موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الدرر المكنونات النفيسة في تعريب المكتوبات الشريفة

للشيخ الإمام الرباني أحمد الفاروقي السرهندي

(5) المكتوب الخامس إلى المير شمس الدين علي الخلخاني في بيان أن لصفات الحق سبحانه اعتبارين الاول: حصولها في أنفسها والثاني: قيامها بذات الحق سبحانه وكلا الإعتبارين متميزان في الخارج

 

 


ليس على الله بمستنكر * أن يجمع العالم في واحد

والسّلام على من اتّبع الهدى والتزم متابعة المصطفى عليه وعلى آله الصّلوات والتّسليمات العلى وعلى جميع اخوانه من الانبياء والمرسلين وملائكة المقرّبين وعباد الله الصّالحين اجمعين.

(٥) المكتوب الخامس إلى المير شمس الدين عليّ الخلخانيّ في بيان أنّ لصفات الحقّ سبحانه اعتبارين الاوّل: حصولها في أنفسها والثاني: قيامها بذات الحقّ سبحانه وكلا الإعتبارين متميّزان في الخارج

الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى (أيّها المخدوم) إنّ لصفات الواجب الّتي هي موجودة وقائمة بذاته تعالى اعتبارين: الاعتبار الاوّل ثبوتها في حدّ ذاتها والاعتبار الثاني قيامها بذات الواجب تعالى وتقدّس. ولها بالاعتبار الاوّل مناسبة بالعالم وبه صارت مبادي التعيّنات وبالاعتبار الثاني مستغنية عن العالم ليس لها توجّه إلى العالم وما فيه أصلا. وأيضا إنّها بالاعتبار الاوّل ترى في النّظر الكشفيّ منفكة عن الذّات تعالت وتقدّست ونثبت الذّات ورائها. وبالاعتبار الثاني ليس كذلك بل لا يتصوّر الإنفكاك وأيضا أنّها بالاعتبار الاوّل حجب للذّات وبالاعتبار الثاني الإحتجاب (١) مرتفع كالبياض القائم بالثّوب فإنّه ليس بحجاب للثّوب غاية ما في الباب أنّ البياض بكلا الإعتبارين - أعني حصوله في نفسه وقيامه بالثّوب - ليس بحجاب لذات الثوب فإنّه وإن كان المحسوس هو ذلك البياض ولكنّ الحجابيّة مرتفعة بخلاف صفات الواجب تعالى وتقدّس فإنّها بالاعتبار الاوّل حاجبة وبالاعتبار الثاني غير حاجبة وإيّاك وتخيّل فرق ما بين الإعتبارين شيئا يسيرا فإنّ هذا الفقير مع وجود جذب (٢) قوىّ وسرعة سير قطع ما بين هذين الإعتبارين قريبا من خمس عشرة سنة ولم يهتد العلماء المتقدّمون إلى فرق ما بين هذين الإعتبارين وقالوا إنّ حصول العرض في نفسه هو عين حصوله القياميّ في الجوهر (٣) وبعض العلماء

__________

(١) الحجاب: يعني إنطباع الصور الكونية في القلب المانعة لقبول تجلي الحقائق. الكاشاني: المعجم ٨١. الرشح: ١٣٦.

(٢) الجذب: يعني تقريب العبد بمقتضى العناية الإلهية المهيئة له كل ما يحتاج إليه في طي المنازل إلى الحق بلا كلفة وسعى منه. الكاشاني: المعجم: ٦٥.

(٣) الجوهر: ماهية إذا وجدت في الأعيان كانت لا في موضوع وهو مختصر في خمسة: هيولي وصورة وجسم ونفس وعقل لأنه إما أن يكون مجردا أو غير مجرد فالأول - أي المجرد: إما أن يتعلق بالبدن تعلق التدبير والتصرف أو لا يتعلقو الأول - أي ما يتعلق: العقل والثاني - أي ما لا يتعلق: النفس. والثاني: وهو أن يكون غير مجرد إما أن يكون غير مجرد وإما أن يكون مركبا أولا فالمركب: هو الجسم وغير المركب: إما حال وإما محل فالحال ك هي الصورة والحل: هو الهيولي.

وهذه تسمى الحقيقة الجوهرية في اصطلاح أهل الله. الجرجاني: التعريفات: ١٠٨، ١٠٩.



 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!