موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الدرر المكنونات النفيسة في تعريب المكتوبات الشريفة

للشيخ الإمام الرباني أحمد الفاروقي السرهندي

للشاذنى قدس سره

 

 


الصحبة وحفظ شرائطها وآدابها ظاهرا وباطنا فإن ترك ادبا من تلك الآداب بعد عن قلوبهم وسقط عن اعينهم فلا يبقى له تلك الحالة التي فاضت على قلبه بواسطتهم لانتهاء الرابطة بينه وبينهم.

ورأينا كثيرا من الناس حصل لهم التأثير التام من صحبة هذه الطائفة فما قدروا على رعاية الآداب فزال الذوق المذكور (شعر)

عناية أهل الله لو لا تواتر ... على الخلق لا سودت صحائفهم وزرا

ولكنهم أهل لكل جميلة ... فيعفون عنا ما نقول لهم عذرا

جعلنا الله ممن سبقت لهم العناية فلا تضرهم كثرة الجرم والجناية ووفقنا لقبول الصدق من قائله ودر الحق إلى رسائله ذوقنا رحيق التحقيق من كؤس التوفيق فلا نشرد عن كلام أهل الله بل نستقبله بالصدق والتصديق فطوبى لمن كان قابليته قابلة لقبول الهداية مثل الصديق فينفق الله ما عنده من المال ولا يخشى من ذى العرش الفاقة والأقلال وروى أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أمر بانفاق الأموال انفق ابو بكر رضي الله عنه جميع ماله فجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه كساء مربوط طرفاه بشوكة النخل فسأله النبي ع م ما إدخرت لعيالك قال الله ورسوله ثم اتى جبريل في زي الصديق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال أن الله أمر أهل السموات كلها أن يوافقوا ابا بكر في زيه كرامة له اللهم وفقنا وسائر المسلمين لموافقته والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين ثم الحمد لله على الا تمام والصلاة والسلام الكملان على خبر الأنام وآله وصحبه البررة الكرام (تمت الفقرات)

(للشاذنى قدس سره)

اللهم اعلني على فرش أمنك بمنك واحرسني بحارس حفظك وصونك وردني برداء الهيبة واجلسني على سرير العظمة وتوجني بتاج البهاء وانشر على لواء العز واملأ باطني خشية ورحمة وظاهرى عظمة وهيبة ومكني ناصية ناصية كل جبار عنيد وشيطان مريد واعصمني وايدني في القول والعمل برحمتك يا ارحم الراحمن وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم من قال بقلبه ولسانه دستور يا أصحاب الوقت اردس واوعظ بحكم النيابة عنكم أمن عن ارتحاج الكلام عليه في ذلك المجلس وامدوه كلهم بالعلوم والمعارف شعر أو لم يشعر، قصيدة للشيخ ناصر الدين المشهور بابن بنت الميلق رحمه الله تعالى

(بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)

