موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الدرر المكنونات النفيسة في تعريب المكتوبات الشريفة

للشيخ الإمام الرباني أحمد الفاروقي السرهندي

(213) المكتوب الثالث عشر والمائتان إلى السيد فريد في المواعظ والنصائح بالترغيب في اتباع علماء أهل السنة والجماعة والتحذير عن مصاحبة علماء السوء إلخ

 

 


(ليعلم الأخ) أنّ الأخفى وإن كان ألطف اللّطائف ولكنّه داخل في دائرة الإمكان ومتّسمة بسمة الحدوث فإذا وضع السّالك قدمه في خارج دائرة الإمكان ووقع سيره على مراتب الواجب وترقّى من ظلال الوجوب إلى أصولها وتخلّص من التّقيّد بالصّفة والشّأن، فلا جرم يكون الممكن حينئذ في نظره ذليلا حقيرا عديم الإعتبار، ويرى أخسّه وألطفه مساويين فيها ويتخيّل النّفس والأخفى في هذا المقام كأنّهما توأمان.

(وكتبت) أيضا أنّه سمعت منك بواسطة أو بلا واسطة أنّ عبادة الحقّ سبحانه معتقدا بأنّه تعالى حاضر وقت العبادة موجب لتنزّله تعالى، ينبغي العبادة مثل العبيد، فإنّ العبادة له تعالى معتقدا بأنّه حاضر سوء أدب. (أيّها) المحبّ إنّ صدور أمثال هذه المقالة من هذا الفقير ليس بمعلوم ولعلّك رأيته في محلّ آخر. (والواقعة) الّتي رأيتها ورأيت فيها حضرة آدم على نبيّنا وعليه الصّلاة والسّلام حسنة جدّا وأصيلة والماء كناية عن العلم، وإدخال اليد فيه حصول القدرة في العلم، ومشاركة آدم على نبيّنا وعليه الصّلاة والسّلام مؤكّدة لهذا الحصول، فإنّ آدم عليه السّلام تلميذ الرّحمن، “ وعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها ” غاية ما في الباب أنّ المراد بالعلم في هذه الواقعة علم الباطن، بل نوع من علم الباطن له مناسبة لنسبة أهل البيت عليهم الرّضوان والباقي عند التّلاقي والسّلام.

(٢١٣) المكتوب الثّالث عشر والمائتان إلى السّيّد فريد في المواعظ والنّصائح بالتّرغيب في اتّباع علماء أهل السّنّة والجماعة والتّحذير عن مصاحبة علماء السّوء إلخ

عصمكم الله سبحانه عمّا لا يليق بجنابكم بحرمة جدّكم الأمجد عليه وعلى آله الصّلاة والسّلام قال الله سبحانه وتعالى: ”هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ إِلّا الْإِحْسانُ». ولا أدري بأيّ إحسان أكافئ إحسانكم، سوى أن أكون رطب اللّسان بدعاء سلامتكم في الدّارين في الأوقات الشّريفة. الحمد لله سبحانه والمنّة إنّ هذا المعنى ميسّر من غير اختيار. والإحسان الآخر الّذي تليق المكافأة به التّذكرة والموعظة فيا لها من نعمة إن وقعت في معرض القبول. (أيّها النّقيب) النّجيب إنّ خلاصة المواعظ وزبدة النّصائح الإختلاط والإنبساط مع أصحاب الدّيانة وأرباب التّشرّع، وكلّ من التّديّن والتّشرّع مربوط بسلوك طريقة أهل السّنّة والجماعة الحقّة، الّذين هم الفرقة النّاجية من بين سائر الفرق الإسلاميّة، والنّجاة بدون متابعة هؤلاء الأكابر محال، والفلاح من غير اتّباع آرائهم ممتنع، والدّلائل النّقليّة والعقليّة والكشفيّة شاهدة لهذا المعنى، لا تحتمل التّخلّف أصلا فإذا علم خروج شخص مقدار خردلة من طريق هؤلاء الأكابر الّذي هو الصّراط المستقيم، ينبغي أن تعتقد أنّ صحبته سمّ قاتل، وأن ترى مجالسته كمجالسة الأفعى، وطلبة العلم



 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!