موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الدرر المكنونات النفيسة في تعريب المكتوبات الشريفة

للشيخ الإمام الرباني أحمد الفاروقي السرهندي

(12) المكتوب الثاني عشر فى بيان حصول الفناء والبقاء وظهور الوجه الخاص في كل شيء وحقيقة السير في الله والتجلي الذاتي البرقي وغير ذلك كتبه إلى شيخه المعظم أيضا

 

 


ولمّا كان في تحرير تلك العلوم تعسّر بواسطة ضيق الوقت وغموض العلوم لا جرم صرفنا عنان القلم عن تحريرها وحين التّحقّق بهذا الفناء وفيضان العلوم وقع نظر خاصّ على ما وراء الوحدة وان كان عدم النّظر إلى ما وراء الوحدة امرا مقرّرا بل لا نسبة فيه أصلا لكن كلّما أجده أعرضه ولا أتجاسر بكتابته إلى أن يبلغ مرتبة اليقين وأرى صورة ذلك المقام في ما وراء الوحدة كآكرة وراء دهلى. ولم يتطرّق إليه شبهة قطّ وإن لم تكن في النّظر وحدة ولا ما وراءها ولا مقام آخر أعرفه بعنوان الحقّيّة أو أعرف أنّ الحقّ وراءه والحيرة والجهالة على صرافتهما ولم تتفاوتا بسبب هذه الرّؤية فلا أدري ماذا أعرض فإنّ الكلّ تناقض في تناقض لا يمكن أن يورد في قيد القال وإن كان الحال متحقّقا بلا شبهة. أستغفر الله وأتوب إلى الله من جميع ما كره الله قولا وفعلا خاطرا وناظرا. وأيضا تبيّن في هذا الوقت أنّ ما ظننته سابقا من فناء الصّفات كان في الحقيقة فناء خصوصيّات الصّفات وما به امتيازها لمّا اندرجت الصّفات في ضمن الوحدة ارتفعت الخصوصيّات وتوهّم من ذلك فناءها. والآن قد اضمحلّ أصل الصّفات وانمحى ولم يبق منها شيء ولو على سبيل الإندماج والإندراج ولم يترك قهر الاحديّة شيئا قطّ، ولم يبق التّمييز الّذي حصل من مرتبة العلم الإجماليّ أو التّفصيليّ، وصار النّظر إلى الخارج بالتّمام كان الله ولم يكن معه شيء وهو الآن - كما كان - مطابق للحال في هذا الوقت، وكان سابقا العلم بمضمون هذا الحديث دون الحال والمرجوّ حصول التّنبيه على الصّحّة والسّقم. وقد يرى لمولانا القاسم على نصيب من مقام التّكميل، وكذلك يرى من هذا المقام نصيب لبعض الأصحاب والله سبحانه أعلم بحقيقة الحال.

(١٢) المكتوب الثّاني عشر في بيان حصول الفناء والبقاء وظهور الوجه الخاصّ في كلّ شيء وحقيقة السّير في الله والتّجلّي الذّاتيّ البرقيّ وغير ذلك كتبه إلى شيخه المعظّم أيضا

عريضة أقلّ العبيد أحمد ينهى إلى ذروة العرض أنّه ما يدرى ماذا يعرض من تقصيراته ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ولا حول ولا قوّة إلّا بالله العليّ العظيم. العلوم الّتي تتعلّق بمقام الفناء في الله والبقاء بالله كشف عنها الحقّ سبحانه بعنايته وتبيّن أنّه ما الوجه الخاصّ في كلّ شيء وما معنى السّير في الله وما التّجلّي الذّاتيّ البرقيّ ومن محمّديّ المشرب وما أشبه ذلك يقع الإطّلاع في كلّ مقام على لوازم ذلك المقام وضروريّاته ثمّ يقع العبور عنه، ولم يبق شيء ممّا أخبر عنه أولياء الله تعالى غير نبذة يسيرة إلّا وقد أريته وأعلمته قبل من قبل بلا علّة، وكذلك أرى ذوات الأشياء مجعولة وأرى أصل القابليّات والإستعدادات مجعولة ومصنوعة والله سبحانه ليس بمحكوم القابليّات؛ فإنّه لا ينبغي أن يحكم عليه بشيء ولنترك زيادة الإنبساط، (ع) على المرء أن لا يجهل الدّهر طوره *



 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!