موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الدرر المكنونات النفيسة في تعريب المكتوبات الشريفة

للشيخ الإمام الرباني أحمد الفاروقي السرهندي

الباب السابع: في نصح المنكرين الخاص والعام لحصول حسن الختام فإنما الأعمال بالنيات يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا عسى ربكم أن كفر عنكم سيأتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار يوم لا يخزى الله النبي والذين آمنوا معه نورهم يسعى بين أيد

 

 


ان يوجد الحق تعالى عند السراب الذي ظنه الظمآن ماء ويفقد عند عبد من عباده مشهور بالصلاح مع أن السراب ليس له حقيقة بخلاف الصالح له وجود وحقيقة فأفهم انتهى وقال الشيخ تاج الدين الحنفي في كتابه المشهور بالتاجية الثانية طريقة الرابطة بالشيخ الذي وصل إلى مقام المشاهدة وتحقيق بالتجليات الذاتية فأن رؤيته بمقتضى هم الذين إذا رأوا ذكر الله فينبغي أن تحفظ صورته في الخيال وتتوجه للقلب الصنوبري حتى تحصل الغيبة والفنا عن النفس وإن وقفت عن الترقي فينبغي أن تجعل صورة الشيخ على كتفك الأيمن في خيالك وتعتبر من كتفك إلى قلبك امرا ممتدا وتأتي بالشيخ على ذلك الأمر الممتد وتجعله في قلبك فإنه يرجى لك حصول الغيبة والفنا انتهى، وقال الشيخ ابراهيم ابن عمر الملا الاحساني في رسالته فإن لم تمكنه مصاحبة الشيخ لتعذره ببعده عنه فعليه بإحضاره في خياله ويعتقد أنه في حضرته وصحبته ويتصور نفسه كأنها بين يديه ويحفظ ذلك التصور في خياله ويفنى في وجود الشيخ بكليته ثم يتوجه من وجود الشيخ إلى الله تعالى ويتكلف ذلك ويكرره مرة بعد أخرى إلى أن يشرق النور الإلهي على لطيفته إشراقا يكشف الغطاء عن أسرار المعاني فيكون بالله لا بغيره ولا بنفسه انتهى، والكلام في الرابطة لا نهاية له وفيما ذكرناه كفاية للموقف فتأمل بفهمك وميز علمهم من علمك وانظر هل حصل لك من العلم ما حصل لادناهم وهل وجدت من اليقين ما وجد ادنى من والأهم هيهات هيهات كما لا يستوي ساسة الحمير وأصحاب الملوك كذلك لا يستوي أهل الشهوات واتباع أهل السلوك (أشعار)

هم القوم أن تجهل وأن كنت تعلم ... لقد شهدوا المحبوب والناس

إلى الله فروا بالقلوب ليحصلوا ... لديه فيا بشراهم حين يمموا

لهم همم لما تزل تعتدي بم ... إلى رتب يسمو إليها التقدم

فهم بين سلاك الطريق إلى الحمى ... وبين أخي وجد يشيب وبهرم

وبين أخي سكر وذا والج الغنا ... وبين أخي فكر يغيب ويلجم

وبين أخي صفو وهذا مشرف ... وبين أخي محو وهذا مكرم

وبين أخي سعي وبين أخي هوى ... وبين أخي دهش وها مهيم

وبين أخي شوق وبين متيم ... وبين أخي ذوق ينم وبعظم

فهذا لسب مثل ماذا مدله ... وهذا سليب مثل ما ذاك مغرم

تجاروا إلى محبوبم وتسابقوا ... وقاموا على الأقدام والناس نوم

إذا ذكر المولى تطيش عقولهم ... وذا الطيش أهنى العيش لو كنت تفهم

سواء عليهم أن قدحت وإن مدحتهم ... إنما القوم الأولى في الملاهم

رضوا عنك في الحلين إذ أنت عبد من ... احبوا وكلا يصدر السوء منهم

فأعلم ذلك واياك في الطعن على أهل هذه المسالك فإنه يوقع في المهالك والله يتولى هداك

(الباب السابع) في نصح المنكرين الخاص والعام لحصول حسن الختام فإنما الأعمال بالنيات يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا عسى ربكم أن كفر عنكم سيأتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار يوم لا يخزى الله النبي والذين آمنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم وبإيمانهم يقولون ربنا اتمم لنا نورنا واغفر لنا إنك على كل شيء قدير

واعلم أيها الأخ أن الدين النصيحة وإن من افرض النصائح أن ينصح الإنسان نفسه ولا يدخلها مداخل السوء ولا يلقيها في مهالك الإنكار على أولياء الله فإن كان انكارك عن جهل فيجب عليك التثبيت أولا ومطالعة كتب العلماء المشتملة على سيرهم وإرشادهم وتعبدهم ويحرم عليك انكار مالم تعلم قال الله تعالى ولا تقف ما ليس لك به علم وقد آل الأمر إلى أن الأمور ثلاثة أمر تبين لك رشده فاتبعه وأمر تبين لك غيه فاجتنبه وامر اختلف فيه فأرجعه إلى عالمه هذا وما انكرته غير مختلف في صوابه وإنما عليه

