موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الدرر المكنونات النفيسة في تعريب المكتوبات الشريفة

للشيخ الإمام الرباني أحمد الفاروقي السرهندي

(222) المكتوب الثاني والعشرون والمائتان إلى الخواجه محمد أشرف الكابلي في بيان سوء الأحوال ورؤية القصور في الأعمال واتهام النيات في الحسنات وما يناسبه

 

 


وكما أنّ في هؤلاء الأكابر قدرة كاملة على إعطاء النّسبة حيث أنّهم يمنحون الطّالب الصّادق بالحضور والشّعور في مدّة قليلة كذلك فيهم قدرة تامّة على سلب تلك النّسبة فهم يجعلون صاحب النّسبة مفلسا بترك أدب واحد نعم إنّ الّذين يعطون يأخذون أعاذنا الله سبحانه من غضبه ومن غضب أوليائه (وأكثر) الإفادة والإستفادة في هذا الطّريق بالسّكوت وقالوا من لم ينتفع بسكوتنا كيف ينتفع بكلامنا وهذا السّكوت لم يختاروه بالتّكلّف بل هو من لوازم طريقهم فإنّ ابتداء توجّه هؤلاء الأكابر إلى الاحديّة المجرّدة لا يريدون بالإسم والصّفة غير الذّات ومعلوم أنّ المناسب والملائم لهذا المقام هو السّكوت والخرس “ من عرف الله كلّ لسانه ” مصداق لهذا الكلام ولنختم هذه المقالة بحمد الله سبحانه وبصلاة حبيبه الحمد لله ربّ العالمين والصّلاة والسّلام على سيّد المرسلين وآله الطّاهرين أجمعين والسّلام.

(٢٢٢) المكتوب الثّاني والعشرون والمائتان إلى الخواجه محمّد أشرف الكابليّ في بيان سوء الأحوال ورؤية القصور في الأعمال واتّهام النّيّات في الحسنات وما يناسبه

اللهمّ وفّقنا لمرضاتك وثبّتنا على طاعتك بحرمة سيّد المرسلين عليه وعلى آله الصّلاة والسّلام قال واحد من الكبراء إنّ المريد الصّادق من لا يكتب عليه كاتب شماله شيئا مدّة عشرين سنة وهذا الفقير المملوّ بالتّقصير يجد نفسه بالذّوق والوجدان بحيث لا يدري أنّ كاتب يمينه وجد له حسنة يدرجها في صحيفة أعماله منذ عشرين سنة علم الله سبحانه أنّه لا يقول هذا الكلام بالتّصنّع ويجد بالذّوق أيضا أنّ كفّار الإفرنج أفضل منه بمراتب فإن سئل عن لمّيّته لا يعجز عن الجواب ويرى نفسه أيضا بطريق الذّوق محاطا بالخطيئات ومشمولا بالسّيّئات وما وجد فيه من الحسنات يرى أنّ كاتب شماله أحقّ بكتابته ويرى أنّ كاتب شماله مشغول أبدا وكاتب يمينه معطّل وفارغ سرمدا ويعلم أنّ صحيفة يمينه خالية وصحيفة شماله مملوءة لا رجاء له سوى الرّحمة ولا ممدّ له سوى المغفرة دعاء اللهمّ مغفرتك أوسع من ذنوبي ورحمتك أرجى عندي من عملي موافق حاله والعجب أنّ الفيوضات الإلهيّة والواردات الرّحمانيّة فائضة على الدّوام في مدارج الكمال والتّكميل وتلك الواردات تؤيّد رؤية القصور المذكورة وتقوّي مشاهدة العيوب المسطورة وتزيد مكان العجب منقصة ومحلّ التّرفّع تواضعا وتنزّلا ففي آن واحد مشرّف بكمالات الولاية وفي ذلك الآن متّصف أيضا برؤية القصور والنّقصان وكلّما يعرج ويتفوّق يرى نفسه أسفل بل يكون عروجه وتفوّقه سببا لرؤية تنزّله وتسفّله يصدّق الظّرفاء ذلك أم لا فإن اطّلعوا على سرّه فلعلّهم يصدّقون (فإن قيل) ما سرّ اجتماع هذين المتنافيين وكيف يكون وجود أحد المتنافيين سببا لوجود الآخر.



 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!