من ذاق طعم شراب القوم يدريه ... ومن دراه غدا بالروح يشريه

ولو تعوض أرواح جاد بها ... في كل طرفة عين لا يساويه

وقطرة منه تكفي الخلق لو طعموا ... فيشطحوا على الأكوان بالتيه

وذو الصبابة لو يسقى على عدد ... الأنفاس والكون كأسا ليس يرويه

يروى ويظمأ ما ينفعك شاربه ... يصحو ويسكر والمحبوب يسقيه

في ريه ظمأ والصحو يسكره ... والوجد يظهره طورًا ويخفيه

يبدو له السر من آفاق وجهته ... وليس الإله منه تبديه

له الشهادة غيب والغيوب له ... شهادة والفناء المحض يبقيه

له لدى الجمع فرق يستضيء به ... كالجمع في فرقة مازال يلقيه

يدنو ويعلو ويرنو وهو مصطلح ... في الحالتين بتميز وتوليه

له الوجودات أضحت طوع قدرته ... وما يشاء من الأطوار يأتيه

للقوم سر مع المحبوب ليس له ... حد وليس سوى المحبوب يحصيه

به تصرفهم في الكائنات فما ... يشاء شاؤا وما شاؤه يقضيه

إن كنت تعجب من هذا فلا عجب ... لله في الكون أسرار ترى فيه

لا شيء في الكون إلا هو ذو أثر ... فما المؤثر غير الله قاضيه

ليس التضادد مناعا لقدرته ... من حيث تأتي تعاليه

وإنما من وجوه الحادثات له ... تمنع في محل الظل يحويه

وللفقير [ص: ٥٥٧] وجوه ليس يحصرها ... عدو كل وجود فهو واديه

لو كنت تدري وجود العبد كنت ترى ... فيه الكمال كما النقصان تنفيه

والعبد هذا هو الحر الذي حصلت ... له الخلافة جل الله معطيه

أوصافه ظهرت من وصف مبدعه ... وكل مظهره يبدى نجليه

إذا رؤى ذكر المولى برؤيته ... وفاز بالسعد والتقريب رائيه

عبد عليه سمات العز لائحة ... وخلعة العز والتحكيم عاليه

إن كنت تقصد أن تحظى بصحبته ... فاسلك على سنن طابت مساعيه

أخلص ودادك صدقا في محبته ... وألزم ثرى بابه وأعكف بناديه

واستغرق العمر في آداب صحبته ... وحصل الدر والياقوت من فيه

وابذل فؤادا في أوامره ... إلى الوفاق وبادر في مراضيه

واحذر بجهدك أن تأتي ولو خطأ ... مالا يحب وباعد عن مناهيه

وكن محب محبيه وناصرهم ... وألزم عداوة من أضحى يعاديه

والعلم يقينا أن الله ناصره ... إن لم يكن ناصر فالله يكفيه

وانزل الشيخ في أعلى منازله ... واجعله قبلة تعظيم وتنزيه

ولست تفعل هذا ا ظننت به ... نقصا ولا خللا فيما يعانيه

واترك مرادك واستسلم له أبدا ... وكن كميت تحلى في أياديه

اعدم وجودك لا تشهد له أثرا ... ودعه يهدمه طورا ويبنيه

متى رأيتك شيئا كنت محتجبا ... برؤية الشيء عما أنت ناويه

ولا ترى أبدا عنه غنى فمتى ... رأيت عنه غنى يخشى تناسيه

إن اعتقادك ان لم تأت غايته ... فيه فيوشك إن تخفى مباديه

وغاية الأمر فيه أن تراه على ... نهج الكمال وان الله هاديه

ومن امارة هذا إن تؤول ما ... عليك أشكل إظهار لخافيه

والمرء إن يعتقد شيئًا وليس كما ... يظنه لم يخب فالله معطيه

وليس ينفع قطب الوقت ذا خلل ... في الاعتقاد ولا من لا يواليه

ونظرة منه إن صحت إليه على ... سبيل ود بإذن الله تغنيه

والناس عبدان مجذوب وسالك ما ... دعا إليه بتعليم وتنبيه

والجذب أخذة عبد بغتة بيدي ... عناية نحو أمر ليس ينويه

هو المراد ومخطوب العناية لا ... يحس كلفة تكليف تلاقيه

طور أيرد عليه الحسن تكملة ... له فيقصد ما قد كان ناويه

تراه يعبد لا يلوى على شغل ... سوى العبادة يستحلى تفانيه

وقد يغيب عن الإحساس مختطفا ... وذو العناية حفظ الحق يحميه

وترى الحقائق تبدو منه في نسق ... مع الكشوف لأن الله يلقيه

وذو السلوك تراه في بدايته ... بجاهد النفس ذا رعى لباقيه

يمشي على نهج أهل الصدق ملتزما ... شروطهم خائفا مما يرجيه

كم من مريد قضى ما نال بغيته ... حق القضاء عليه في تقاضيه

وكم من مريد وليّ من بعد عزمه ... يهوى به الحظ في أهوى مهاويه

والجذب إن جاء من بعد السلوك له ... فضل على الجب مما السعي تاليه

فالجذب هذا الذي التفضيل فيه هو ... الجذب الذي ظهرت حسا بواديه

وفي الحقيقة لولا الجذب ما سلكت ... طريق حق ولا رئيت مرائيه

أولا العناية والتخصيص قد سبقا ... في دعوة العبد ما قامت دعاويه

إن المريد مراد والمحب هو الـ ... محبوب فأستمل هذا من أماليه

إن كان يرضاك عبدا أنت تعبده ... وان دعاك مع التمكين تأتيه

ويفتح الباب إكراما على عجل ... ويرفع الحجب كشفا عن تدانيه

وثم تعرف ما قد كنت تجهله ... مما عن الحصر قد جلت معانيه

وترتوي من شراب الأنس صافية ... يا سعد من يأت مملوء بصافيه

وصل يا رب ما غنت مطوقة ... على النبي صلاة منك ترضيه

...



 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!