موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الدرر المكنونات النفيسة في تعريب المكتوبات الشريفة

للشيخ الإمام الرباني أحمد الفاروقي السرهندي

(35) المكتوب الخامس والثلاثون إلى شيخ زاده الخواجه محمد عبد الله سلمه الله تعالى في جواب استفساراته عن التوحيد وعين اليقين وما يناسب ذلك

 

 


(٣٥) المكتوب الخامس والثلاثون إلى شيخ زاده الخواجه محمّد عبد الله سلّمه الله تعالى في جواب استفساراته عن التّوحيد وعين اليقين وما يناسب ذلك

بسم الله الرّحمن الرّحيم بعد الحمد والصّلوات وتبليغ الدعوات أنهي إلى جناب مخدوم زاده: أنّ الصّحيفة الشّريفة قد وصلت وحصل الفرح الوافر بمطالعتها واندرج فيها بيان شمول نسبة الحضور واستيلائها فحسن ومبارك. وهذه الدولة الّتي تيسّرت لكم في مدّة ثلاثة أشهر إن تيسّر هي في سلاسل أخرى في مدّة عشر سنين ليعدّونها نعمة عظيمة ويتصوّرونها أمرا عظيما ينبغي أداء شكر هذه النّعمة كما ينبغي وحيث إنّى أعرف أنّ فطرتكم عالية ومبرّأة عن حصول شائبة العجب بتحسين مثل هذه الأحوال أظهرنا هذه النّعمة لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ (١) نصّ قاطع. وكتبتم أنّ مقدّمة التّوحيد يعني الوجوديّ أخذت في الظّهور فيبارك لكم هذه الدولة أيضا. ينبغي قبول هذا الوارد (٢) بالادب ولكنّ ينبغي رعاية الآداب الشّرعيّة في غلبة هذا الحال حقّ رعايتها وأداء حقوق العبديّة حقّ أدائها وأن يعلم بأنّ هذه الشّعبذة على تقدير صحّتها وصدقها ناشئة بواسطة استيلاء محبّة المحبوب حيث إنّ المحبّ إذا أبصر شيئا وأدركه لا يبصر ولا يدرك غير محبوبه وإذا حصلت له لذّة وذوق من أحد ينسبها إلى محبوبه وفي هذه الصّورة مشهود المحبّ هو الكثرة لكن بعنوان الوحدة فلا يتحقّق الفناء في هذا الموطن؛ فإنّ في الفناء دفع شهود الكثرة بالكلّيّة بواسطة استيلاء شهود الواحد وإنّما قيل لذلك أيضا فناء بالنّسبة إلى عدم شهود كثرة الممكنات وحقيقة الفناء إنّما تتحقّق إذا اختفت كثرة الاسماء والصّفات والشّئون والاعتبارات بتمامها أيضا عن النّظر ولم يكن شيء غير أحديّة الذّات المجرّدة تعالت ملحوظا ومنظورا أصلا وحقيقة تماميّة السّير إلى الله تجتلى في هذا المقام وفيه يتصوّر التّخلّص عن التّعلّق بالظّلال بالكلّيّة وفي هذا الوقت تقع المعاملة في أصل الاصول وتتحوّل من الدالّ إلى المدلول ويحصل التّرقّي (٣) والعروج من العلم إلى العين ومن المراسلة إلى المعانقة ويتحقّق الوصل العريان وكذا وكذا ثمّ كذا وكذا لا يمكن التّكلّم والانباء عن ذلك الموطن بغير الرّمز والاشارة وهو أيضا مبهم ومستور. وقد طلب مخدوم زاده منّا بيان عين اليقين وأراد حصوله في العلم وهذا أمر مشكل ماذا أصنع وماذا أقول وكيف أبيّنه وأكشف عنه وأفهمه؛ فيرجى من كرم مخدوم زاده أن يعذرني وأن يميل من طلب العلم إلى طلب الحال. والسّؤالان الصّادران عن

__________

(١) إبراهيم: ٧

(٢) الوارد: هو ما يرد على القلب الظاهر من أحداث الكون من الخواطر المحمودة من غير تعمل ولا اجتلاب. انظر: الكاشاني: رشح الزلال: ٩١.

(٣) الترقي: هو التنقل في الأحوال والمقامات والمعارف بقدم الكشف والشهود وإن تنقل من الأعلى إلى الأسفل كمن تنقل من مطالعة الأسرار العلوية إلى مطالعة الأسرار السفلية. انظر: الكاشاني: رشح الزلال: ١٣٢.



 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!