الأكابر إلى محامل صحيحة وأن يبعدهم وينزّههم عن الهوى والتّعصّب. قال الإمام الشّافعيّ رحمه الله تعالى وهو أعلم بأحوال الصّحابة عليهم الرّضوان " تلك دماء طهّر الله عنها أيدينا فلنطهّر عنها ألسنتنا». ونقل مثل هذه المقولة أيضا عن الإمام جعفر الصّادق رضي الله عنه والسّلام أوّلا وآخرا.

(٢١١) المكتوب الحادي عشر والمائتان إلى الملّا يار محمّد قديم البدخشيّ في جواب سؤاله وبيان بعض لوازم مقام التّكميل والإرشاد

وصل المكتوب المرغوب من الأخ الأعزّ مولانا يار محمّد القديم وصار موجبا للفرح بلّغ الله سبحانه ذروة الكمال والتّكميل بحرمة النّبيّ المختار وآله الأمجاد والأبرار عليه وعليهم الصّلاة والسّلام وقد سئلت عن مقالة المولويّ عليه الرّحمة حيث قال " إنّ المليح الّذي كان يجتبي كان حقّا فهل يجوز هذا الكلام أم لا». (اعلم) أنّ أمثال هذا الأمر تقع كثيرا في هذا الطّريق وتجري على اللّسان، وهذا النّوع



 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!