موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الدرر المكنونات النفيسة في تعريب المكتوبات الشريفة

للشيخ الإمام الرباني أحمد الفاروقي السرهندي

العريضة الاولى من العرائض التي كتبها المخدوم زاده الأعظم عليه الرحمة والغفران

 

 


(بقيّة المرام) أنّ بعض الأصحاب الموجودين هناك قد كتب مكرّرا أنّ المير قليل الإلتفات إلى أحوال الطّالبين في هذه الأيّام ومشغول بالعمارة ويصرف مبلغ الفتوح في خرج العمارة ويبقى الفقراء محرومين، وكتبوا هذه المقدّمات على نهج يفهم منه شائبة الإعتراض وتفوح رائحة الإنكار.

فليعلموا: أنّ إنكار هذه الطّائفة سمّ قاتل، والإعتراض على أفعال هؤلاء الأكابر وأقوالهم سمّ الأفعى يؤدّي إلى الموت الأبديّ، ويفضي إلى الهلاك السّرمديّ، فكيف إذا كان هذا الإنكار والإعتراض راجعا إلى الشّيخ وكان سببا لإيذائه، ومنكر هذه الطّائفة محروم من بركاتهم والمعترض عليهم خائب وخاسر في جميع الأوقات، وما لم يكن جميع حركات الشّيخ وسكناته مستحسنة في نظر المريد لا ينال نصيبا من كمالاته، فإن نال يكون استدراجا ويكون عاقبته هلاكا وبوارا وفضيحة ودمارا، فإن وجد المريد في نفسه مجال الإعتراض على الشّيخ مقدار شعرة مع وجود كمال محبّته وإخلاصه له فليتيقّن أنّ ذلك ليس الّا خيبته وخسارته وحرمانه من كمالات الشّيخ أو رذالته، فإنّ خطر في قلب المريد فرضا شبهة في فعل من أفعال الشّيخ ولم تندفع بالدّفع فليستفسره عنه على نهج يكون خاليا عن شائبة الإعتراض ومبرّأ عن مظنّة الإنكار،

وحيث كان المحقّ والمبطل ممتزجان وملتبسان في هذا الزّمان فلو ظهر من الشّيخ أمر مخالف للشّريعة أحيانا ينبغي للمريدين أن لا يقلّدوه فيه بل يطلبون له محملا بحسن الظّنّ مهما أمكن، ويبتغون وجه صحّته، فإن لم يظهر وجه الصّحّة ينبغي أن يلتجئوا ويتضرّعوا إلى الحقّ سبحانه في دفع هذا الإبتلاء عنهم، ويطلبوا منه تعالى سلامة الشّيخ وعافيته بالبكاء والإبتهال،

فإن عرض للمريد شبهة في حقّ الشّيخ لإرتكابه الأمر المباح لا تعتبر تلك الشّبهة ولا يعبأ بها فإنّه إذا لم يمنع مالك الامور جلّ سلطانه عن إتيان المباح ولم يعترض على فاعله كيف يسوغ لغيره سبحانه أن يعترض عليه من قبل نفسه، وكم من مواضع يكون فيه ترك الأولى أولى من إتيانه، وقد ورد في الحديث: «انّ الله تعالى يحبّ أن تؤتى رخصه كما يحبّ أن تؤتى عزائمه»،

وحيث كان في الشّيخ المير قبض مفرط كيف يسوغ الإعتراض عليه ان لم يلتفت إلى أحوال المريد ولم يشتغل بهم، وطلب تسلية من بعض الامور المباحة، وكان عبد الله الإصطخريّ يذهب إلى الصّحراء مع كلاب الصّيد لتسلية نفسه، وبعض المشايخ كانوا يطلبون تسلّيهم في السّماع وأصوات النّغمة، والسَّلامُ عَلى مَنِ اِتَّبَعَ الْهُدى والتزم متابعة المصطفى عليه وعلى آله أتمّ الصّلوات وأكمل التّسليمات.

العريضة الاولى من العرائض الّتي كتبها المخدوم زاده الأعظم عليه الرّحمة والغفران



 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!