موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الدرر المكنونات النفيسة في تعريب المكتوبات الشريفة

للشيخ الإمام الرباني أحمد الفاروقي السرهندي

(6) المكتوب السادس في بيان حصول الجذبة والسلوك وتحصيل التربية بصفتي الجلال والجمال وبيان الفناء والبقاء وبيان علو نسبة النقشبندية كتبه إلى شيخه المحترم

 

 


صوبة المألوه مشوّش الحال ومشتّت البال، وقد توجّه نحو الجناب المعلّى وكلّ شيء أمروه به يكون مباركا.

(٦) المكتوب السّادس في بيان حصول الجذبة والسّلوك وتحصيل التّربية بصفتي الجلال والجمال وبيان الفناء والبقاء وبيان علوّ نسبة النّقشبنديّة كتبه إلى شيخه المحترم

عريضة أقلّ العبيد أحمد: أنّه قد أكرمني المرشد على الإطلاق جلّ شأنه ببركة التّوجّه العالي بتربية طريقي الجذبة والسّلوك وربّاني بصفتي الجمال والجلال، والآن صار الجلال عين الجمال، والجمال عين الجلال، وقد حرّفوا هذه العبارة في بعض حواشي الرّسالة القدسيّة عن مفهومها الصّريح، وحملوها على المفهوم الموهوم. والحال أنّ العبارة محمولة على ظاهرها غير قابلة للتّحريف والتّأويل، وعلامة هذه التّربية التّحقّق بالمحبّة الذّاتيّة، ولا إمكان لحصولها بدون التّحقّق بها. والمحبّة الذّاتيّة علامة الفناء، والفناء عبارة عن نسيان ما سوى الله تعالى. فمتى لم تزل العلوم عن ساحة الصّدر بالتّمام ولم يحصل التّحقّق بالجهل المطلق لا نصيب من الفناء أصلا وهذا الجهل دائميّ لا إمكان لزواله لا أنّه يحصل أحيانا ويزول أخرى. غاية ما في الباب أنّه قبل البقاء جهالة محضة، وبعد البقاء يجتمع الجهالة والعلم معا. ففي عين الجهالة شعور، وفى عين الحيرة حضور. وهذا موطن حقّ اليقين الّذي لا يكون فيه كلّ من العلم والعين حجابا للآخر، والعلم الحاصل قبل مثل هذه الجهالة خارج من حيّز الإعتبار مع أنّه إن كان هناك علم ففي النّفس، وإن كان شهود ففي النّفس، وإن معرفة أو حيرة ففي النّفس أيضا. وما دام النّظر في الخارج لا حاصل فيه وإن كان النّظر في النّفس يعني في الجملة بل اللّائق أن ينقطع النّظر عن الخارج بالكلّيّة، قال الخواجه النّقشبند قدّس سرّه: «وكلّ ما يراه أهل الله بعد الفناء والبقاء يرونه في أنفسهم وكلّ ما يعرفون يعرفونه في أنفسهم وحيرتهم تكون في وجود أنفسهم». وفهم من ذلك أيضا صريحا أنّ الشّهود والمعرفة والحيرة في النّفس فحسب، ليس في الخارج شيء منها وما دام واحد منها، في الخارج لا حظّ من الفناء ولا نصيب، وإن كان بعض منها في الخارج فأين البقاء بعد. ونهاية المراتب في الفناء والبقاء هي هذه وهذا هو الفناء المطلق، ومطلق الفناء أعمّ منه ومن غيره والبقاء إنّما هو على مقدار الفناء ولهذا يكون لبعض أهل الله شهود في الخارج بعد التّحقّق بالفناء والبقاء ولكنّ نسبة هؤلاء الأعزّة يعنى: النّقشبنديّين فوق جميع النّسب.

(شعر)

وهيهات ما كلّ النّسيم حجازيّا ... وما كلّ مصقول الحديد يمانيّا



 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!