موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الدرر المكنونات النفيسة في تعريب المكتوبات الشريفة

للشيخ الإمام الرباني أحمد الفاروقي السرهندي

(231) المكتوب الحادي والثلاثون والمائتان إلى المير محمد النعمان في بيان الفرق بين الوصول والحصول وأن مبادي تعينات الأنبياء هل تكون مبادي تعينات الأولياء أم لا والفرق بين ذكر الجهر وغيره من المحدثات حيث يمنع من الأول دون الثاني

 

 


(شعر):

كيف الوصول إلى سعاد دونها ... قلل الجبال ودونهنّ خيوف

والله سبحانه منزّه عن الكيف والمثال وكلّما هو داخل تحت الرّؤية والإدراك والشّهود والمكاشفة فهو غيره سبحانه وهو تعالى وراء الوراء فلا تغترّوا أصلا بجوز هذا الطّريق وموزه مثل الأطفال ولا تتخيّلوا الوصول إلى النّهاية ولا تظهروا الوقائع لشيوخ ناقصين فإنّهم يستكثرون القليل بمقياس وجدانهم ويزعمون البداية نهاية فلا جرم يقع الطّالب المستعدّ في زعم الكمال ويتطرّق الفتور إلى طلبه ينبغي للعاقل طلب شيخ كامل والتماس علاج الأمراض الباطنيّة منه وما لم يلق شيخا كاملا ينبغي نفي تلك الأحوال بحرف لا وإثبات المعبود بالحقّ المنزّه عن الكيف والمثال قال الخواجه بهاء الدّين النّقشبند قدّس سرّه كلّما يكون مرئيّا أو مسموعا أو مدركا فهو غيره تعالى ينبغي نفيه بحقيقة كلمة لا فعليك نفي ما يظهر في الأكثر وهو تعالى وراء الوراء ولا يتخيّل في جانب الإثبات غير التّكلّم بكلمة المستثنى أصلا وهذا هو طريق أكابر هذه الطّريقة. والسَّلامُ عَلى مَنِ اِتَّبَعَ الْهُدى (١) والتزم متابعة المصطفى عليه وعلى آله أتمّ الصّلوات وأكمل التّسليمات.

(٢٣١) المكتوب الحادي والثّلاثون والمائتان إلى المير محمّد النّعمان في بيان الفرق بين الوصول والحصول وأنّ مبادي تعيّنات الأنبياء هل تكون مبادي تعيّنات الأولياء أم لا والفرق بين ذكر الجهر وغيره من المحدثات حيث يمنع من الأوّل دون الثّاني

نحمده ونصلّي ونسلّم على نبيّه وعلى آله الكرام وصل المكتوبان الشّريفان متعاقبان المكتوب الأوّل وإن كان منبئا عن الحزن والاضطراب ولكنّ المكتوب الثّاني كان في غاية الملايمة ومشعرا بالشّوق والحرارة (أيّها المحبّ) إنّ المير سعد الدّين لمّا أراد السّفر طلب الكتاب وكنت حينئذ مريضا ومنقبضا على حدّ ما كنت أقدر على الكتابة بخطّي فأمرت يار محمّد القديم بتحرير الكتاب قائلا إنّه إذا اندرج فيه كلمة غير ملايمة وقت المرض أكون معذورا مع أنّه لا ينبغي الإنحراف وتخريب المعاملة بشيء يسير لا قدّر الله سبحانه وقوع الأذيّة بيننا وأن أكتب شيئا بقصد الأذيّة والإعراض فإن حرّر شيء بإرادة النّصيحة ينبغي أن تفرح به وقد جعلني مكتوبك الثّاني مسرورا محظوظا الحرارة لازمة في كلّ أمر يعني الحزم وليكن الكسل والعجز نصيب الأعداء (وكتبتم) أنّه لا يمكن فهم الفرق بين الحصول والوصول.

__________

(١) الآية: ٤٧ من سورة طه.



 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!