موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الدرر المكنونات النفيسة في تعريب المكتوبات الشريفة

للشيخ الإمام الرباني أحمد الفاروقي السرهندي

(284) المكتوب الرابع والثمانون والمائتان إلى الملا عبد القادر الأنبالي في بيان أن الأحوال المواجيد نصيب عالم الأمر والعلم بالأحوال نصيب عالم الخلق وهذه المعرفة من المعارف السابقة وحقيقة المعاملة هي التي حررت في مكتوب صدر للمخدوم الأكبر عليه ا

 

 


رضي الله عنه الّذي يدخل الجنّة بعد خمسمائة سنة من فقراء الأصحاب رضوان الله عليهم أجمعين رآه قد دخل الجنّة بعد مضيّ تلك المدّة، وسأله عن سرّ توقّفه.

فالرّؤية الواقعة في ذلك الموطن تكون داخلة في الرّؤية الاخرويّة فلا تكون منافية للإجماع على عدم وقوعها. وإطلاق الرّؤية الدّنيويّة عليها محمول على التّجوّز ومبنيّ على الظّاهر والله سبحانه أعلم بحقائق الامور كلّها.

(٢٨٤) المكتوب الرّابع والثّمانون والمائتان إلى الملّا عبد القادر الأنباليّ في بيان أنّ الأحوال المواجيد نصيب عالم الأمر والعلم بالأحوال نصيب عالم الخلق وهذه المعرفة من المعارف السّابقة وحقيقة المعاملة هي الّتي حرّرت في مكتوب صدر للمخدوم الأكبر عليه الرّحمة في بيان الطّريق

اعلم أنّ الإنسان مركّب من عالم الخلق الّذي هو ظاهره وعالم الأمر الّذي هو باطنه فالأحوال والمواجيد والمشاهدات والتّجلّيات الّتي تظهر في الإبتداء والوسط نصيب عالم الأمر الّذي هو باطن الإنسان وكذلك الحيرة والجهالة والعجز واليأس الّتي تحصل في الإنتهاء أيضا نصيب عالم الأمر الّذي هو باطن الإنسان وللظّاهر بحكم، (ع) وللأرض من كأس الكرام نصيب * أيضا نصيب من تلك المعاملة عند وجود القوّة فيه وإن لم يكن له ثبات واستقامة ولكن يكتسب نوعا من الإنصباغ والأمر الّذي يتعلّق بالظّاهر بالأصالة هو العلم بتلك الأحوال فإنّ الباطن له حصول الأحوال لا العلم بها فإن لم يكن الظّاهر لما يفتح طريق العلم والتّمييز. وظهور الصّور المثاليّة ومعارج المقامات إنّما هو لإدراك الظّاهر فالحال للباطن والعلم بالحال للظّاهر فعلم من هذا البيان أنّ الأولياء الّذين هم أصحاب العلم والّذين لا نصيب لهم من العلم يعني بالأحوال لا فرق بينهم في نفس حصول الأحوال فإن كان الفرق فإنّما هو من جهة العلم بتلك الأحوال وعدم العلم بها كما إذا طرأت على شخص مثلا حالة الجوع وشوّشت أحواله وهو يعلم أنّ هذه الحالة يسمّونها جوعا وشخص آخر طرأ عليه تلك الحالة أيضا ولكنّه لا يعلم أنّ هذه الحالة معبّر عنها بالجوع فكلّ من هذين الشّخصين مساو للآخر في نفس تلك الحالة ولا فرق الّا بحسب العلم وعدم العلم. ينبغي أن يعلم أنّ الجماعة الّذين لا علم لهم بالأحوال على قسمين فطائفة منهم ليس لهم علم بنفس حصول الأحوال ولا وقوف لهم على تلويناتها أصلا. وطائفة أخرى منهم لهم خبر عن تلوينات الأحوال ولكنّهم لا يقدرون على تشخيص الأحوال وهذه الطّائفة داخلون في أرباب العلم وإن لم يقدروا على تشخيص الأحوال ومستحقّون للمشيخة وتشخيص الأحوال ليس هو وظيفة كلّ شيخ بل تظهر هذه الدّولة

__________

= ابن عمر بسند ضعيف اهـ. من شرح الاحياء اختصارا وقد ناقش المخرجان هنا فيما لم يذكره الامام واطالا الكلام (القزاني رحمة الله عليه)



 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!