موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الدرر المكنونات النفيسة في تعريب المكتوبات الشريفة

للشيخ الإمام الرباني أحمد الفاروقي السرهندي

(4) المكتوب الرابع إلى المير محمد نعمان في بيان أن علم اليقين وعين اليقين وحق اليقين التي قررها بعض الصوفية شطران في الحقيقة من أقسام علم اليقين الثلاثة والقسم الثالث منه لم يحصل بعد فضلا عن الوصول إلى عين اليقين وبيان أن صاحب هذ

 

 


(٤) المكتوب الرّابع إلى المير محمّد نعمان في بيان أنّ علم اليقين (١) وعين اليقين (٢) وحقّ اليقين (٣) الّتي قرّرها بعض الصّوفيّة شطران في الحقيقة من أقسام علم اليقين الثلاثة والقسم الثالث منه لم يحصل بعد فضلا عن الوصول إلى عين اليقين وبيان أنّ صاحب هذه العلوم مجدّد الالف الثاني

الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى قد مضت مدّة وليس لنا اطّلاع على أحوالكم المحمودة المآل المسئول من الله سبحانه سلامتكم واستقامتكم (اعلم) أنّ علم اليقين عبارة عن شئون آيات تفيد اليقين العلميّ وهذا الشّهود في الحقيقة استدلال بالاثر على المؤثّر فكلّ ما يرى ويشاهد من الظّهورات والتّجلّيات في مرايا الآفاق والانفس من قبيل الإستدلال بالاثر على المؤثّر وإن سمّوا تلك التّجلّيات تجلّيات ذاتيّة وقالوا لتلك الظّهورات “ ظهورات لا كيفيّة ” فإنّ ظهور شيء في المرآة حصول أثر من آثاره لا حصول عين ذلك الشّيء فلا يكون قدم السّير الآفاقيّ والأنفسيّ خارجا عن دائرة علم اليقين بالتّمام ولا يكون له نصيب غير الإستدلال بالاثر على المؤثّر قال الله تبارك وتعالى سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ وفِي أَنْفُسِهِمْ حَتّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ (٤) واعتقد بعضهم أنّ السّير الآفاقيّ من علم اليقين وأثبتوا عين اليقين وحقّ اليقين في السّير الأنفسيّ ولم يقولوا بسير في خارج الانفس [ع] وللنّاس فيما يعشقون مذاهب * (واعلم) أنّ الحقّ سبحانه أقرب إلى العبد من العبد نفسه فمن العبد إلى الحقّ سبحانه سير آخر في جانب الاقربيّة والوصول منوط بقطعه وهذا السّير الثالث أيضا مثبت لعلم اليقين في الحقيقة فإنّه وإن كان خارجا عن دائرة الظّلّيّة ولكنّه ليس بمبرّإ من شائبة الظّلّيّة فإنّ أسماء الواجب وصفاته سبحانه ظلال حضرة الذّات في الحقيقة - تعالت وتقدّست - وكلّ موضع فيه شوب الظّلّيّة داخل في الآثار والآيات فهم خصّصوا بعلم اليقين سيرا واحدا من سيره الثلاثة وجعلوا سيره الثاني محصّلا لعين اليقين وحقّ اليقين ولم يحرّكوا شفاههم بالسّير الثالث أصلا حتّى يتمّ به دائرة علم اليقين وأين بعد عين اليقين وحقّ اليقين [ع]

__________

(١) علم اليقين: هو مما أعطاه الدليل الذي لا يقبل الشبهة فيكون له استقرار في النفس من غير مزاحمة نقيضه / ولذلك أضيف إلى اليقين الذي هو الإستقرار إذ ليس لكل علم وعين وحق إستقرار. الكاشاني: رشح الزلال: ٩٠.

(٢) عين اليقين: هو ما أعطته المشاهدة وهي رؤية ذوات الأشياء وحقائقها بالحق والكشف وهو تحقيق خواصها وأحكامها ولوازمها الباطنة والظاهرة ن والتابعة والمتبوعة بالحق أيضا. الكاشاني: رشح الزلال: ٩٠.

(٣) حق اليقين: هو ما حصل من العلم بما اريد له ذلك المشهود من الخصوصيات والأحكام والحكم فمن سمع خبرا أو بلغ ذلك له حد التواتر علمه علم اليقين ومن رأى ذلك عيانا، فوجد الخبر قد طابق العيان وأفاده علما ذوقيا لم يكن عنده علمه عين اليقين ومن انتهى في عيانه إلى أحاط بما أريد به ذلك المشهود علمه حق اليقين. الكاشاني: رشح الزلال: ٩١.

(٤) فصلت: ٥٣.

