موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الدرر المكنونات النفيسة في تعريب المكتوبات الشريفة

للشيخ الإمام الرباني أحمد الفاروقي السرهندي

(13) المكتوب الثالث عشر في بيان عدم نهاية الطريق ومطابقة علوم الحقيقة بعلوم الشريعة كتبه إلى شيخه المعظم

 

 


(١٣) المكتوب الثّالث عشر في بيان عدم نهاية الطّريق ومطابقة علوم الحقيقة بعلوم الشّريعة كتبه إلى شيخه المعظّم

المعروض من أقلّ العبيد أحمد آهـ ألف آهـ من عدم نهاية هذا الطّريق مع هذه السّرعة في السّير وكثرة الإرادات والعنايات ومن ههنا قال المشايخ: «إنّ السّير إلى الله مسافة خمسين ألف سنة " وكان في قوله تعالى تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ والرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (١) إيماء إلى هذا المعنى ولمّا انجرّ الأمر إلى اليأس وانقطع الرّجاء لزم الإستمساك بقوله تعالى وهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ ما قَنَطُوا ويَنْشُرُ رَحْمَتَهُ (٢) وكان قد وقع السّير في الأشياء منذ أيّام ولمّا غال المسترشدون وألحّوا ثانيا شرعت في أمورهم في الجملة ولكن لا أجد نفسي قابلا لذلك المقام. ولكن أعلّمهم شيئا على مقتضى المروءة والحياء لإكثارهم في الإلحاح والإبرام، وقد كنت في مسألة توحيد الوجود متوقّفا سابقا كما حرّرته مكرّرا وكنت أنسب الأفعال والصّفات إلى الأصل ولمّا صار حقيقة الأمر معلوما تركت التّوقّف ووجدت القول بأنّ الكلّ منه أحسن ورأيت الكمال فيه أزيد منه في القول بأنّ الكلّ هو، وعلمت الأفعال والصّفات بلون آخر يعني بوجه آخر وأريت الكلّ واحدا واحدا وجوزى بي إلى الفوق ولم يبق ريب ولا شبهة أصلا، وجاءت الكشفيّات كلّها مطابقة للشّريعة لا مخالفة فيها لظاهر الشّريعة مقدار شعرة وما بيّنه بعض الصّوفيّة من الكشفيّات المخالفة لظاهر الشّريعة فهو إمّا من السّهو أو من السّكر، وإلّا فلا مخالفة بين الباطن والظّاهر. والمخالفة إنّما تعرض للنّظر في أثناء الطّريق فيحتاج إلى التّوجّه والجمع، وأمّا المنتهى الحقيقيّ فإنّه يجد الباطن موافقا لظاهر الشّرعيّة. والفرق بين معرفة العلماء ومعرفة المشايخ الكرام هو أنّ العلماء يعرفون بالإستدلال والعلم والمشايخ بالكشف والذّوق وأيّ دليل أدلّ على صحّة حالهم من هذه المطابقة: يَضِيقُ صَدْرِي ولا يَنْطَلِقُ لِسانِي (٣) نقد الوقت ولا أدري ماذا أعرض وقد كنت موفّقا لتسويد بعض الأحوال ولا يمكن تحريره في العرائض ولعلّ في ذلك حكمة والمسئول أن لا تحرموا هذا المحروم المهجور من التّوجّه الّذي هو للغرباء مبذول وأن لا تتركوه في الطّريق، (شعر):

وأنت لهذا القول قد كنت مبدأ ... فإن فيه إطناب فمنك مسبّب

وزيادة الإنبساط جراءة، (ع) على المرء أن لا يجهل الدّهر طوره *

__________

(١) الآية: ٤ من سورة المعارج.

(٢) الآية: ٢٨ من سورة الشورى.

(٣) الآية: ١٣ من سورة الشعراء.



 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!