موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الدرر المكنونات النفيسة في تعريب المكتوبات الشريفة

للشيخ الإمام الرباني أحمد الفاروقي السرهندي

(232) المكتوب الثاني والثلاثون والمائتان إلى خان خانان في بيان حقيقة الدنيا وقبح زخرفاتها الردية وعلاج إزالة محبة تلك الدنية وما يناسب ذلك

 

 


(أيّها الأخ) إنّ الحصول متصوّر مع وجود البعد والوصول متعذّر يعني معه الا ترى أنّ العنقاء نتصوّره بصورته المخصوصة به فيمكن أن نقول إنّ العنقاء حاصل في مدركتنا يعني بوجوده الذّهنيّ وأمّا الوصول إلى العنقاء فليس ذلك بمتحقّق أصلا لأنّ الظّلّيّة الّتي هي عبارة ظهور شيء في مرتبة ثانية ليست بمنافية لحصول ذلك الشّيء وأمّا الوصول إلى ذلك الشّيء فهو لا يجتمع مع الظّلّيّة فافترقا (وسئلت) أيضا أنّ الأسماء الّتي هي مبادي تعيّنات الأنبياء عليهم السّلام هل تكون تلك الأسماء بعينها مبادى تعيّنات الأولياء أم لا فإن كانت فما الفرق بينهما؟

(أيّها الأخ) المعزّز إنّ مبادي تعيّنات الأنبياء عليهم الصّلاة والسّلام هي كلّيّات الأسماء ومبادي تعيّنات الأولياء جزئيّاتها المندرجة تحت تلك الكلّيّات والمراد بجزئيّات الأسماء نفس تلك الأسماء المأخوذة بقيد من القيود كالإرادة المطلقة والإرادة المقيّدة بالشّيء وإذا وقع التّرقّي للأولياء بواسطة متابعة الأنبياء عليهم السّلام يرتفع القيد المذكور ويلتحق المقيّد بالمطلق وقد ذكرت هذا الفرق في بعض المكاتيب بالتّفصيل فليراجع إليه وليلاحظ فيه (وسئلت أيضا) أنّه ما سبب المنع عن ذكر الجهر بعلّة البدعة مع أنّه مورّث للذّوق والشّوق ولم لا يمنع من أمور أخرى لم تكن في زمن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم مثل لبس الفرجيّ والشّال والسّراويل؟

(أيّها المخدوم) إنّ فعله صلّى الله عليه وسلّم على نوعين فعل على سبيل العبادة وفعل على طريق العرف والعادة فالفعل الّذي صدر عنه على سبيل العبادة نعتقد خلافه بدعة منكرة ونبالغ في المنع عنه لكونه إحداثا في الدّين وهو مردود والفعل الّذي صدر عنه صلّى الله عليه وسلّم على طريق العرف والعادة لا نعتقد خلافه بدعة منكرة ولا نبالغ في المنع عنه لعدم تعلّقه بالدّين بل وجوده وعدمه مبنيّان على العرف والعادة لا على الدّين والملّة فإنّ عرف بعض البلاد على خلاف عرف بعض بلاد أخرى وكذلك يقع التّفاوت في العرف في بلدة واحدة بحسب تفاوت الأزمنة ومع ذلك إذا روعيت السّنّة العادية تكون مثمرة للنّتائج ومنتجة للسّعادات ثبّتنا الله سبحانه وإيّاكم على متابعة سيّد المرسلين عليه وعليهم وعلى تابعي كلّ من الصّلوات أفضلها ومن التّسليمات أكملها والسّلام.

(٢٣٢) المكتوب الثّاني والثّلاثون والمائتان إلى خان خانان في بيان حقيقة الدّنيا وقبح زخرفاتها الرّديّة وعلاج إزالة محبّة تلك الدّنيّة وما يناسب ذلك

جعل الحقّ سبحانه وتعالى حقيقة الدّنيا الدّنيّة وقبح مزخرفاتها ومموّهاتها الرّديّة منكشفة في نظر البصيرة وأجلى حسن الآخرة وجمالها مع طراوة الجنّات وأنهارها ومع زيادة لقاء ربّ العالمين جلّ سلطانه فيها بحرمة سيّد المرسلين عليه وعلى آله من الصّلوات أفضلها ومن التّسليمات أكملها حتّى



 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!