وقس من حال بستاني ربيعي * وماذا أقول من عين اليقين وحقّ اليقين ومن يفهمه إن قلت ومن يدرك؟! فإنّ هذه المعارف خارجة من حيطة الولاية وأرباب الولاية عاجزون عن إدراكها مثل علماء الظّاهر وقاصرون في دركها. وهذه العلوم مقتبسة من مشكاة أنوار النّبوّة - على صاحبها الصّلاة والسّلام والتّحيّة - حصلت لها النّضارة بعد تجدّد الالف الثاني وظهرت بالطراوة وصاحب هذه العلوم والمعارف مجدّد هذا الالف كما لا يخفى على النّاظرين في علومه ومعارفه الّتي تتعلّق بالذّات والصّفات والافعال وتتلبّس بالأحوال (١) والمواجيد (٢) والتّجلّيات والظّهورات فيعلمون أنّ هذه المعارف والعلوم وراء علوم العلماء ووراء معارف الأولياء بل علوم هؤلاء بالنّسبة إلى تلك العلوم قشر وتلك المعارف لبّ ذلك القشر والله سبحانه الهادي. (واعلم) أنّه قد مرّ على رأس كلّ مائة مجدّد ومضى ولكنّ مجدّد المائة ليس كمجدّد الالف بل الفرق بين مجدّد المائة ومجدّد الالف كالفرق بين المائة والألف بل أزيد منه والمجدّد هو الذي بتوسّطه يرد على الامّة في تلك المدّة ما يرد من الفيوض وإن كانوا أقطاب (٣) ذلك الوقت وأوتاده (٤) وأبداله (٥) ونجباءه (٦). (شعر)

__________

(١) الحال: هو ما يرد على القلب الآخذ في السير إلى الله تعالى من غير تعمد ولا إجتلاب. الكاشاني: رشح الزلال: ٤٩

(٢) الوجد: هو ما يصادف القلب من الأحوال المعنية أى من الأحوال التي تأخذه عن شهود نفسه وعن شهود الحاضرين وما يلاقيه من الكون ويفجأ القلب بالوصف المذكور وهو وجد صحيح وعلامة صحته أن تعقبه فائدة ومزيد علم ذوقي. الكاشاني: رشح الزلال: ٧٤

(٣) الأقطاب: جمع قطب والمراد به عند الصوفية: الواحد الذي هو موضع نظر الله تعالى من العالم في كل زمان وهو على قلب إسرافيل عليه السلام. الكاشاني: معجم إصطلاحات الصوفية: ١٦٢.

(٤) الأوتاد: المراد بهم عند الصوفية أربعة رجال من إلزام القطب وأركان دولته في ولاية التدبير، منازلهم على منازل الأربعة أركان من العالم شرقا وغربا وشمالا وجنوبا، مقام كل واحد منهم مقام تلك الجهة بمعنى أن يكون كل رجل منهم مورد الفيض الوارد من عندية الحق إلى عندية الغوث اللائق بتلك الجهة، والوافي لما فيها من أصناف الخلائق لا بمعنى أن يكون كل منهم بنفسه في جهة تعينت له بالمناسبة الإلهية والروحانية والطبيعية وتوزيع هذه الأقسام من أركان الكعبة فإنها مطمح قرار القطب. وإن تشرف أو تقرب فإنها اسم جامع مستند إلى اسم الله والكعبة قلب الأرض والقطب قلب الكون فجمع القلب بين القلبين بالنسبة الذاتية. الكاشاني: رشح الزلال: ٦٣.

(٥) النجباء: المراد بهم عند الصوفية أربعون مشتغلون بحمل أثقال الخلق. أثقالهم ما تنشأ من فوقية الحق من التجليات الذاتية القهرية أو من شبح الطبيعة الغاسقة من المشقات الملمة الميسرة وهي من حيث الجملة: كل حادث لا تفي القوة البشرية بحمله، وحمله عنهم تلقيهم إياه بسريانهم ونفوذهم في قابلياتهم بقوة تجردهم وتروحنهم فإن الأرواح في باطن محل التدبير يتعاضد بعضها في حمل الأثقال في البعض تعاضد الأجساد في ظاهره وذلك لتوفيتهم حق الفتوة واختصاصهم بموفور الشفقة والرحمة النظرية فلا يتفرقون إلا في حق العز إذ لا مزيد لهم في ترقياتهم إلا من هذا الباب.، ولما اقتضى حمل الأثقال كمال القوة، اختصت جملتها بشعر وعدد وكمال قوتهم الموهوبة وذلك أربعون فإنه مستوى قوة العز. الكاشاني: رشح الزلال: ٦٦.

(٦) الأبدال: المراد بهم عند الصوفية: سبعة رجال من القطب من سافر منهم من موضع أي موضع كان وترك جسدا على صورته حيا بحياته ظاهرا بأعمال أصله بحيث لا يعرف أحد أنه فقد. الكاشاني: رشح الزلال: ٦٤.



 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!