جمهور العلماء العاملين فيا ليت شعري إنكار هذا على الإمام سفيان أم على جنيد سيد الطائفة اتنكر على من لم يعمل إلا بنصوص أهل مذهبه وأهل مذهبك ولم يسلك إلا سبيلهم وقد اوردنا كلامه وارينا كه لتعلمه وهم أكابر العلماء وأهل السياسة والحكماء وأهل السيادة والأدباء وأهل العبادة والنجباء اترى يترك الغزالى والفخر الرازي وأبو الحسن الشاذلي وابن عطاء الله وابن داود والشعراني وابن حجر ونحوهم ويصار إليك ما أظن ذلك ما أرى من يترك قولهم ويأخذ قولك ويدع سيرتهم ويتبع سيرتك إلا معتوها قد ذهبت حجاه أو شقيا متبعا هواه قد اضله الشيطان واغواه وبلغ منه مناه فلا حول ولا قوة إلا بالله الا أخبرك بما آل بك الانكار إليه لقد صد منك إنك قلت ينبغي أن يجعل الله بين عينيه بدل الرابطة فأقول إن كنت تعتقد أن الله شبه شيأ من خلقه الدال عليه قولك بدل الرابطة فأنت مجسم أو انه لا يخلو من كينوننه في شيء أو على شيء فأنت حلولى أو جهوى تعالى الله تعالى عن ذلك علوا كبيرا وإن كنت تقصد إنه سبحانه متره عن المكان وأنه ليس كمثله شيء وإن كل ما خطر بالبال فالله بخلافه فأعلم ان الرابطة يتصرف فيها عاملها ويقررها تارة جالسة وتارة قائمة وتارة مارة وكيف شاء وذلك على الله محال وانك قد أخطأت في التعبير واسأت في التقدير فاين تتريهك لمن ليس كمثله شيء وهو السميع البصير إلا انبئك بما أوصلك الانكار إليه حررت قراطيس ووصت اباليس يصدون المسلمين عن هذا الامر النفيس الذي من لازم المتلبس به التسبيح والتقديس وصلاة الليل وصلاة الضحى واحياء ما بين العشائين والطلوعين مهما أمكن وذكر الله على الدوام والكف عن اكثر الآثام أن لم يكن عن جميعها فأنظر كيف نصحت أمة محمد صلى الله عليه وسلم بإبعاد امته عن سنته يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله ورسوله وتخونوا أماناتكم وانتم تعلمون أفلم يدبروا القول بل جاءهم بالحق بل آتيناهم بذكرهم وإنك لتدعوهم إلى صراط مستقيم أم على قلوب أقفالها. اترى رسول الله صلى الله عليه وسلم يرضى عنك بهذا فليحذر الذين يخالفون عن امره ان تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم هذا تنبيه وتذكرة وما يتذكر إلا من ينيب إلا ادلك على ما هو خير لك من إنكارك الطريقة وأورادها الإنكار على من يرتكب الكبائر المجمع على تحريمها وأنت تراه في بلدك مقبلا ومدبرا وتسمعه بأذنك ليلا ونهارا وإنكار ذلك واجب عليك فأنظر كيف تركت الواجب واشتغلت بما لا يعنيك بل يسوءك ويعيبك إلا ادلك على ما هو أوجب من هذا أيضا أن تأمر اهلك بطاعة الله وترك معاصيه وتعلمهم ما يجب عليهم من أمور دينهم قبل أن يطالبون يوم القيامة فانهم رعيتك وأنت مسئول عنهم فاهمالك أياهم دليل على عدم ديانتك إلى ادلك على ما هو أعم من هذا أن تحجر نفسك عن معاصي الله وتكف جوارحك خصوصا لسانك الذي يكبك في قعر جهنم من كثر كلامه كثر سقطه ومن كثر سقطه كثرت ذنوبه ومن كثرت ذنوبه كانت النار أولى به فكم من فرية حققتها وكم خديعة دققتها وكم غيبة رققتها وكم طعن أشعته وكم زور اذعته وكم عورة كشفتها واذكر يوم تشهد عليهم ألسنتهم ويود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا إلا ادلك على أدق من هذا طهر قلبك من الخديعة والخيانة والغش والحقد والحسد والطمع والرياء والعجب وحب التكاثر والمباهات والفخر والكبر الذي حملك على عدم تسليم الحق لأهله قال في الاحياء من لم يكن له نصيب من هذا العلم أخاف من سوء الخاتمه وادنى النصيب التصديق به وتسليمه والرابطة من جملة مسائل هذا العلم ولكنك نطالع في باب

