موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الدرر المكنونات النفيسة في تعريب المكتوبات الشريفة

للشيخ الإمام الرباني أحمد الفاروقي السرهندي

(225) المكتوب الخامس والعشرون والمائتان إلى الملا طاهر اللاهوري في بيان أن في بداية هذا الطريق يحصل ما يحصل في نهاية سائر الطرق بطريق اندراج النهاية في البداية إلخ

 

 


فإنّ العلم بتفاصيل الأحوال والمقامات ومعرفة حقائق المشاهدات والتّجلّيات وحصول الكشوف والإلهامات وظهور تعبير الواقعات كلّ ذلك من لوازم هذا المقام العالي وبدونها خرط القتاد. غاية ما في الباب أنّ أكابر الطّريقة قدّس الله أسرارهم يجيزون بعض مريديهم بنوع إجازة قبل وصوله إلى مقام المشيخة بملاحظة بعض المصالح ويجوّزون في حقّه تعليم الطّريقة للطّالبين في الجملة ليطّلع على الأحوال والواقعات ويلزم الشّيخ المقتدى به في هذا النّوع من التّجويز أن يأمر ذلك المريد المجاز بالإحتياط وكشف موادّ الغلط بالتّأكيد وإطلاعه على نقصه دائما وإظهار عدم تماميّته وكماله بالمبالغة فإن تساهل الشّيخ في إظهار الحقّ في هذه الصّورة يكون خائنا وإن ساء ذلك المريد يكون مخذولا أما يعلم أنّ رضا الحقّ جلّ وعلا منوط برضا الشّيخ وسخطه تعالى مربوط بسخطه ما هذه المصيبة وأيّ بلاء وقع أما فهموا أنّ الإنقطاع عنّا إلى أين ينجرّ فإن ينقطعوا عنّا إلى من يتّصلون فإن تطرّق إلى خاطره عياذا بالله سبحانه شيء من هذا القسم فقل له من غير توقّف ليتب وليستغفر الله وليلتجئ وليتضرّع إليه سبحانه أن لا يبتليه بهذا الإبتلاء العظيم وأن لا يوقعه في هذا البلاء الخطير لله سبحانه الحمد والمنّة لم يقع غبار في خاطر هذا الجانب مع عدم مبالات الإخوان ذلك واضطراباتهم هذه كلّها. والمرجوّ من ذلك أن يمرّ عواقب الامور بالخير وباقي الأحوال والأوضاع يذكره الأخ الأرشد مولانا محمّد صالح بالتّفصيل وبعض محالّ الإشتباه يتعلّم منه. والسَّلامُ عَلى مَنِ اِتَّبَعَ الْهُدى (١) والتزم متابعة المصطفى عليه وعلى آله أتمّ الصّلوات وأفضل التّسليمات.

(٢٢٥) المكتوب الخامس والعشرون والمائتان إلى الملّا طاهر اللّاهوريّ في بيان أنّ في بداية هذا الطّريق يحصل ما يحصل في نهاية سائر الطّرق بطريق اندراج النّهاية في البداية إلخ

الحمد لله ونصلّي على نبيّه ونسلّم عليه وعلى آله الكرام وصلت المكتوبات الشّريفة متوالية وقد اندرج فيها بيان سعي الطّالبين واجتهادهم في الإشتغال والتذاذهم به واجتماعهم عليه فزادت فرحا على فرح. غاية ما في الباب أنّ هذا الطّريق لمّا كان فيه اندراج النّهاية في البداية صار يقع ويحصل لمبتدئي هذا الطّريق العالي في الإبتداء أحوال شبيهة بأحوال المنتهين بحيث لا يمكن التّمييز والتّفريق بين هذين النّوعين من الأحوال إلّا لعارف له حدّة النّظر فعلى هذا التّقدير لا ينبغي إجازة تعليم الطّريقة لاصحاب تلك الأحوال اعتمادا على حصولها فإنّ ضرر أصحاب الأحوال في هذه الصّورة فوق ضرر مسترشديهم لاحتمال الإمتناع عن التّرقّي بتخيّل البلوغ مرتبة الكمال بل يمكن أن يوقعه حصول الجاه والرّياسة الّذي هو من لوازم مقام الإرشاد في بلاء عظيم فإنّ نفسه الأمّارة باقية على كفرها لم تحصل لها التّزكية بعد مضيّ ما مضى والّذين أجزتهم ينبغي لك أن تفهمهم بالملايمة أنّ هذا النّوع من الإجازة ليس مبنيّا على

__________

(١) الآية: ٤٧ من سورة طه.



 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!