موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الدرر المكنونات النفيسة في تعريب المكتوبات الشريفة

للشيخ الإمام الرباني أحمد الفاروقي السرهندي

(5) المكتوب الخامس في تفويض الخواجه برهان الذي هو واحد من المخلصين مع بيان بعض أحواله كتبه إلى شيخه المعظم

 

 


وحقائق جماعة محمّديّى المشرب قابليّات الذّات للاعتبار العلميّ الّذي يتعلّق ببعض تلك الكمالات. والقابليّة المحمّديّة برزخ بين الذّات وبين هذه القابليّات المتعدّدة. وإنّما حكم ذلك البعض بما ذكر بواسطة أنّ لها موضع قدم فقط في موطن الصّفات. ونهاية عروج ذلك الموطن إلى تلك القابليّة فلا جرم نسبها إليه صلّى الله عليه وسلّم.

ولمّا كانت قابليّة الاتّصاف غير مرتفعة أصلا حكم ذلك البعض بالضّرورة بأنّ الحقيقة المحمّديّة حائلة دائما وإلّا فالحقيقة المحمّديّة على مظهرها الصّلاة والتّحيّة الّتي هي مجرّد اعتبار في الذّات يمكن ارتفاعها عن النّظر بل هو واقع. وقابليّة الاتّصاف وإن كانت اعتباريّة أيضا لكنّها أخذت لون الصّفات، ووصفها بواسطة البرزخيّة. والصّفات موجودة في الخارج بوجود زائد، وارتفاعها خارج عن دائرة الإمكان، فلا جرم حكم بوجود ذلك الحائل دائما. وأمثال هذه العلوم الّتي منشأها الجامعيّة بين الأصالة والظّلّيّة واردة كثيرا، وأكثرها أكتبه في الأوراق. ومقام القطبيّة منشأ دقائق علوم مقام الظّلّيّة ومرتبة الفرديّة واسطة ورود معارف دائرة الأصل، والإمتياز بين الظّلّ والأصل لا يتيسّر بدون اجتماع هاتين الدّولتين، ولهذا لم يقل بعض المشائخ بزيادة القابليّة الأولى الّتي يقال لها التّعيّن الأوّل على الذّات، وزعموا شهود تلك القابليّة تجلّيا ذاتيّا. والحقّ ما حقّقت والأمر ما أوضحت والله سبحانه يحقّ الحقّ وهو يهدى السّبيل.

والرّسالة الّتي كنت مأمورا بتسويدها لم أوفّق إلى الآن لإتمامها بل بقيت مسوّدة كما هي ولم أدر في هذا التّوقّف ما الحكمة الإلهيّة. وزيادة الجراءة بعيدة عن الأدب.

(٥) المكتوب الخامس في تفويض الخواجه برهان الّذي هو واحد من المخلصين مع بيان بعض أحواله كتبه إلى شيخه المعظّم

عريضة أحقر الخدّام انّى قد كتبت رسالة في بيان طريقة خواجكان قدّس الله أسرارهم وأرسلتها نحو الجناب العالي لعلّها تكون منظورة بالنّظر المبارك ولكنّها مسودّة فقط لم أجد فرصة لنقلها إلى البياض بسبب عجلة الخواجه برهان في التّوجّه، ولاحتمال أن يلحق بها علوم أخر. ولمّا وقع نظري يوما من الأيّام على رسالة سلسلة الأحرار خطر في الخاطر الفاتر أن أعرض عليكم لتكتبوا شيئا في بيان بعض علومها، أو تأمروا الفقير لأكتب شيئا فيها وقوي هذا الخاطر وبينا أنا في هذا الخاطر إذ فاضت علوم هذه المسودّة فكتبتها وبيّنت بعض علوم تلك الرّسالة في ضمن ما كتبت في هذه المسودّة في الجملة. فإن جعلت هذه المسودّة تكملة لتلك الرّسالة فبها، وإلّا فإن انتخب بعض العلوم المناسبة لها منها، والحق بها فله وجه. وزيادة الإنبساط خروج عن الأدب والخواجه برهان فعل في هذه المدّة فعلا حسنا وأمرا مستحسنا ونال نصيبا من السّير الثّالث الّذي هو مناسب لمقام الجذبة وصار الآن بواسطة مهمّ مدد معاش



 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!