النزاع وهي ليست فيه إنما هي في جملة الخبر وصلة الموصول والعائد معلوم أذ هو مفهوم المنطوق ومنطوق المفهوم كأنك تطالع في باب الزكاة وقسم الصدقات والوقف ليست هي هنالك إنما هي في باب الطهارة وأركان الصلاة اشرفها الطمأنينة كما أن الحج الوقوف بعرفة ولعلك تطالع في باب الهمزة فصل الجيم وهي في باب الهمزة فصل الددال فدع علم الجدال واسمع هذا المقال العلم علمان علم في القلب فذاك العلم النافع وعلم على اللسان فذاك حجة الله على ابن آدم (شعر)

شكوت إلى وكبع سوء حفظي ... فأرشدني إلى ترك المعاصي

وقال أعلم بأن العلم نور ... وعلم الله لا يؤتي لعاص

ولو أن العلم المراد والمعبر عنه بالنور هو ما حصل لك لكان كثير من أهل الاعتزال أولى به منك فإن منهم من هو أكثر منك علما وأثقب فهما وأسرع تقريرا وانصع تحريرا إنما هي نفس انتقشت فيها بعض الرسوم واشتغلت عن الحي القيوم فاترك الانكار بتّه قد علمنا ما جهلته وعرفنا ما عرفته من بسيط ومهذب ولهما والله زبدة تطلب المعبود وحده وتدع كل مودة شغلت عن ذلك (شعر)

أما والذي قد أوجب النصح إنني ... منحتك محض النصح فاعنمه تهتدي

وكن مستفيدا ما منحتك شاكرا ... صنيعي ولا تكفر جميلي فتعتدي

فإن لأهل الله أعظم حرمة ... متى ينتقصها المرء بالسوء يقصد

فيحيى حياة بالمعاصي مشوبة ... ويسكن في دار المشين في غد

فياويل عبد يدعي الرشد وهو ذا ... يروح ببغض المتقين وبغتدي

ويحتال في ثوب الغواية معجبا ... وهيهات من يرشد عن الغي يبعد

إذا ما رمى أهل العبادة بالقتلى ... وبارز أهل الله بالكلم الردي

فقد حارب المعبود فالله خصمه ... فيلبسه ثوب الشقاء الرد

فبالغرور جر صاحبه إلى ... شرور فحد عنه وقارب وسدد

وقال الحافظ جلال الدين السيوطي في رسالته قمع المعارض هذا ما اخترته من المقالب مما يناسب المقام والتقطته من المظان لهذا النظام تنبيها على مقام الأولياء واشارة إلى علو رتبة الاصفياء وتحذيرا مما تأتيه طائفة الأعبياء الظانون أنهم في عداد الأزكياء القادحون بافهامهم الفاسدة فيما لا يفهمون والخائضون بقلة تقويهم فيما لا يعلمون لا هم وقفوا عند نص القرآن ولا هم امتثلوا ما روى عن سيد ولد عدنان ولا هم عملوا بما قرره أئمة الشأن ولا هم جنحوا إلى طريقة جارية على قانون الحق والعرفان قال الله تعالى فيما روى في الأحاديث القدسية بين حفاظ الشرق والغرب من عاد لى وليا فقد آذنته بالحرب وفي لفظ من آذى وليا فقد استعجل محاربتي واني له بالسلامة وفي حديث مرفوع من عادى أولياء الله فقد بارز الله بالمحاربة رواه أهل الأمانة وفي آخر قدسي من أخاف وليا فقد بارزني بالعداوة وأنا لثائر لأوليائي يوم القيامة وفيما أوحى الله إلى موسى ع م من أهان وليا أو اخافه فقد بارزني بالمحاربة وبارزني وعرض لي نفسه ودعاني إليها وأنا أسرع شيء إلى نصره أوليائي افيظن الذي يحاربني أن يقوم لى أو يظن الذي يعاديني أن يعجزني أو يظن الذي يبارزني أن يسبقني أو يفوتني وكيف وأنا الثائر لهم في الدنيا والأخرة لا أكل نصرتهم إلى غيري أنتهى فقد أوضحنا لك القول المبين وافصحنا عن الحق المستبين فادفع الشك باليقين وراجع أصول هذه النقول وتثبت بما نقول فما بعد العين ما يقال وماذا بعد الحق إلا الضلال فأرحم نفسك واستغفر عما أودعت أمسك واترك أهل الشكوك والظنون قل الله ثم زرهم في خوضهم يلعبون وهذا آخر ما قصدته من المقال العريض المرى المقبول لدى كل مؤمن عن قميص الهوى عرى ومن خبث الباطن برى وأنا المسكين الضعيف حسين الدوسري غفر الله له ما مضى ومن عليه بالرضى



 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!