موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الدرر المكنونات النفيسة في تعريب المكتوبات الشريفة

للشيخ الإمام الرباني أحمد الفاروقي السرهندي

(212) المكتوب الثاني عشر والمائتان إلى مولانا محمد صديق البدخشي في جواب بعض أسئلته وحل واقعة رآها

 

 


من المعاملة يقال له التّجلّي الصّوريّ ويظنّ صاحب المعاملة تلك الصّورة المتجلّى بها حقّا تعالى شأنه والكلام إنّما هو ما قال الشّيخ الأجلّ الإمام الرّبّانيّ حضرة الخواجه يوسف الهمدانيّ قدّس سرّه حيث قال: «تلك خيالات تربّى بها أطفال الطّريقة».

(ثمّ اعلم) أنّه لمّا صدر لكم نوع إجازة تعليم الطّريقة، أردت أن أكتب بعض الفوائد في هذا الباب ينبغي استماعها باذن العقل والعمل بها.

(اعلم) أنّه إذا جاء عندك طالب بإرادة الطّريقة ينبغي لك أن تتأمّل وتتأنّى كثيرا في تعليم الطّريقة إيّاه خوفا من أنّ يراد عليك الإستدراج في هذا الأمر ومن أن يكون المنظور فيه خرابيّتك، خصوصا إذا ظهر الفرح والسّرور من مجيء المريد فينبغي سلوك طريق الإلتجاء والتّضرّع في هذا الباب، والإستخارات المتعدّدة إلى أن يصل اليقين بكون تعليم الطّريقة إيّاه مرضيّا وأنّه لا يراد به الاستدراج والإضلال، لأنّ التّصرّف في عباد الله تعالى وتضييع الوقت في تربيتهم غير مجوّز بلا إذن الحقّ سبحانه وفي قوله تعالى “ لِتُخْرِجَ النّاسَ مِنَ الظُّلُماتِ إلى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ ” دلالة على هذا المعنى. حكي أنّه لمّا توفّي واحد من الأعزّة جاء الخطاب بأنّه أنت الّذي لبس الدّرع في ديني على عبادي. قال: بلى قال: هلّا وكّلت خلقي إليّ وأقبلت بقلبك عليّ، والإجازة الّتي صدرت لك ولغيرك مشروطة بالشّروط ومنوطة بحصول العلم بمرضاه تعالى، فإنّه ما جاء بعد وقت الإجازة المطلقة. فينبغي رعاية تلك الشّروط إلى ورود ذلك الوقت والشّرط هو الإخبار وحرّر هذا المعنى أيضا إلى المير نعمان، فينبغي الإستعلام أيضا من هناك وبالجملة ينبغي السّعي حتّى يجيء ذلك الوقت ويتيسّر التّخلّص من مضائق الشّرائط والسّلام.

(٢١٢) المكتوب الثّاني عشر والمائتان إلى مولانا محمّد صدّيق البدخشيّ في جواب بعض أسئلته وحلّ واقعة رآها

وصل المكتوبان المرغوبان متتابعين فازداد فرح على فرح أكرمكم الله سبحانه بترقّيات غير متناهية بحرمة سيّد المرسلين عليه وعلى آله الصّلاة والسّلام وسألت أنّه هل يقدر الشّيخ صاحب التّصرّف أن يوصّل المريد المستعدّ بتصرّفه إلى مراتب فوق استعداده أو لا؟ بلى يقدر أن يوصّله، ولكن إلى مراتب تناسب استعداده، لا إلى مراتب تباين استعداده مثلا إذا كان في مريد استعداد الولاية الموسويّة ونهاية قوّة استعداده ما يقدر الوصول بها إلى نصف طريق هذه الولاية، فالشّيخ صاحب التّصرّف يستطيع أن يوصّله بتصرّفه إلى أقصى درجات هذه الولاية، وأمّا أنّه يخرجه من الولاية الموسويّة إلى الولاية المحمّديّة ويمنحه هناك التّرقّيات فهو ليس بمعلوم الوقوع. (وسألت) أيضا أنّه أيّ مرتبة يحصل فيها للأخفى الّذي هو ألطف اللّطائف الإنسانيّة حكم النّفس الأمّارة وتحصل له المشابهة في الخسّة والدّناءة؟



 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!